سلايدر

وداعاً.. إيفون سرسق كوكرن.. رائدة التراث الثقافى.. أحد ضحايا مرفأ بيروت

استمع

د. حذامى محجوب

توفيت إيفون سرسق كوكرن، يوم الاثنين 31 أوت، وهي راعية الفنون والتراث الثقافي والمعماري اللبناني عن سن يناهز 98 عاما بعد إصابتها في انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في 4 اوت، وببالغ الحزن نعاها بيان من متحف سرسق الذي ساهمت في إنشائه وتطويره، اكد هذا البيان على المجهودات الكبيرة التي قدمتها هذه السيدة العظيمة خلال حياتها لحماية التراث المعماري لمدينة بيروت.

وقد شاء القدر ان تكون وفاتها عشية ذكرى مرور 100 سنة على تأسيس دولة لبنان. كانت السيدة ايفون رائدة في مجال التوعية بالتراث المعماري والثقافي اللبناني، وهي الابنة الوحيدة لألفريد بيه سرسق أحد أعيان لبنان الذي اسس ميدان بارك هيبودروم بيروت وأم ايطالية دونا ماريا تريزا.

اسست جمعية حماية المواقع الطبيعية والمباني القديمة في لبنان وتولت رئاستها لسنوات.

ألقى الانفجار المفاجئ بالسيدة ايفون بعدة أقدام من الشرفة حيث اعتادت تناول الشاي ، واصيبت بجروح بالغة . كما تضرر قصرها ، وهو جوهرة معمارية من القرن التاسع عشر ، حيث تحطمت الأبواب ، وتهشمت النوافذ الزجاجية الملونة، وجرفت الألواح الخشبية من العهد العثماني.

لقد غادرتنا السيدة إيفون سيرسوك كوشران عشية الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير لبنان ،الذي أحبته كثيرًا وكرست حياتها من اجله … لقد حزن اللبنانيون كثيرا لفقدان سيدة عظيمة من بلدهم..

وقد سقط 190 شهيدا على اثر انفجار مرفأ بيروت وأصيب نحو 6000 بجروح ودُمرت أحياء كاملة شملت العديد من المواقع وكذلك المنازل القديمة.

رحلت سيدة لبنان العظيمة تاركة ورائها عمل غير مكتمل وبيروت جريحة.

سيدة لبنان هي بالضبط على غرار لبنان الكبير، … وفاة حزينة ومأساوية للقدر الذي أراد أن يطفئ نور هذه الايقونة الرائعة في لبنان عند ضرب بيروت. فجروا بيروت، مدينتها الحبيبة، أرضها، جذورها، حديقة طفولتها الحلوة، مجال لعائلة أرستقراطية شهيرة، من الأبهة والعظمة والرفاهية والأناقة الرصينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى