إقتصاد

ندوة بفرنسا توصي بضرورة الحفاظ على تراث الرحالة والمستشرقين عن عُمان

استمع

553654

أشرف أبوعريف

أوصت إحدى الدراسات العلمية التي تم مناقشتها في ندوة “عُمان في المصادر الجغرافية وكتابات الرحالة والمستشرقين” والتي عُقدت في فرنسا، بضرورة الحفاظ على التراث الذي تركه الرحالة والمستشرقون عن عُمان لأهميته العلمية والأكاديمية والتاريخية، مؤكدة أن العوامل التي دفعت بالرحالة والمستشرقين الغربيين للاهتمام بعُمان تجوالاً وكتابة نابعة من موقعها المهم على طرق التجارة البحرية القديمة، والتبادل الحضاري البارز مع أمم وشعوب العالم، خاصة مع الدول المطلة على الجزء الغربي من المحيط الهندي وشرق إفريقيا والهند.وقد أكد سفير السلطنة لدى فرنسا الشيخ حميد بن علي المعني في الكلمة التي ألقاها على عراقة العلاقات العمانية الفرنسية واهتمام الجغرافيين والرحالة والمستشرقين بعمان، وقال: لقد اتفق العديد من المؤرخين على أن العلاقات الفرنسية العمانية تتمتع بتاريخ حافل وطويل وعريق. موضحاً أن الدوافع لقيام الاتصالات الأولى بين البلدين تكمن في التبادل التجاري الذي جرى في القرن السابع عشر، وقد تطورت العلاقات على مدى القرون الأربعة الماضية بشكل سريع ساهم في تعزيز أواصر الصداقة بين شعبي البلدين.وتعد الثقافة العمانية جزءا من الثقافة العربية والإسلامية في المنطقة. وهي تتجدد بشكل مستمر لتفاعلها مع الثقافات المحلية والدولية الأخرى؛ لذا تمكنت عمان من تطوير ثرائها الثقافي في العديد من المجالات كالموسيقى والأدب والشعر والرسم.وقدمت الدكتورة ستيرين لو ماغير عالمة الآثار الفرنسية المتخصصة في الإسلام الوسيط والشبكات التجارية والحضارة المادية في منطقة المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر، بحثا بعنوان (عمان في روايات الرحالة في العصور الوسطى من القرن 7 – 15). ذكرت فيه أن أراضي عُمان أدت دورا تجاريا مهما في العصور الوسطى من خلال العديد من الموانئ التي اشتهرت كمراكز تجارية كبرى في المحيط الهندي ؛ لذا جاء وصف هذه المدن الساحلية في روايات الرحلات والنقل البحري، ليس فقط العربية بل وحتى الغربية والصينية.أما الدكتورة ديجانيرا كوتو وهي باحثة فرنسية متخصصة في تاريخ العلاقات بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستاذة مشاركة بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا بباريس- فقد قدمت بحثا بعنوان (“البرتغال في بحر عمان”: وثائق الأرشيف البرتغالي وروايات الرحالة الإيبيريين في بداية القرن 17) . وقامت الباحثة بالتعريف بمشروع دولي لنشر وثائق خاصة عن الوجود البرتغالي في عُمان والعلاقات البرتغالية العمانية في المحيط الهندي.بدأ المشروع عام 2006 تحت رعاية سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وجاء نتيجة شراكة بين مركز الدراسات التاريخية في جامعة لشبونة وبين مركز بحوث المحيط الهندي في مسقط .في حين قدم الباحث الدكتور سليمان الحسيني؛ من مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي بجامعة نزوى بحثا بعنوان (القيمة العلمية والتاريخية والثقافية لكتابات الرحالة والمستشرقين الغربيين عن عُمان) .أكد فيه على ضرورة الحفاظ على التراث الذي تركه الرحالة والمستشرقون عن عمان لأهميته العلمية والأكاديمية والتاريخية، داعياً إلى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حوله، وجمعه في نسخ موسوعية، وترجمته إلى اللغة العربية لكي يتسنى تناوله من قبل الباحثين العمانيين والعرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى