رأىسلايدر

سياسة الاحتلال التي تنتهجها القيادة الارمينية

استمع

د. جوهر بخشعلييفا

الأكادمية ورئيسة معهد الدراسات الشرقية لدى أكادمية العلوم الآذربيجانية الوطنية

بادئ ذي بدء أن قره باغ جزء لا يتجزأ من آذربيجان و هي إحدى من  أراضيها القديمة وفقا للشواهد الدامغة التأريخية و لقرارات و مخرجات المنظمات العالمية و بيانات الدول في إطار العلاقات الثنائية مع جمهورية آذربيجان. و انتهجت ارمينيا عدة مرات، سياسة الابادة الجماعية و التطهير العرقي ضد الشعب الآذربيجاني بشكل متتابع ما بين أعوام  1905، 1918، 1920، 1988 و اتبعت سياسة التوطين غير القانوني في اراضي آذربيجان بمساندة  عسكرية و مالية  من القوى الاقليمية. تم إراقة دماء آلاف من الآذربيجانيين الأبرياء العزل و القضاء على كثير من الأجيال بالكامل نتيجة أعمال إرهابية دموية ارتكبتها الفصائل الأرمينية القومية الارهابية.
في المنتصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، بدأ الأرمن من جديد، بالمزاعم الإقليمية على الاراضي التأريخية الآذربيجانية بما فيها قره باغ الجبلية و المناطق السبع المتاخمة، مستغلين من الفرصة الناشئة من اجل تنفيذ حلم “أرمينيا الكبرى”. كان يطرح الارمن  المزاعم الإقليمية على أراضي قره باغ الآذربيجانية من الدول الاوربية و الولايات المتحدة كل مرة بتبليغ وتحريض جمهورية أرمينيا وضغطها. ابتداء من تسعينات القرن الماضي اشتدت حدة القضية حول قره باغ.
منذ عام 1988 اشتدت عمليات التطهير العرقي ضد الشعب الاذربيجاني من قبل أرمينيا و كذلك تشريد المواطنين الاذربيجانيين من موطنهم التأريخي في يرفان و سياسة الابادة الجماعية و تنظيم الاعمال الارهابية في الاراضي الآذربيجانية و الهجومات العسكرية. في نهاية الأمر، ارمينيا قد شنت حربا على آذربيجان و احتلت قر باغ الجبلية و المناطق السبع الاخرى من آذربيجان بالقوة العسكرية و ايضا طردت حوالي مليون شخص من أراضي أجدادهم و قامت بتأسيس المننطقة الانفصالية في الاراضي المحتلة بعنوان “قره باغ الجبلية” التي تختص بجمهورية آذربيجان. الجدير بالذكر أن المجتمع العالمي و المنظمات الاقليمية و الدولية قد أدان مرارا على استخدام ارمينيا من القوة العسكرية ضد آذربيجان و احتلال أراضيها التأريخية. عام 1993 أدان مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة على هجومات عسكرية ارمينية مؤكدا على سيادة آذربيجان و سلامة أراضيها و اصدرت منظمة الامم المتحدة اربعة بيانات رقم 822، 853، 874، 884 عن الاحتلال الارميني. أكد مجلس الامن في قراراته الاربع على أن قره باغ الجبلية و المناطق السبع المحيطة بها جزء لا يتجزأ من آذربيجان و كذلك كانت احدى من مطالب القرارات الاربع هي  انسحاب القوات المسلحة الارمينية فورا من الاراضي الاذربيجانية المحتلة بدون شرط و لا قيد.

وخلال الفترة 1988-1989 أُجبر الأذربيجانيون على مغادرة أرمينيا وأثناء عملية الترحيل الجماعي، قتل ما لا يقل عن 216 أذربيجانيا وجرح 154 1 شخصا. وبدأ اللاجئون القادمون من أرمينيا إلى أذربيجان، ويبلغ عددهم في النهاية نحو 000 200 شخص. وفي نهاية عام 1991 وبداية عام 1992 تحول الصراع إلى مرحلة عسكرية. بدأت أرمينيا استغلالا من عدم الاستقرار السياسي نتيجة لتفكك الاتحاد السوفيتي والخلافات الداخلية في أذربيجان، بعمليات قتالية مجرمة في قره باغ الجبلية و المناطق الآذربيجانية الأخرى. في فبراير عام 1992، أرتكبت القوات المسلحة الأرمينية بإبادة جماعية غير مسبوقة ضد المدنيين الأذربيجانيين في خوجالي. وشملت هذه المأساة الدموية، والمعروفة بعنوان الإبادة الجماعية خوجالي، و الإبادة أو القبض على الآلاف من الأذربيجانيين قد أدت الى محق مدينة خوجالي على الأرض. في ليلة 25 على 26 فبراير 1992 تم الاستيلاء على خوجالي من قبل القوات المسلحة الأرمينية بمساعدة فوج المشاة الآلية رقم 366  التابع للاتحاد السوفيتي السابق. اضطر 2500 شخص بقوا في المدينة من سكان خوجالي المحاصرة من قبل الوحدات العسكرية الارمينية الى مغادرتها متوجهين الى مدينة آغدام الآذربيجانية. و لكن هذه الخطط قد باءت بالفشل. دمرت قوات الاحتلال الارمينية مدينة خوجالي بصورة كاملة و قتلوا المدنيين بشكل وحشي. إن القتل الوحشي لمئات من أبرياء خوجالي العزل هو من أشنع الجرائم في سياق النزاع المسلح في منطقة قره باغ الجبلية بجمهورية أذربيجان. ولم ترحم القوات المسلحة الأرمينية والوحدات العسكرية الاعتدائية عن من لم يتمكنوا من مغادرة خوجالي. ونتيجة لذلك، قتل 613 شخصا، من بينهم 106 نساء و 63 طفلا و 70 مسنا. وقد استولى على 1275 رهينة، وما زال مصير 150 شخصا مجهولا. في وقت المأساة، تم تشويه 487 من سكان خوجالي بشدة، بينهم 76 طفلا تحت سن البلوغ. تم محق ثماني عوائل تماما، وفقد 26 طفلا كلا الوالدين، و 130 طفلا من أحد الوالدين. ومن بين أولئك الذين لقوا مصرعهم. . هذه الحقائق المذكورة أعلاه تؤكد أن القتل المتعمد للمدنيين في خوجالي في 25-26 فبراير 1992، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والنساء، وكان يهدف إلى تدمير الشامل  فقط لأنهم كانوا المحليين الأصليين الآذربيجانيين. وقد تم اختيار مدينة خوجالي كمرحلة لمزيد من الاحتلال والتطهير العرقي من الأراضي الأذربيجانية التي تحرض على الخوف في قلوب الناس وخلق حالة من الذعر والخوف في الشعب الآذربيجاني. وفي الفترة 1992-1994، احتلت القوات المسلحة الأرمينية مقاطعات إدارية في جمهورية أذربيجان على النحو التالي: خانكندي 26 ديسمبر 1991 ، خوجالي 26 فبراير 1992 ، شوشا 8 مايو 1992 ، لاتشين 18 مايو 1992 ، خوجافيند 2 أكتوبر 1992 ، كالبجار 2 أبريل 1993 ، أغدرة 7 يوليو ، 1993 ، أغدام 23 يوليو ، 1993 ، جبرائيل 23 أغسطس ، 1993 ، فضولي 23 أغسطس ، 1993 ، قوبادلي 31 أغسطس ، 1993 ، زنجيلان 29 أكتوبر ، 1993.  وفي 30 نيسان / أبريل 1993، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار برقم 822 الذي يطالب بالانسحاب الفوري لجميع قوات الاحتلال من كالباجار والمناطق الأخرى التي احتلت أرمينيا من أذربيجان. وفي 29 يوليو 1993، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار برقم 853 الذي طالب ب “الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لقوات الاحتلال المعنية من مقاطعة أغدام والمناطق الأخرى التي احتلت الوحدات العسكرية الأرمينية في جمهورية أذربيجان”. وفي 14 أكتوبر 1993، اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار برقم 874 الذي دعا إلى “التنفيذ الفوري للخطوات المتبادلة والعاجلة المنصوص عليها في الجدول الزمني المعدل لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بما في ذلك انسحاب القوات من الأراضي الآذربيجانية المحتلة مؤخرا”. وفي 11 نوفمبر 1993، اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار برقم 884 الذي أدان احتلال منطقة زانجيلان وبلدة هوراديز، والهجمات على المدنيين وقصف أراضي جمهورية أذربيجان وطالب بانسحاب القوات المسلحة الارمينية من مقاطعة زانجيلان، هوراديز، وانسحاب القوات المحتلة من الأراضي الأخرى التي احتلت مؤخرا في جمهورية أذربيجان. وبصورة عامة، أدى النزاع المسلح الدائر في منطقة قره باغ وحولها في جمهورية أذربيجان إلى احتلال ما يقرب من خمس أراضي أذربيجان، وأسفر ذلك عن مقتل واحد تقريبا من كل ثمانية أشخاص في البلد مشردين داخليا أو لاجئين ، وقتل 20،000 شخص، وأصيب 50،000 شخص أو أصبح المعاقين، حوالي 5000 مواطن أذربيجاني لا تزال مفقودة. فالعدوان ضد الجمهورية الأذربيجانية يقوض بشكل خطير المجال الاجتماعي – الاقتصادي للبلد. وفي الأراضي المحتلة، أحرقت 871 مستوطنة أو دمرت بطريقة أخرى، بما في ذلك 11 مدينة و 848 قرية ومئات المستشفيات والمؤسسات الطبية. وقد تم تدمير و  نهب مئات الآلاف من المنازل والشقق والآلاف من المباني الاجتماعية والطبية. ونُهبت مئات المكتبات، وأُحرق عدد كبير من المخطوطات القيمة. و قد تم تدمير العديد من المسارح الحكومية، ومئات من النوادي وعشرات من مدارس الموسيقى. ونُهبت عدة آلاف من المصانع والمعامل الصناعية والزراعية وغيرها. ووفقا للبيانات الأولية، يقدر مجموع الأضرار التي لحقت بجمهورية أذربيجان نتيجة للعدوان الأرميني بعشرات المليارات من الدولارات. ووقعت الهدنة في 12 مايو 1994.
ومع ذلك، لا تزال أرمينيا تنتهك الهدنة.  في الأونة الأخيرة تحديدا من 27 سبتمبر عام 2020 واندلـ.ـعت اشتبـ.ـاكات على خط المواجـ.ـهة بين أرمينيا وأذربيجان، بعد قـ.ـصف أرميني لمناطق أذربيجانية سكنية على طول خط التمـ.ـاس في “قره باغ”،

الهجومات العدوانية الارمينية اسفرت عن  مقتل المدنيين الآذربيجانيين و جرح السكان المتسالمين و ايضا تسببت تضـ.ـرر البنية التحتـ.ـية و المباني السكنية و المدارس و المتاجر للمناطق التي تعرضت للقصـ.ـف الصاروخي و المدفعي بشكل خطير.

ينتهك الجانب الارميني باستمرار لوقف إطلاق النار الذي وقعه الجانبان في موسكو و تواصل القوات المسلحة الأرمينية الهجومات الاعتدائية على  المدنيين المتسالمين في المناطق السكنية الآذربيجانية خارج ساحة القتال و هذه الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها القيادة الارمينية، تخالف جميع المبادئ الانسانية و الحقوقية.

الأكادمية جوهر بخشعلييفا رئيسة معهد الدراسات الشرقية لدى أكادمية العلوم الآذربيجانية الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى