سلايدرسياسة

ننشر خطاب رئيس الوزراء الهندي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

استمع

إبراهيم عوف

ننشر خطاب رئيس الوزراء الهندي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 27 سبتمبر 2019 على النحو التالى:

 سيادة الرئيس،

إنه لشرف عظيم لي أن أتحدث أمام الدورة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة بالنيابة عن 1.3 مليار هندي.

وتعد هذه مناسبة خاصة جداً حيث يحتفل العالم كله هذا العام بالذكرى المائة والخمسين لميلاد المهاتما غاندي.

وتعد رسالته التي تدعو إلى الحق واللاعنف رسالة مهمة للغاية بالنسبة لنا حتى اليوم، من أجل إرساءالسلام وتحقيق التنمية والتقدم في العالم.

سيدي الرئيس،

هذا العام، جرت أكبر انتخابات في العالم. ففي أكبر بلد ديمقراطي في العالم، قام أكبر عدد من الناخبين بالتصويت لي ولحكومتي حيث تولينا السلطة لفترة ثانيةبموجب تفويض أكبر من ذي قبل.

وبفضل ذلك التفويض، أقف أمامكم هنا مرة أخرى.

ومع ذلك، فإن الرسالة التي يعبر عنها هذا التفويض لها أهمية أكبر وأوسع وأكثر إلهاماً.

سيدي الرئيس،

عندماتتمكن دولة نامية منإطلاق أكبر حملة للصرف الصحي في العالم بنجاح، من خلال بناء أكثر من 110 مليون مرحاض خلال 5 أعوام فقط لمواطنيها، فإن جميع إنجازاتها والنتائج التي حققتها تعتبر رسالة مشجعة للعالم كله.

عندما تقوم دولة نامية بإدارة أكبر برنامج للتأمين الصحي في العالم بنجاح، وتوفر لخمسمائة مليون شخص تغطية صحية بقيمة 500 ألف روبية سنوياً للعلاج بالمجان، فإن الإنجازات التي تم تحقيقها والنظم التي تم إنشاؤها في إطار هذا البرنامج تهدي العالم إلىطريق جديد.

عندما تقوم دولة نامية بإدارة أكبر برنامج للشمول المالي في العالم بنجاح، من خلال القيام بفتح أكثر من 370 مليون حساب بنكي للفقراء خلال 5 سنوات فقط، فإن النظم التي يتم إنشاؤها في إطار هذا البرنامج تعمل على بناء الثقة في الفقراء حول العالم كله.

عندما تقوم دولة نامية بإطلاق أكبر برنامج في العالم للهوية الرقمية لمواطنيها، حيث تعطى كل منهم هوية بيومترية، ومن ثم تضمن لهم الحصول على حقوقهم، وتوفر أكثر من 20 مليار دولار عن طريق مكافحة الفساد، فإن النظم الحديثة التي يتم إنشاؤها في إطار ذلك تمنح العالم أملاً جديداً.

سيدي الرئيس،

عندما دخلت إلى هنا، شاهدت لافتة معلقة على الحائط عند مدخل هذا المبنى مدون عليها العبارة التالية: “لا لمنتجات البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة فقط”. ويسعدني أن أبلغ هذا الجمع الموقر أنه بينما أنا أتحدث أمامكم اليوم، هناك حملة كبيرة جداً يتم تنفيذها حالياً في كافة أنحاء البلاد حتى تصبح الهند خالية من منتجات البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة فقط.

خلال السنوات الخمسة القادمة، سوف نقوم بتوصيل المياه لمائة وخمسين مليون منزل، فضلاً عن تعزيز برامج الحفاظ على الماء.

خلال السنوات الخمسة القادمة، سوف نقوم بإنشاء أكثر من 125 ألف كم من الطرق الجديدة.

بحلول عام 2022، عندما تحتفل الهند بعيد استقلالها الخامس والسبعين، نعتزم بناء 20 مليون منزل للفقراء.

بينما يهدف العالم إلى التخلص من مرض السل بحلول عام 2030، فإننا في الهند نعمل على استئصال هذا المرض بحلول عام 2025.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف استطعنا أن نحقق كل ذلك. كيف لمثل هذه التغيرات السريعة أن تتحقق في الهند؟

سيدي الرئيس،

تمثل الهند حضارة كبرى نشأت منذ آلاف السنين، حضارة لها تقاليدها الخاصة النابضة بالحياة، حضارة تعبر عن أحلام عالمية. إن قيمنا وثقافتنا ترى الألوهية في جميع الكائنات وتسعى من أجل أن يعم الرخاء الجميع.

من ثم، فإن جوهر منهجنا هو تحقيق الرخاء العام من خلال المشاركة العامة وهذا الرخاء العام ليس فقط من أجل الهند ولكن من أجل العالم كله.

وهذا هو السبب في أننا نرفع شعار: “جهود جماعية من أجل تحقيق التنمية للجميع ومن خلال كسب ثقة الجميع”.

وهذا أيضاً لا ينحصر داخل حدود الهند فقط.

لا تعد جهودنا بمثابة تعبير عن الشفقة ولا هي تظاهر. إن هذه الجهود منبعهاالإحساس بالواجب، والواجب فقط.

تركز جميع جهودنا على 1.3 مليار هندي. ولكن الأحلام التي تسعى هذه الجهود لتحقيقها هي نفس الأحلام التي يتطلع إليها العالم كله، وتتطلع إليها كل دولة، ويتطلع إليها كل مجتمع.

الجهود هي جهودنا ، ولكن ثمارها هي للجميع ، للعالم بأسره.

 

وتزداد هذه القناعة لدي قوة يوم بعد يوم، ولاسيما عندما أفكر في دول، مثل الهند، تسعى جاهدة من أجل التنمية، كل منها بطريقتها الخاصة.

 

عندما أسمع عن أفراحهم وأحزانهم، وعندما أتعرف على أحلامهم، يزيد عزمي على تطوير بلادي وعلى المضي بوتيرة أسر وأقوى، حتى تصبح تجربة الهند مفيدة لهذه الدول.

 

سيدي الرئيس،

 

منذ 3000 عام ، كتب شاعر الهند العظيم كاريانبونجون- درا- نار باللغة التاميلية وهي أقدم اللغات في العالم:

 

(ترجمة) “كل البلاد بلادنا و كل الناس أقاربنا”

 

إن هذا الشعور الشامل بالانتماء فيما وراء الحدود الجغرافية هو أمر فريد من نوعه لدى الهند.

 

في السنوات الخمس الماضية، عملت الهند على تقوية تقليدها القديم العريق المتمثل في الأخوة بين الأمم والسعي نحو رفاهية العالم، وهو ما يتماشى بالفعل مع الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة.

تسعى القضايا التي تثيرها الهند ، وهي نوع من المنصات العالمية الجديدة التي تقوم الهند ببنائها، إلى بذل جهود جماعية لمواجهة التحديات والقضايا العالمية الخطيرة.

 

سيدي الرئيس

 

إذا نظرنا على سبيل المثال إلى نصيب الفرد من الانبعاثات، فإن مساهمة الهند المسببات لظاهرة الاحتباس الحراري منخفضة للغاية.

 

ومع ذلك، فإن الهند هي واحدة من الدول الرائدة عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات لمعالجة هذه القضية.

 

من ناحية، نحن نعمل من أجل تحقيق الهدف المتمثل في توليد 450 جيجا وات من الطاقة المتجددة، ومن ناحية أخرى، اتخذنا أيضاً مبادرة لإنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية.

 

يتمثل أحد آثار الاحتباس الحراري العالمي في زيادة عدد الكوارث الطبيعية وشدتها، وفي ظهور تلك الكوارث أيضا في مناطق أخرى من العالم و بأشكال جديدة.

 

في ضوء ذلك ، اتخذت الهند مبادرة تشكيل “التحالف من أجل البنية التحتية لمواجهة الكوارث”، ويعمل هذا التحالف على المساعدة في بناء بنية تحتية يمكنها تحمل الكوارث الطبيعية.

 

سيدي الرئيس


إن الهند هي أكبر دولة في العالم قدم جنودها أرواحهم فداء الواجب أثناء مشاركتهم في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

 

نحن ننتمي إلى بلد قدم للعالم ليس آلة الحرب، ولكن رسالة بوذا للسلام.

 

وهذا هو السبب الذي يجعل صوتنا ضد الإرهاب، ويعلو لينبه ويحذر العالم  من هذا الشر، ويعلو بنبرة جادة معبرة عن الغضب من هذه الآفة.

 

إنني نرى أن الإرهاب هو أحد أكبر التحديات، ليس بالنسبة لأي دولة بمفردها، ولكن للعالم بأسره وللإنسانية جمعاء.

 

إن عدم وجود إجماع بيننا بشأن قضية الإرهاب ، يعرقل تلك المبادئ ذاتها ، و التي تشكل عماد إرساء الأمم المتحدة.

 

ولهذا السبب ، فإنني أرى أنه من الضروري للغاية من أجل الإنسانية أنه يجب على العالم أن يتحد ضد الإرهاب ، وأن يقف العالم أجمع وقفة رجل واحدة ضد الإرهاب.


سيدي الرئيس


وجه العالم يتغير اليوم.

 

تأتي التكنولوجيا الحديثة في القرن الحادي والعشرين بتغييرات جذرية في الحياة الاجتماعية والحياة الشخصية والاقتصاد والأمن والاتصالات والعلاقات الدولية.


في مثل هذه الوضعية نجد أن ظهور العالم بشكل مجزأ لن يخدم مصلحة أحد. وليس لدينا خيار حصر أنفسنا داخل حدودنا.

 

في هذا العصر الجديد ، سيتعين علينا أن نسلك طريقا جديدا نحو التعددية والأمم المتحدة.


سيدي الرئيس

 

منذ مائة وخمسة وعشرين عاماً ، قدم المعلم الروحاني العظيم سوامي فيفيكاناندا هذه الرسالة إلى العالم من خلال البرلمان العالمي للأديان في شيكاغو.

كانت الرسالة هي رسالة “الوئام والسلام …. وليس الخلاف”.

واليوم، لا تزال الرسالة التي توجهه الهند باعتبارها أكبر ديمقراطية في العالم إلى المجتمع الدولي هي نفس الرسالة…رسالة “الوئام والسلام”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى