سلايدر

“البرعة” فن عُماني في قائمة التراث الإنساني

استمع

أشرف أبوعريف

ارتبط الانسان العماني منذ القدم ، بجوانب ثقافية مختلفة، أتاحت له جانباً من بسط روح التعايش مع الآخر ، ولعل الإرث الفني هو أحد الجوانب الثقافية الهامة التي أوجدت دوراً بارزاً في إثراء الفكر لدى الانسان العماني ، وبهذا الثراء استطاع الإنسان العُماني التخاطب مع الاخر من خلال ابداعاته في الفنون الشعبية الموسيقية التي تزخر بها السلطنة.

فقد ساعد الموقع الجُغرافي المميز السلطنة على ثراء الثقافة العُمانية وظهور البُعد الإنساني في المكون الثقافي العُماني، فقد انفتحت عُمان على الثقافات المجاورة واستوعبت مفرداتها ، إضافة إلى الثقافة العربية المتأصلة في الأراضي العُمانية منذ القدم.

ولعل الفنون العُمانية تعكس هذا الثراء والتنوع، ومن تلك الكنوز الثقافية المتراكمة فن “البرعة”، حيث يعتبر واحداً من أكثر فنون محافظة ظفار انتشاراً وشعبية ويعد من الأنماط الموسيقية العمانية التقليدية .

يعد فن البرعة أحد فنون الرقص العُمانية التي تحتاج إلى حنكة وبراعة في أدائه، والبراعة تعني كل شيء تناهى في جمال أو نضارة ، فالشخص الذي يرغب في أداء البرعة، كان يعطي رئيس الفرقة الغنائية مبلغا من المال، من أجل السماح له برقص البرعة، وهذه الهدية أو المبلغ عبارة عن حجز دور للمتبرع، إذ لا يسمح للجميع بالرقص، وكان مقتصرا على عدد من الراقصين المعروفين، نظرا لصعوبة الأداء وإتقان القواعد الحركية لهذا الرقص.

تمارس البرعة في محافظة ظفار جنوب سلطنة عُمان ، ولفنون عُمان التقليدية في محافظة ظفار مذاق خاص، ومنها انتشرت على امتداد المدن الساحلية باتجاه محافظة جنوب الشرقية مثل صور، وجعلان، والأشخرة.

يقام فن البرعة في المناسبات الاجتماعية (الزواج، الاعياد ، والختان )، كما يقام في المناسبات الوطنية (مهرجانات الأعياد الوطنية، والمهرجانات السياحية والثقافية )، ويقام أيضا للتسلية ولإضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور، وبما أن البرعة هي فن مرح الشباب فبالتالي هي أيضا تؤدى في كل مناسبة يجتمع فيها الشاب للسمر.

من العادات والتقاليد التي يحرص عليها مؤديا رقصة البرعة هي أن يلبسا الخنجر العُماني وكذلك الدشداشة العمانية.

وتعتبر المهرجانات الشعبية التي تقام في مختلف محافظات وولايات السلطنة المختلفة فرصة كبيره لربط الأجيال بتراثها الشعبي ، فالسلطنة على امتداد مناطقها وتباعدها تزخر بالعديد من الفنون الشعبية المغناة والمنشودة ، وتعتبر بمثابة المدرسة التي تتعلم فيها الأجيال على أصول تأدية هذه الفنون وتذكيرا لها لما كان لهذه الفنون من دور كبير في الماضي والذي ساهم في صنع تاريخ عُمان.

ومن هذا المنطلق فقد تم إقامة مهرجان فرق الفنون الشعبية في فن البرعة ليكون حاضراً على رأس الفنون التي تنافست بها الفرق الشعبية المشاركة في ذلك المهرجان، كما شهد فن البرعة اعترافا دوليا بأنه من أهم الفنون الإنسانية بإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو وذلك في شهر نوفمبر عام 2010م .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى