سلايدرسياسة

أوزبكستان تنهض بخطوات سريعة.. “الدبلوماسي” يشهد أول انتخابات برلمانية في عهد الرئيس “ميرضيائف”شارك بها 71% من الناخبين

استلهام التاريخ لجذب السياحة الدينية والاستثمارات واهتمام كبير بتنشيط العلاقات مع مصر

استمع

طشقند  – ربيع شاهين

مع غروب آخر أيام عام 2019 واشراقة العام الجديد الحالي 2020 شهدت جمهورية أوزبكستان “الاسلامية احدي جمهوريات الكومنولث”عرسا انتخابيا وذلك باجراء الانتخابات البرلمانية اﻷولي في عهد الجمهورية الثانية للرئيس الحالي شوكت ميرضيائيف ،الذي تولي السلطة عام 2016 عقب وفاة اول رئيس للدولة التي خرجت من عباءة الاحتلال والقمع السوفييتي عام 1990 عقب الانهيار السريع..

* العُرس الكبير!

وكان “الدبلوماسي”شاهدا وحاضرا لمتابعة هذه الانتخابات وذلك العرس الكبير ضمن أكثر من ألف مراقب دولي من 56 دولة ومنظمة اقليمية ودولية، والتي تنافست خلالها 5 أحزاب علي 150مقعد هي عدد مقاعد البرلمان تغطي 25 ولاية، حيث اعلنت نتائجها النهائية قبل ايام قليلة بعد جولة الاعادة وفاز باغلبية المقاعد الحزب الليبرالي ” 53 مقعدا ” وهو الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس ..وبرغم ذلك لم تتدخل الحكومة أكبرها وأشهرها طشقند”العاصمة”وسمرقند وبخاري اللتان تزخران بكنوز من الاثار والمعالم الاسلامية ابرزها مراقد الائمة والعلماء الي جانب قبر قثم بن عباس ابن عبد المطلب “ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم”وهي الدولة الوحيدة في الجمهوريات الاسلامية المستقلة التي تحظي بهذا الشرف العظيم.
*حضور مصري قوي بانتخاباتها..

* وفد مصرى!

جرت انتخابات هذا البلد الشقيق بحضور وفد مصري رفيع المستوي يضم زعيم اﻷغلبية البرلمانية د. عبد الهادي القصبي والنائب عبد السلام الخضراوي ونحو 8 من الصحفيين والباحثين السياسيين، ضمن وفود نحو 60 دولة ومنظمة دولية واقليمية..وعكس الحضور مدي حرص الدولة ممثلة بسفارتها بالقاهرة علي مواصلة النهج الذي انتهجته علي مدي اﻷعوام القليلة الماضية وتعاظم في العامين الماضيين ﻷجل استمرار مسيرة الدفع بالعلاقات بين البلدين بمختلف المجالات..وخاصة الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية وغيرها.

* زيارة الرئيس!

وليس خافيا نجاح السفارة اﻷوزبكية في ترتيب العديد من الزبارات المتبادلة للوفود الرسمية والشعبية وغيرها توجت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التاريخية كأول زيارة يقوم بها رئيس مصري منذ استقلال اوزبكستان عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 ، والتي جرت الي طشقند سبتمبر 2018 وما شهدته من لقاءات علي رأسها القمة التي جمعته بالرئيس اﻷوزبكي شوكت ميرضيائيف وما تمخض عنها من اتفاقيات بغرض تعظيم التعاون بين البلدين بكافة المجالات ، واعقب زيارة الرئيس بشهر واحد زيارة فضيلة الامام اﻷكبر شيخ اﻷزهر د.أحمد الطيب في الشهر التالي مباشرة “أكتوبر ” والحفاوة التي استقبل بها خاصة من جانب الرئيس شوكت ميرضيائيف.

*.. نزيهة!

ويشار الي أن المعركة الانتخابية كانت قد جرت في مناخ اتسم بالمنافسة الشريفة وفي جو من الحرية التامة من جانب السلطة التي لم تتدخل لمصلحة أي من اﻷحزاب وخاصة الحزب الليبرالي الذي ينتمي اليه الرئيس ميرضيائيف..والذي فاز ب 53 مقعدا من عدد المقاعد ال 150 وبالتالي تشكيل الحكومة.. وشهدت الانتخابات اقبالا كبيرا من المواطنين اﻷوزبك من كافة الفئات واﻷعمار ممن يحق لهم التصويت بحسب ميرضيا أولوج بك عبدالسلاموف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات،الذي ذكر أن نسبة إقبال الناخبين فى بلغت 71% من إجمالى عدد الناخبين أى حوالى 13.960 مليون ناخب من بينهم 1200 ألف أوزبكى يعيش فى الخارج.

* ميرضائيف.. والنهضة!

وتعد هذه الانتخابات حلقة في سلسلة الإصلاحات التى ينتهجها الرئيس شوكت ميرضيائيف منذ توليه الحكم قبل نحو 4 سنوات والتي تستهدف تطوير المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى البلاد، وتدخل البلاد بعد هذه الانتخابات مرحلة جديدة ، خاصة وانها اتسمت بالنزاهة والديمقراطية والشفافية والانفتاح. وتشهد أوزبكستان ،التي تعد بمثابة عاصمة الحضارة الاسلامية في آسيا الوسطي وأكبر جمهورية تستأثر بحجم كبير من التراث الاسلامي،خطوات سريعة لتحقيق النهضة بها علي كافة اﻷصعدة والقطاعات وتعتبر أن برنامجها الاصلاحي يتشابه بقدر كبير مع الخطة التي تنتهجها مصر تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 5 سنوات ،وخاصة في مجالات الاصلاح وتهيئة البنية التحتية وسن التشريعات اللازمة لذلك.

مسجد طشقند..

* خط الحرير!

وتتميز أوزبكستان بكونها احدي الدول التي تقع علي خط الحرير أو مشروع الحزام والطريق الذي تدشنه الصين لتحقيق النهضة للمناطق والدول المار بها والعابرة تجارتها اليها مرورا بقارتي آسيا وأفريقيا، وفي مركزها مصر وصولا الي شمال المتوسط والقارة الاوروبية. وخلال سنوات قليلة ومنذ تولي رئيسها الحالي شوكت ميرضيائيف الحكم قبل 4 سنوات نجحت أوزبكستان في تحقيق طفرة في الاصلاحات الهيكيلية والمالية والتشريعية ، الي جانب التوسع في البنية التحتية لتهيئة البلاد لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية جنبا الي جنب مع انعاش السياحة الدينية، وفي سبيل ذلك نجحت الدولة خلال فترة وجيزة في استدعاء التاريخ واخراج مالديها من كنوز دفينة وابراز ما لديها من معالم وآثار دينية ضخمة تعرضت حملة شرسة أثناء الاتحاد السوفييتي، خاصة وأنها تشتهر بكونها أرض اﻷئمة والعلماء الذين تركوا بصمة واضحة علي رسالة الاسلام بل والقيادات التي اسهمت في صناعة التاريخ المشرق للفتوحات الاسلامية ولعل من أبرزهم الامير تيمور والظاهر بيبرس والقائد أحمد ابن طولون “الذي تحتضن قاهرة المعز واحدا من أعرق مساجدها ويحمل اسمه حتي اليوم”. وقد آن اﻷوان لاستغلال مكانة اﻷزهر لدي اﻷوزبك والتقارب بين الشعبين منذ عهود طويلة مضت لتحقيق طفرة في التعاون استنادا الي ما يملكه الجانبان من مميزات وثروات وامكانيات كثيرة.

* رأىَ العينْ!

وأتيح لنا زيارة أهم المعالم السياحية في طشقند وأبرزها مركز الحضارة الاسلامية وهو اﻷكبر في آسيا الوسطي وكذا عدد من المساجد القديمة وبينها أقدم مسجد في طشقند الي جانب مسجد “اﻷمير تيمور”،الذي بني قبل نحو 700 عام ، وما به من معالم من عهد الخلافة الرشيدة وأبرزها المصحف العثماني وتبدو عليه آثار دماء الخليفة الثالث عثمان ابن عفان اثناء استشهاده، وكذا عشرات الاثار والمعالم لعل اهمها ما شهدته من مصاحف مترجمة الي 50 لغة اجنبية بينها اللغة العبرية قيل ان احد الدبلوماسيين الاسرائيليين اهداه الي المتحف بعد اعتناقه الاسلام.

* شباب واعد!

وفي سياق استدعاء التاريخ لجذب السياحة الدينية ومعها الاستثمارات نجحت اوزبكستان في تنظيم العديد من المحافل والمؤتمرات ،بل وأعدت جيلا من الشباب كمرشدين سياحيين لتقديم تاريخ بلدهم الاسلامي الي قاصديها من مختلف دول العالم ، حيث أحدثت طفرة في تدشين المراكز الحضارية والجامعه الاسلامية ومن ابرزها مركز الامام البخاري،جنبا الي جنب مع مئات المساجد اﻷثرية التي تزخر بها مدنها وخاصة في طشقند”العاصمة”وسمرقند وبخاري..

* ثروة.. وثروات!

ولابد من الاشارة في هذا الصدد الي الزهو الذي يعم الشعب اﻷوزبكي بانتمائهم الاسلامي وما تزخر به بلدهم من ثروة وتراث ضخم ، كونها اكبر مركز لهذا التراث بين جمهوريات اسيا الوسطي الاسلامية ولعل ابرز ما تتمتع وتشتهر به كونها بلد اﻷئمة والعلماء بل والقادة الذين خدموا هذا الدين الحنيف وحافظوا عليه وعلي رأس هؤلاء الامام البخاري..

* أول رئيس!

ويذكر اﻷوزبك للرئيس عبد الفتاح السيسي أنه أول رئيس مصري تطأ أقدامه أرضهم بعد 28 عاما من الاستقلال..كما يذكرون أن هذه الزيارة والقمة التي جمعته برئيسهم شوكت ميرضيائيف في طشقند دشنت أطرا عديدة لتوطيد العلاقات في كافة المجالات والقطاعات واستغلال ما لدي البلدين من امكانيات ضخمة لتعزيزها وتحقيق المصالح والمنافع المشتركة استنادا الي الروابط التاريخية بينهما، ويتميز الاقتصاد الاوزبكي بالتنوع اذ يعتمد علي العديد من الصناعات الواعدة مثل الحرير والمنسوجات ويعد قطاع الزراعة عصب الاقتصاد وتتميز المنتجات الاوزبكية باعتمادها علي الطبيعة ” organic”ومن ثم تخلو من أي مواد كيماوية او عوامل وراثيةز

* القاهرة – طشقند!

ومما لا شك فيه أن السوق تعد سوقا واعدة تستوعب كثيرا من المنتجات المصرية ..كما أن هناك حاجة ملحة لاستئناف خط طيران مباشر بين القاهرة وطشقند كما تقول سفيرة مصر د. أماني العتر، وتشير الي أن زيارة الرئيس فتحت اﻷبواب لايجاد صيغة من التعاون وتدشين انتاج مشترك يحقق مصالح البلدين،وتؤكد السفيرة في حديثها للدبلوماسي أن ألسوق الاوزبكي يستطيع استيعاب العديد من المنتجات المصرية ، ومن الممكن اقامة صناعات مشتركة في مجالات عديدة أبرزها الاثاث والنسيج. تقول السفيرة د.أماني العتر أن العام المنصرم وتحديدا اﻷشهر التي تلت زيارة الرئيس الي طشقند “سبتمبر قبل الماضي” 2018 شهدت نشاطا ملحوظا في اطار رغبة الطرفين في استكشاف فرص التعاون من خلال تبادل الزيارات للوفود من المسئولين بوزارتي التجارة والصناعة ورجال اﻷعمال،بين القاهرة وطشقند،والتي جري بينها حوارات معمقة وقد شملت هذه الزيارات مناطق صناعية وزراعية في أوزبكستان،كما أن انجازا تحقق خلال هذه الفترة عبر شحنات البرتقال المصري الي السوق اﻷوزبكي لكنها توقفت ربما لضعف العائد منها ومن ثم الربح لدي المصدرين..لكن قطاع الدواء يشهد نشاطا ملحوظا ، وتشير في هذا الصدد الي توقيع البلدين علي اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي كانت احدي ثمار زيارة الرئيس الي طشقند ،تم التصديق عليها من جانب برلماني البلدين.

وتضيف السفيرة د. أماني العتر: لكن هناك مشكلة تواجه رجال اﻷعمال والقطاع الخاص تتمثل في بعد المسافة وتكلفة الشحن ، كما أن أوزبكستان بلد حبيسة ليس لها موانئ علي البحار أو المحيطات، ونحن ننشد تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وطشقند يمكن أن يسهم في التغلب علي عقبتي الانتقال والشحن، لكنها تري أنه برغم هذه المعوقات هناك آفاقا واسعة للتعاون تشمل مجالات مثل الطاقة الشمسية والدواء واﻷثاث والمقاولات والفندقة والقطن والنسيج برغم تشابه بعض الصناعات بيننا.

وتابعت السفيرة قولها ” نحن نسعي الي تدشين هذا الخط وكذا اعادة افتتاح المركز الثقافي ونقله الي مقر جديد بالنظر الي أهميته الكبيرة في التواصل الحضاري وتوثيق التعاون بيننا،كما نسعي أيضا الي تدشين تعاون سياحي كبير صحيح هم يريدون حضور السياح المصريين لزيارة معالمهم الدينية الضخمة والزاخرة،ونحن نعمل الي أن تكون الزيارات في الاتجاهين بحيث تأتي الطائرة محملة بالسياح اﻷوزبك وتعود بالمصريين “،كما أن تسيير هذا الخط يمكن أن يخدم دول أخري مثل كازاخستان وحركة الانتقال بينها وبين مصر.

وتؤكد أهمية وضرورة اعادة افتتاح المركز الثقافي المصري في طشقند كونه يمثل جسرا لللتواصل الثقافي والاشعاع الحضاري المصري علي هذا البلد بحكم ما تربطنا به من اواصر كثيرة وكونه معروف بأنه بلد العلماء واﻷئمة الذين اسهموا في النهضة الاسلامية،ولديهم العديد من المراكز الحضارية والثقافية أهمها مركز الامام البخاري، وتلفت الي أن زيارة الامام اﻷكبر شيخ اﻷزهر أثمرت عن نتائج ايجابية كثيرة كان من بينها زيادة عدد المنح للدارسين من الطلاب اﻷوزبك في اﻷزهر.
* المركز الثقافي.. ولوية كبيرة!

* المغربى!

وبدوره يري د. سعيد المغربي”رئيس اتحاد المصريين في أوزبكستان وممثل المجموعة الاستثمارية”أن الأولوية لابد أن تكون لاعادة افتتاح المركز الثقافي المصري في طشقند، والذي أغلق عام 2017 بقرار وزاري دون علم وزارة الخارجية، ويؤكد علي أهمية تدشينه كدليل علي رغبة مصر في التواجد الثقافي والاشعاع الحضاري بقوة بين الاوزبك،والذي كان قويا قبل اغلاق المركز،ويشدد علي ضرورة فهم الشخصية الاوزبكية وميلها للجانب الحضاري والثقافي بقوة، والتي تعتز بحضارتها ﻷبعد الحدود.

ويري أيضا ضرورة أن تدعم البنوك الوطنية المصرية رجال اﻷعمال الذين يقدمون علي اقامة صناعات مشتركة، عبر طريق منحهم تسهيلات بنكية ،ويلفت في هذا الصدد الي وجود اتفاقية وقعت في طشقند بحضور الرئيسين “السيسي وميرضيائيف ” سبتمبر 2018 بين بنكي تنمية الصادرات المصري والبنك الوطني الاوزبكي تنص علي دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال دعم المستثمرين بغرض تنشيط حركة التجارة يضيف د. سعيد المغربي قوله “ثم أن خط الطيران المباشر بين القاهرة وطشقند بمثابة الرئه لعودة العلاقات الاقتصادية والتجارية”ويشير أيضا الي أن هذا الخط “للطيران الاوزبكي”كان موجودا في 2007 لكنه توقف ﻷسباب غير معلومة قيل أنه بسبب قلة عدد المسافرين عليه وتحمل الشركة أعباء ضخمة،ويري ضرورة اقامة معرض للمنتجات المصرية في أوزبكستان، لافتا الي أن السوق في حاجة ماسة لها مثل الفواكه والمنسوجات واﻷدوية والموبيليات الديمياطية بجانب الاجهزة الكهربائية والمشغولات وأعلاف الأسماك والحيوانات.

ويلفت الي أن الجالية المصرية في أوزبكستان برغم محدوديتها فانها تضم أساتذة جامعات ورجال أعمال ومهندسين متخصصين لكن الغالبية لها علاقة بتدريس اللغة العربية.ويؤكد أن السوق اﻷوزبكي يعد سوقا واعدا للمصريين والمنافسة فيه مع دول عديدة لها مصالح كبيرة يحتاج الي تعاون بين عدة قطاعات،ويدعو الي ضرةرة اقامة معرض دائم للمنتجات المصرية يكون ملكا للدولة والقطاع الخاص.

ويقول أن دعم البنوك المصرية للتعاون أمر في غاية الأهمية لايقل عن الدخول لافريقيا بل وربما أكثر أهمية لكونه سيشمل 4 دول آسيوية تمثل منطقة آسيا الوسطي ومن ثم فلن يقتصر علي أوزبكستان أي أنه يغطي سوقا مفتوحا أمام المنتجات المصرية،يمكن أن يستوعب العديد من السلع مثل الادوية والفواكه والجلود والاثاث وغيرها من منتجات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى