سلايدر

“الدبلوماسى” يسلط الضوء على علاقات الصداقة المصرية الآذربيجانية

استمع

أشرف أبو عريف

 

أكد د. سبحان علي أكبر طالبلي عامل معهد الدراسات الشرقية التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية على أن الروابط الصداقية الاذربيجانية المصرية ترجع تأريخها الى العصور القديمة و استمرت هذه العلاقات الودية في عهد الاتحاد السوفيتي. احتلت آذربيجان مكانة هامة في الاتحاد السوفيتي بسبب غناها بالنفط و الغاز و الموارد الطبيعية. لا يخفى علينا كانت تحتوي هذه العلاقات بين  الجمهورية العربية المصرية و الاتحاد السوفيتي على  مجالات شتى بما فيها التعاون السياسي و العسكري و الاقتصادي خلال اؤنة مديدة.

قال الباحث العلمي لمعهد الدراسات الشرقية لدى أكادمية العلوم الوطنية الآذربيجانية إلنور مصطفاييف أن جمهورية مصر العربية اعترفت باستقلال جمهورية آذربيجان في 26 دسمبرعام 1991 و جدير بالذكر كانت مصر من الدول الاولى التي اعترفت باستقلال جمهورية آذربيجان و من ضمن هذه الارتباطات الوثيقة تم توقيع بروتوكول حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر و آذربيجان في 4 أبريل 1992 و تم افتتاح السفارة المصرية في باكو في أبريل 1993 و السفارة الاذربيجانية في القاهرة في يناير 1994.

اشار د. سبحان علي أكبر طالبلي الى أنه تعد زيارة رسمية قام بها الزعيم الوطني الاذربيجاني حيدر علييف الى القاهرة في عام 1994 للمشاركة في مؤتمر منظمة الامم المتحدة حول التنمية الانسانية بداية فعلية للعلاقات الدبلوماسية و الزيارات رفيعة المستوى بين مصر و آذربيجان. التقى السيد حيدر علييف خلال الزيارة الى القاهرة بالرئيس المصري الاسبق السيد حسني مبارك و لعبت هذه المحادثات المكثفة التي جرت بين الرئيسين الاذربيجاني و المصري  دورا هاما في تعزيز العلاقات و توطيد التعاون بين البلدين في مجالات شتى.

اردف الباحث العلمي إلنور مصطفاييف ان العلاقات السياسية تطورت بصورة سريعة بين مصر و آذربيجان  خلال اعوام 1994 – 2002 و تم اجراء الزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي البلدين الحكميين خلال هذه الفترة و في اطار هذه الزيارات الرسمية قد تم توقيع الاتفاقيات  متعددة الاوجه التي ادت الى تطوير العلاقات الثنائية في حقول مختلفة.

شدد د. سبحان علي أكبر طالبلي تجدر الاشارة الى أن الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الى جمهورية مصر العربية في الفترة من 6 الى 8 مايو 2007 هي مؤشر على الاهمية التي تقدرها آذربيجان للعلاقات مع مصر. و التقى الرئيس الاذربيجاني السيد الهام علييف ضمن الزيارة الرسمية بالرئيس المصري الاسبق السيد حسني مبارك و شيخ الازهر و رئيس المجلس الشعبي المصري و وزراء النفط و التعاون الدولي. و نتيجة هذه الزيارة تم توقيع 12 معاهدة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات و تركت هذه الزيارة الرسمية أثرا بالغا على توسيع و تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.

أكد الباحث العلمي إلنور مصطفاييف على أن العلاقات الودية الوثيقة أدت الى بناء حديقة الصداقة المصرية الاذربيجانية في محافظة القليوبية بمصر لاول مرة في تأريخ البلد و تم نصب تمثال الزعيم الاذربيجاني حيدر علييف في الحديقة و تم افتتاح المدرسة المعنون باسم النائبة الاولى السيدة مهربان علييفا و في المقابل تم تشييد حديقة الصداقة الاذربيجانية المصرية في منطقة آبشرون بباكو و اقيم بتمثال لأديب عاش في العهد الفرعوني و افتتحت المدرسة المصرية. و كلا الدولتين السقيقتين تدعمان بعضهما البعض في المنظمات العالمية من حيث أن جمهورية مصر العربية أيدت جمهورية آذربيجان في انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة و كذلك أيدت آذربيجان أيضا انتخاب مصر في هذا الصدد في مجلس الامن.

أوضح د. سبحان علي أكبر طالبلي يفرض علينا الاشارة الى أنه بعد اعلان آذربيجان باستقلالها، أعلنت مصر عن مساندتها و دعمها لموقف آذربيجان الصحيح بشأن قرة باغ  الجبلية في الساحة الدولية و منذ حصول آذربيجان على استقلالها أكدت مصر على مساعدتها السياسية لاذربيجان و وحدة اراضيها و سيادتها.

أعرب الباحث العلمي النور مصطفاييف أن بداية العلاقات الاقتصادية تعود الى “الاتفاقية بين حكومة جمهورية مصر العربية و حكومة جمهورية آذربيجان حول التعاون الاقتصادي و العلمي و التقني” الموقعة في القاهرة في 7 أبريل 1994 و بهذا الغرض تم تأسيس لجنة حكومية مشتركة للتعاون الاقتصادي و العلمي و التقني بين البلدين و بلغ حجم التجارة الثنائية المتبادلة الى 163٫68 مليون دولار في عام 2011 و تعتمد البضائع المصرية المستوردة الى آذربيجان على الادوية و الملابس و الخضروات المجمدة و المنتجات الغذائية و السيراميك و الرخام و الادوية البيطرية.

قال د. سبحان علي أكبر طالبلي تطورت العلاقات الثقافية بين مصر و آذربيجان بتقدم مطرد منذ تأسيسها.  و اصبحت هذه الارتباطات الثقافية أكثر فعالة منذ عام 2005. شاركت آذربيجان في مهرجان المسرح الدولي السابع عشر في القاهرة في سبتمبر 2005 و تمت اقامة “ايام الثقافة المصرية” في آذربيجان في يونيو 2014 و يمكن الاضافة الى ذلك توقيع مذكرة التفاهم بين تلفزيون آذربيجان و اتحاد الاذاعية و التلفزيون المصري عام 2007 و البرتوكول الموقع بين معهد المخطوطات التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية و مكتبة المخطوطات المصرية و معاهدة التعاون بين وكالة آذرتاج و وكالة الشرق الاوسط المصرية.

أضاف الباحث العلمي إلنور مصطفاييف الى انه تم افتتاح المركز الثقافي المصري بباكو عام 1999 و هذا أول مركز وحيد يمثل الثقافة العربية في آذربيجان. و هذا المركز يلعب دور الجسر في التعاون العلمي و الثقافي بين البلدين و ينظم ندوات تتعلق باللغة العربية و مؤتمرات علمية و يعرض افلام مصرية حول مواضيع مختلفة و يساهم في نشر الثقافة المصرية في آذربيجان. و تستحق الذكر هناك اهتمام كبير باللغة العربية في آذربيجان و هذا المركز الثقافي المصري يرتب الدورات في اللغة العربية و معظم الجامعات الاذربيجانية لديها كليات و اقسام اللغة العربية و ترسل جمهورية مصر العربية متخصصين في اللغة العربية كل عام لتدريس اللغة العربية في الجامعات الاذربيجانية و يتحمل الجانب المصري جميع التكاليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى