رأىسلايدر

قاسم سليماني ميتا أخطر على أمريكا واسرائيل منه حيا

استمع

د. حذامى محجوب

كلنا نتابع ” صفقة القرن ” التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولكن هي تحجب في رأينا منعطفا خطير ا للسياسة الأمريكية بعد مقتل اللواء قاسم سليماني ، هذه السياسة التي أصبحت تبحث عن حلول سياسية سلمية رغم كل التهديدات والوعيد الظاهر للإدارة الأمريكية وكل الجعجعة التي يمارسها ترامب على تويتر حفاظا لماءالوجه.

أقول هذا ولا يزال لغز حصيلة الضربات الصّاروخيّة الإيرانيّة لقاعدة عين الأسد لم يقع بعد إماطة اللثام عنها وسط التكتّم الرّسمي الأميركي على حقيقة عدد قتلى الجنود الأميركيين، سيّما على وقع تناقض تصريحات البنتاغون منذ انتهاء الليلة الصاروخية التي بدأت بإعلان صفر اصابات وتدرّجت حتى وصلت الآن بحسب إعلانه الى 50 اصابة، وقد حسم اعلان العميد احمد وحيدي- وزير الدفاع الايراني الأسبق، حقيقة ما يتكتّم حوله الأميركيون، مؤكدا انّ الهجوم الصاروخي الإيرانيّ على قاعدة عين الأسد، أوقع 70 قتيلا اميركيا و200 جريح على الأقلّ، ولاشك أنها حصيلة “ثقيلة” لا يريد أن يتحمل مسؤوليتها الرئيس دونالد ترامب أمام الرأي العام الأميركي،إنها الرد الايراني على اغتيال اللواء قاسم سليماني وجماعته..

كانت هذه العملية قبل الثأر الحقيقي لقاسم سليماني فجر الإثنين 27 يناير في افغانستان، إنها ضربة أكثر قساوة فقد أطاحت “بصيد ثمين” تمّ الإطباق عليه، متمثّلا في قتل مجموعة من كبار ضبّاط الإستخبارات الأميركية على متن طائرة E11A العسكرية، التي أُسقطت بصاروخ في ولاية غزنة الأفغانية، وعلى رأسهم مايكل دي اندريا- وهو رئيس عمليات الإستخبارات الأميركية في كل من العراق، وايران وأفغانستان، وهو المسؤول المباشر عن اغتيال قاسم سليماني.

إنها عمليّة استخباريّة من أعلى طراز نُفّذت بحرفية كبيرة لإسقاط طائرة الضباط بعد مرحلة رصد ومتابعة دقيقَين ازاء العقل المدبّر لاغتيال اللواء قاسم سليماني بتقنيّات عالية باعتبار أن الصاروخ اسقط طائرة عسكرية أميركية مجهّزة بوسائل اتصالات متطورة، وقد نجحت العملية بامتياز، وتأكد مصرع قاتل سليماني مع كبار معاونيه من ضباط الإستخبارات الأميركية.

فبعد مسارعة وكالة الصّحافة الفرنسية الى اعلان نبأ مصرع دي اندريا على متن الطائرة، نقل موقع “فترانز تودايز” – نقلا عن مصادر استخبارية روسية، تأكيدها مقتل المسؤول عن ملفّ اغتيال سليماني، تزامنا مع ما عنونه موقع دايلي ميل ” إنّ رأس ال سي آي اي الذي يقف خلف اغتيال سليماني قُتل في الطائرة التي تحطمت في افغانستان”، قبل ان يعلن التلفزيون الايراني رسميا خبر مقتله، موضحا أن هذا الضابط هو كذلك مسؤول على اغتيال عماد مغنية في سوريا سنة2008 مما يجعل الثأر ثأرين .في المقابل، لم يقرّ البنتاغون بمقتل دي اندريا ومجموعة الضباط الآخرين

ورغم تبنّي طالبان مسؤولية اسقاط الطائرة العسكرية الأميركية، الا انّ واشنطن تعرف انّ طالبان لا تمتلك مضادّات جوية فعّالة.

فهل أن ايران هي التي سدّدت هذه الضربة القاسية في وجه الرئيس الأميركي و ادارته،أم أن محور المقاومة هو الذي خطّط ودبّر ونفّذ هذه العملية –خصوصا بعد ايعاز الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لهذا المحور بالتكفّل بالرّد على عملية اغتيال سليماني ورفاقه؟.. يبقى المؤكد انّ عملية اسقاط الطائرة الأميركية في ولاية غزنة الأفغانية، تمثّل “قنبلة” استخبارية غير مسبوقة فُجّرت في وجه الرئيس الأميركي قبل غيره، سيّما انه عيّن دي اندريا ك ” أهم ضابط مخابرات اميركي”!

وقد اكتفى المتحدث باسم الجيش الأميركي بالإعتراف ب”تحطّم” الطائرة العسكرية ، نافيا تعرّضها ل “نيران عدوّة” ادّت الى اسقاطها في وقت تمّ الإعلان عن مصرع 80 قتيلا كانوا على متنها.. جاء توقيت الإعلان عن ما يسمى “صفقة القرن” مثاليا للرئيس دونالد ترامب لإزاحة الأنظار عن عملية اسقاط الطائرة، تزامنا مع بدء تكشّف حقائق جديدة عن ضربات ايرانية اخرى اسفرت عن مصرع 50 جنديا اميركيا احاطتها واشنطن بالتكتم الشديد.

وقد هددت واشنطن خليفة قاسم سليماني اسماعيل قاآني على لسان برايان هوك، المبعوث الأميركي الخاص بإيران، وتوعّدته بإبادته “اذا سار على نهج سلفه”، حتى ردّ قاآني سريعا على رسالة التهديد الأميركية بشكل قاس، خارج الجغرافيا المتوقعة.. خاصة اذا عرفنا أن خليفة سليماني، اسماعيل قاآني كان مسؤولا عن الملفّ الأفغاني في الحرس الثوري، وهذا يجعله في اتصال مباشر مع الفصائل الأفغانية الحليفة لإيران ، وقد توعّد امريكا يوم تسلّم منصبه غداة اغتيال قاسم سليماني.

يبدو واضحا ان مرحلة ما بعد اغتيال سليماني ورفاقه، ستكون مختلفة جذريا عما قبلها.. لذلك وجب التوقف مليا عند اكثر من تصريح لمسؤولين ايرانيين التي اجمعت على انّ “سليماني شهيدا أخطر على اميركا واسرائيل وهو حيّ”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى