إقتصاد

الشباب العماني .. رعاية تعطي ثمارها

استمع

attachment_1419263774908_السلطان قابوس بن سعيد

ليس من المبالغة في شيء القول بأنه إذا كان النجاح والتفوق لا يأتيان صدفة، لأنهما يتحققان عادة على قاعدة قوية من العمل والجدية والمثابرة، أيا كان مجال العمل، فانه من المؤكد أن النجاح لا يخفف فقط عناء الجهد ومشقة البحث للوصول إليه، ولكنه يعطي دفعة كبيرة لمن يحققونه لارتقاء درجاته والانطلاق إلى آفاق أوسع، علمية وتطبيقية مفيدة للفرد والمجتمع، بل وللبشرية أيضا، وذلك بحكم أن التقدم الإنساني هو في النهاية تراكم ومحصلة للنجاحات التي تتحقق وتتراكم وتتفاعل مع بعضها البعض في المجالات المختلفة.

وفي هذا الإطار فانه في الوقت الذي تحرص فيه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – على الأخذ بيد الشباب العماني، وفتح كل الآفاق الممكنة إمامهم، للوصول إلى أعلى المراتب والدرجات العلمية، بما في ذلك تشجيعهم على البحث العلمي، وتوفير كل ما يمكن توفيره من تيسيرات للأخذ بيدهم في مجال البعثات والدراسات العليا، وتبذل جامعة السلطان قابوس ومجلس البحث العلمي، وغيرهما من الجهات المعنية جهودا مشكورة في هذا المجال، وبشكل ملموس، فان مما يبعث على الاعتزاز أن يتمكن الكثيرون من الشباب العمانيين من إثبات قدرتهم وتفوقهم العلمي، وكذلك مهاراتهم العلمية، في العديد من المسابقات والمؤتمرات العلمية، التي يشاركون فيها في مختلف دول العالم.

وعلى مدى الفترة الأخيرة تنوعت وتعددت الأنباء حول تفوق أبنائنا من الشباب، ببحوثهم ودراساتهم العلمية، ليس فقط على الصعيد العربي، ولكن على الصعيدين الإقليمي والدولي كذلك، وفي مؤتمرات علمية امتدت من ماليزيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا، حيث رفع أبناؤنا، من الأساتذة والباحثين والطلاب، اسم عمان عاليا. ومن بين أسماء عديدة تم تتويجها، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، فاز الدكتور ماجد الرقيشي، من قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس بجائزة أفضل دراسة بحثية في المؤتمر الدولي الرابع لتكنولوجيا النانو، الذي عقد في ماليزيا في أواخر شهر يناير الماضي، ولم يقتصر الأمر على الباحثين من أساتذة الجامعة والكليات الجامعية ، ولكنه شمل أيضا شبابنا من الطلاب الذين يرفعون اسم عمان عاليا في الجامعات التي يدرسون فيها في الخارج، ومنهم على سبيل المثال أيضا أبناؤنا الذين كرمتهم جامعة برونيل البريطانية، حيث فازت المشروعات البحثية لثلاثة من الطلاب العمانيين، بالمراكز الأولى، من بين 17 مشروعا علميا تنافست في جامعة برونيل، ولعل مما له دلالة أن المشروعات البحثية هي مشروعات في مجالات الهندسة، وتطوير عمليات استخراج النفط ، وتطوير تقنيات الترانزيستور، وهؤلاء هم داوود بن احمد بن حمود المحروقي، ومحمد بن ناصر بن سيف العوفي، وجمعة بن عبيد النهدي، وهؤلاء وغيرهم من أبنائنا وبناتنا المتفوقين هم ثمرة رعاية شاملة ومتواصلة للشباب في مختلف المجالات، العلمية والعملية طالما أكد عليها جلالته حفظه الله ورعاه.

* المصدر: صحيفة عُمان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى