رأىسلايدر

قراءة فى مشهد إسقاط الطائرة الأمريكية المعتدية

الكيان الصهيونى هو من يدفع الأمريكان الحرب مع إيران

استمع

بقلم: السفير ناصر كنعانى

سفير إيران لدى القاهرة

دفاعا عن السيادة الإيرانية كالمعتاد دائماً، كان من الطبيعي أن تقوم القوات الإيرانية بإسقاط طائرة التجسس الأمريكية المتطورة بعدما تجاوزت الحدود الإيرانية وعدم إنتباهها إلى الإنذارات المبعوثه إليها. هذه العملية النوعية فتحت المجال للتكهنات حول رد الفعل الامريكي بما فيها ضرب إيران في عملية عسكرية محدودة (تكتيكية) أو حربا إيرانيا_أمريكيا شاملا.
برأيي لا تؤدي هذه العملية النوعية والشرعية ألتي نفذتها إيران في إطار دفاع عن النفس وحقها في الحفاظ علي سيادة البلد إلى أي حرب أمريكية- إيرانية، لأن هذه الحرب لن تبقي محدودة في حدود محددة. أعتقد أمريكا ليست مستعدة للحرب، ولن تكن مصلحتها فيها. وربما الكيان الصهيوني ألتي تقع وراء الخطوات الإستفزازية الأمريكية ضد إيران وترغب بتوريدها في ورطة إقليمية جديدة في الشرق الأوسط وإستمرار بقائها في المنطقة، تعلم مدى خطورة وتداعيات الحرب الأمريكية- الإيرانية على أمنها المزعزع ومتحيرة حول تداعياتها.
السعودية والإمارات مغامرتان لشن هذه الحرب وأمريكا لن تجازف بمصالحها من أجلهما وسياساتهما الإستعلائية. إن هدف أمريكا الرئيسي من تسخين وتشعيل الملف الإيراني هو تأمين وضمان مصالحها إقليمياً وفرض نفسها وهيمنتها أكثر وأكثر على الدول العربية ببيع الأسلحة وتدعيم وتعميق الصراعات الطائفية وخلق إستقطابات سياسية وأمنية جديدة إقليمياً وتسويق لصفقة القرن وإبعاد إسرائيل من الخطر وإيصالها إلى شاطئ الأمان. وداخلياً ترامب يرغب أن يحصد ثمار هذه السياسة الماكياولية في الإنتخابات القادمة والتي يعتبرها ترامب معركة مصيرية بالنسبة له.
إن إيران لاعبة ذكية وليست إستراتيجيتها العسكرية أبسط من إستراتيجيتها السياسية القوية، و أي دولة إقليمية تراهن على إنكسار إيران في مواجهتها مع أمريكا، ستكون هي الخاسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى