سياسة

السفينة الشراعية شباب عُمان ترسو على ضفاف المركز الأول وتفوز بأهم جائزتين في مهرجان الحرية في هولندا

استمع

نوران عبد المنعم

فازت السفينة شباب عُمان  بالمركز الأول وجائزة الصداقة الدولية لمهرجان الحرية للسفن الشراعية الذي يقام حالياً في هولندا ، وهي تعد أرقى جائزة تمنح في المهرجان.كما نالت شباب عمان جائزة أفضل السفن التي رست في ميناء سخيفين الهولندي. تحقق  هذا الإنجاز بتضافر جهود جميع طاقم السفينة ومتدربيها.

 شاركت في  المهرجان 19 قطعة بحرية  تمثل 10 دول منها أمريكا ، وتأتي مشاركة شباب عمان ، بمناسبة انطلاق فعاليات الاحتفال بمرور ذكرى 75 عاما على تحرير  هولندا، التي وصلت اليها  قادمة من  فرنسا ضمن برنامج الرحلة التي تقوم بها تحت شعار : (صواري المجد والسلام) ، والتي انطلقت في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي وتستمر حتى السابع من أكتوبر القادم .وتزور خلالها عشرون ميناء ومدينة في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وترخي أشرعتها في أربع محطات رئيسية.

فمن  مهرجان أرمادا  الفرنسي  انتقلت  للمشاركة في سباق الحرية .

 كما تخوض بعد ذلك في محطتها الثالثة منافسات سباق السفن الشراعية خلال الفترة من الثالث وحتى السادس من يوليو بمدينة ألبورغ في الدنمارك، لتنتقل للمشاركة في سباق مدينة أرهوس ، والذي سيمتد خلال الفترة من الأول وحتى الرابع من أغسطس .

سفير وئام وسلام

حول رحلاتها  قالت السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى سفيرة السلطنة لدى منظمة اليونيسكو: إنها   تقدم   دعوة الي شعوب  العالم إلى السلام والوئام ونشر المحبة بين  مختلف الشعوب ، ويعد هذا المبدأ واحدا من أهم الأهداف عالمياً .

كانت  ضفاف   نهر السين قد شهدت تظاهرة محبة  عربية  فرنسية حيث اصطفت حشود الجماهير  مودعة شباب عُمان وهي تغادر ميناءروان، تعبيرا   عن الإعجاب بها والتقدير لبحارتها،  بعد اختتام  مشاركتها في مهرجان أرمادا الذي قام خلاله ما يقارب من (١٢٥ ألف) شخص بزيارة السفينة.

بدأت مشاركتها في فعاليات المهرجان  وسط حضور دولي واسع وأجواء احتفالية كبيرة. وقد سجلت معدلات مرتفعة من الزوار حيث تجاوز عددهم نحو   50 ألف خلال عدة  أيام فقط ، ثم تواصل الإقبال عليها .

 فتحت «شباب عمان» باب الزيارة للجمهور بعد افتتاح المهرجان مباشرة للاطلاع على ما تحتويه من معروضات وصور تحكي تاريخ عمان التليد وحاضرها المعاصر.

 وقد   استقبلت العديد من الوفود الرسمية  كان من بينهم أعضاء الجمعية (الألمانية -الفرنسية) وعدد كبير من أطقم السفن الأخرى المشاركة في المهرجان، والذين عبروا عن إعجابهم بما شاهدوه من موروث عماني زاخر بالمفردات المختلفة.

 قبل وصولها  هولندا وفرنسا  أرخت أشرعتها في ميناء لشبونة بجمهورية البرتغال كرابع ميناء دولي تزوره ضمن خط سير  الرحلة الدولية “صواري المجد والسلام” .

 و بعد انطلاقها من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية مرت بميناء صلالة، بعدها رست  بميناء جدة  بالسعودية، ثم تألقت أشرعتها عبر قناة السويس حيث استقبلت في الموانئ المصرية بحفاوة بالغة .

منها انطلقت الي  ميناء رودس باليونان ، ثم اتجهت إلى ميناء كالياري بإيطاليا.

إبراز الإرث التاريخي

اطلع الزوار  على العرض المرئي لتاريخ بناء السفينة، وتفاصيل الرحلات السابقة لها، وحصلوا على إيجاز عن خط سير رحلتها الدولية. كانت سفينة البحرية السلطانية العمانية  قد رست على ضفاف نهر السين ، بعد أن قطعت ما يزيد عن ستة آلاف ميل بحري، منذ مغادرتها السلطنة .

 من جانبه اكد  الدكتور محمد عبد الغفار سفير  البحرين  لدى  فرنسا   أن هذه الزيارات مهمة لأنها  تقدم أفكارا تتعلق بالسلام والمحبة والتسامح بين دول العالم، وهذا أمر مهم جداً ورسالة طيبة. وهذه السفينة تلعب دورا في غاية الأهمية لسلطنة عمان الشقيقة ولمنطقة الخليج العربي ودول مجلس التعاون الخليجي أيضاً، ولفت انتباهي أنها  مجهزة بشكل مميز، والزيارات الكثيرة للسفينة توضح رغبة الجمهور في التعرف بشكل أكبر على ما تقدمه  وتمثله  عمان ثقافياً وحضارياً.

صورة مشرفة

 قال السفير  سامي محمد السلمان سفير  الكويت  لدى  فرنسا للسفينة دور كبير في مد جسور الصداقة والسلام بين شباب عمان وشباب دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف دول العالم أيضاً، وهذا النوع من المبادرات مهم جداً لتقديم صورة مشرقة عن عمان أمام المحافل الثقافية والسياحية الدولية، وتقدم  انطباعا جميلا جدا عن عمان وتاريخها البحري الزاخر ، وتراثها العريق الذي تفتخر به كل دول الخليج العربي عامة وسلطنة عمان خاصةً ، وهي تقدم الثقافة الخليجية في أزهى صورها.وتحمل رسالة في غاية السمو وهي تمثل الاندماج ما بين الحضارة والتاريخ مع الحداثة والتطور التقني .

 من جانبها حرصت الزائرة الفرنسية سارة ليلالي   على  التقاط صور تذكارية بعد ارتداء الزي العماني : وقالت”تواجدت على ظهر السفينة للتعرف على العادات والتقاليد العمانية التي أبهرت بها ، بجانب اكتشافي طيبة وأخلاق الشعب العماني والتسامح الذي تمثله سلطنة عمان هنا في فرنسا.

كما شارك طاقم “شباب عمان ”  في العديد من الفعاليات كالمسابقات الرياضية واستعراض المسير في شوارع المدينة، والذي قدم فيه عددًا من استعراضات المشاة العسكرية بمصاحبة المقطوعات الموسيقية المستوحاة من الفولكلور التقليدي العماني، وقد حظي الاستعراض بتفاعل كبير من الجمهور الذي اصطف في شوارع المدينة الفرنسية ، كما شارك الطاقم في العديد من المنافسات الرياضية  ضمن فعاليات المهرجان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى