رأى

 تجديد الخطاب الدينى

استمع

بقلم المهندس الاستشارى / صلاح عبده الجنيدى

قد يسأل البعض : ما علاقتك أيها ( المهندس الاستشارى ) بموضوع تحديد الخطاب الدينى ؟!!
ببساطة شديدة أجيب : لاننى وجدت الكثيرين يذهبون بعيدا عما قصده سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما نادى بضرورة تجديد الخطاب الدينى .. و رأيت رئيس جامعة القاهرة ( د . الخشن ) يتحدث فى هذا الصدد عن ضرورة تغيير بعض الأمور التراثية و الثوابت !! ،، و رأيت فضيلة الإمام الأكبر( و له كل الحق ) يشرح أن هذه الثوابت هى هوية الأمة و يجب التمسك بها.. و حدث جدل كبير جدا ..
.. أيها السادة : من قال ان ( تجديد الخطاب ) يقصد به ( تجديد الدين ) ؟؟ ..

نحن نعلم أن صعود الإمام للمنبر ، و كرسى الإمام بالمسجد كان – و مازال تقريبا – هو أسلوب الخطاب الدينى الوحيد ، كما أن طريقة الإلقاء ، و ملابس الإمام و أركان الخطاب .. إلخ ، كل ذلك مازال كما هو لم يتغير منذ مئات السنين .. أما الآن فقد أصبحت هناك منصات كثيرة للتخاطب و التواصل بين الناس ،، منها السوشيال ميديا التى أصبحت سمة غالبة و رئيسية من سمات التواصل للجميع ، و أصبحت تضم العالم أجمع تحت مظلتها .. و أصبحت لكل منصة لغتها و مفرداتها و كلماتها وأسلوبها .. الخ .
لذا يجب العمل و بصفة عاجلة جدا – و فى ظل هذه الثورة التكنلوجية الهائلة – على تجديد و تطوير أسلوب و منهح و لغة التواصل و الحوار الدينى ( الخطاب الدينى ) .. لغة وأساليب بسيطة مفهومة حديثة تساير هذا التقدم و يفهمها شباب و مثقفى هذا الجيل .. و إنشاء منصات للتوعية و الإرشاد ، تخاطب ملايين البشر القابعين امام كافة صفحات السوشيال ميديا .. أو – إن صح التعبير إنشاء ( المنبر الإلكترونى ) ..
فكل شيء يتطور .. و من نام لن تنتظره الحياة ..
و هذا هو المقصود ( بتجديد الخطاب الدينى ) ،، ولا يمكن أن يكون المقصود هو تجديد الدين أ وثوابته ، مثل القرآن و السنة .. فكلمة التجديد هنا تنصرف إلى ( الخطاب ) و ليس ( الدين ): ،،، فالقرآن و السنة يحملان فى طياتهما( آلية تجديدهما ) ، بل إن معجزة القرآن الكريم الكبرى هى مسايرته و مواكبته لكل العصور و لكل العلوم !!

** و سيادة الرئيس يريد أن يكون التطور و التجديد فى مصر هو منهج حياة ، و أن تتم كل الامور بشكل علمى و اساليب حديثة متطورة و أفكار مبتكرة، قادرة على مواكبة التغيرات العالميه المتلاحقة .. ومسايرتها.
بل إننى أرى أن هذا سيصل بالإسلام الوسطى الصحيح إلى كل بقاع العالم ..

 و الله ولى التوفيق ،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى