رأى

مصر فى عيون صحافة الغرب !

استمع

سهير يونسسهير حسين يونس

المستشار الاعلامى للهيئة العامة للاستعلامات سابقا

لاتزال تطالعنا بعض الصحف الأمريكية والبريطانية والألمانية وغيرها من دول الإتحاد الأوروبى بمقالات وإفتتاحيات هجومية على مصر بالرغم من إعترافهم بالتأييد الشعبى  الكبير لما حدث فى  30يونية 2013 ، وهو ما إعترفت به جريدة الفاينانشيال تايمز صراحة فى إفتتاحيتها التى تعبر عن راى الجريدة  منذ يومين، وهو تحول بطئ إستغرق عامين كاملين ، إلا أنها تحذر بغلواء من تنامى الدعم الغربى للسيسى بعد زيارته الأخيرة لألمانيا، ودعوة ديفيد كاميرون له لزيارة بريطانيا ما لم يتم تدارك ما وصفوه بإنتهاكات لحقوق المعارضة الإسلامية والنشطاء ، بالنسبة لنا هذا مؤشر جديد على نجاح التحرك الخارجى للرئيس المصرى فى الأونة الأخيرة.

بينما لاتزال الواشنطن بوست على تحيزها السافر للإخوان بعد مقابلتهم مع الوفد الذى رفض الكونجرس مقابلته مؤخرا وجاءت إفتتاحيتهم يوم 14 مايو2015  ” الوعود الجوفاء للرجل القوى” إنعكاسا لخيبة أملهم والإحباط بعد فشلهم فى بث سمومهم لمستويات أعلىفى الكونجرس والبيت الأبيض ، وحسنا فعل السفير المصرى فى واشنطن عندما فضح تحيز الجريدة وتضليلها للقراء وإتهمها ببث معلومات مغلوطة عن مصر، من خلال بريد القراء، وهو تصرف حميد نرجو أن يحرص عليه جميع السفراء بالخارج. كما نشرت نفس الجريدة يوم 22 مايو 2015 مقالا كتب بعناية فائقة – من شركة علاقات عامة  بالتاكيد بعنوان- ” الإعدام لن ينال من عزيمتنا ” بقلم سندس عاصم المرأة الوحيدة المحكوم عليها بالإعدام فى قضية التخابر المتهم فيها مرسى وأعوانة الهاربة حاليا لبريطانيا التى ألتحقت بجامعة أوكسفورد  لدراسه العلوم السياسية بعد هروبها من مصر وسقوط الإخوان ، وكانت سندس عضو الحملة الرئاسية لمرسى، ومنسقه التواصل مع الإعلامى الخارجى برئاسة الجمهورية أثناء حكم الإخوان، والمتورطه حاليا وآخرين فى نقل معلومات هامة تمس أمن مصر لدول أجنبية بحكم موقعها داخل ديوان رئاسة الجمهورية، والتى تنكر في مقالتها صراحة انها إخوانية بل تدعى أنها شابة مثقفة  مسالمه من ثوار 25 يناير 2011 مثلها مثل الشباب اليساري، والليبرالى، والملحدين، والمرأة، والأقباط !!! وأنها محبه لوطنها وتسعى لنشر الديموقراطية والعداله الإجتماعية فى بلادها بالطرق السلمية، هكذا تفرد لها الواشنطن بوست صفحاتها بسخاء ، وتمنحها بريطانيا جنسيتها بكل سهوله ويسر مثلها مثل كل الهاربين، والمحكومين الصادر بحقهم أحكام تصل للإعدام من عناصر الإخوان ليضللوا الرأى العام باكاذيبهم ورياءهم.

والأمثله على هذه العناصر الهاربة  ومنهم ايضا  أحمد منصور الذى قبض عليه مؤخرا فى برلين  وتبين أنه يحمل الجنسية البريطانية، والأغرب أن ترفض السفارة البريطانية  عرضا من برلين بترحيله إلى لندن للتحقيق معه هناك بديلا عن تسليمه لمصر مما يؤكد شكوكنا أن هناك أسرار كثيرة لم تتضح بعد من هذه  العملية – من خلال عملى فى ألمانيا وإقترابى من العقلية الألمانية أستطيع أن أجزم  أن العقلية الألمانية لا تقبض على شخص فى المطار وتستجوبة بسبب خطأ غير مقصود!!!! بينما يوظف منصور أجهزة إعلام ألمانية وغيرها لتشويه صورة مصر  فها هى مجلة دير شبيجل المتعاطفة مع الإخوان، وبرلمانيين، وصحفيين ، ونائب رئيس حزب الخضر الألمانى من اصول تركية  يتم توظيفهم جميعا للإفراج عنه وترويج مقولة  أن ألمانيا لا يجب أن تكون تابعا لنظام قضائي تسيطر عليه السياسة، وقد إتضح موقف دير شبيجل بجلاء أثناء زيارة الرئيس السيسى لألمانيا .كما تجدر الإشاره  هنا إلى ما فعلته سى إن إن ، بى بى سى عربى  بكل الإخوانيجية والحمساوية العاملين فيها من تمجديد فى أحمد منصور، والتنديد بمصر ورئيسها ،ولا تزال المقالات تتوالى من الأقلام التى اصبحت معروفة  لنا جميعا الآن بالصحف الكبرى ومذيعى بعض المحطات التليفزيونية دون محاولة بذل أى مجهود  لكشف الحقيقة للقارئ والمشاهدين.
تعرضت مصر منذ ثورة يولية 1952 لموجات متتابعة من العداء الإعلامى الغربى وهو لا يزال عالقا فى أذهانناجميعا حتى الآن ومرتبط إرتباطا وثيقا بدور مصر المحورى، والتحولات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط، ولا ننسى عبارة قالها الرئيس عبد الناصر عن بى بى سى فى إحدى خطبة (بأنهم ولاد ستين …..)، بسبب الكراهية الشديدة والشتائم التى تعودوا إذاعتها عنه، كذلك الحال إبان حرب 6 أكتوبر 1973 والتى لا يزال المحللين السياسين اليهود الذين تستعين بهم المحطات الغربية يصرون حتى الآن على أن إسرائيل هى المنتصر فى الحرب. وكان الصحفى البريطانى ديفيد هيرست مراسل جريدة الجارديان  بمنطقة الشرق الأوسط من أشد الكارهين للرئيس الراحل أنور السادات، وتم منعه من دخول مصر وعدد آخر من الدول العربية. ولا تزال جريدة الجارديان واحدة من أكثر الجرائد تحيزا للإخوان وتعمدا للإساءة لصورة مصر بعد ثورة 30 يونية 2013. وكذلك الحال بالنسبة لحسنى مبارك الذى استعان بشركات للعلاقات العامة كبدت الدولة مئات الآلاف من الدولارات والإسترلينى فى أوروبا وأمريكا فى نهاية فترة حكمه لتحسين صورته هو ونجله.
مصر تتقدم بثبات نحو الإستقرار وهو ما تحاول بعض الصحف عدم كتمانه على إستحياء وهو فى نفس الوقت يثير حفيظة وكراهية  وعنف الطرف المرفوض من الشعب فى 30 يونية 2013 بعد أن ثبت فشله،لا أنصح بالتغاضى مع مواجهة الإعلام الغربى المعادى لكن علينا مخاطبة الجرائد والصحف التى تبدى توازنا ملحوظا وياتى من وراءها بصيص أمل ، وتجاهل الصحافة والصحفيين المأجورين لانهم سيسقطون حتما إن أجلا أو عاجلا، ولا بأس من توظيف شركات علاقات عامة لفترة محددة يمولها بعض رجال الأعمال فى مواجه ما ينفقه رجال الأعمال الإخوان فى أوروبا وأمريكا، خاصة بعد إغلاق غالبية المكاتب الإعلامية بالخارج وقد يكون ذلك أفضل  بديل عن تمويل زيارات وفود شعبية مصاحبة للرئيس فى الخارج إلى جانب تفعيل دور الجاليات المصرية والعربية المتعاطفة مع مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى