رأى

ثورتنا لا كالثورات !

استمع

81502552-6268429

مهدی منصوری- کیهان العربی 

حدثت علی صفحات تاریخنا المعاصر ثورات شعبیة کبیرة کان لها صداها وتأثیرها الواسع کالثورة الفرنسیة والروسیة وکذلک الثورة المصریة فی عام 1952، وقد اخذت هذه الثورات انذاک مداها لدی شعوب العالم. الا اننا الیوم لم نجد أی صدی لهذه الثورات او بالاحری أی وجود لدی شعوبها بل انها تمر ذکراها مرور الکرام، وقد یتم الحدیث عنها عبر عدة اسطر تتضمنها صفحات بعض الصحف ویمکن ان یقال انها اصبحت اثرا بعد عین.

الا ان الثورة الاسلامیة فی ایران قد تجاوزت کل المقاییس وتمکنت ان تضع کل الاقاویل والمصطلحات التی تنطلق من هنا وهناک حول ضمور الثورات ونفوقها فی صندوق النسیان ، ألا اننا نجد وفی کل عام و بذکری انتصارها یتم احیاؤها بصورة تختلف بکل تفاصیلها عن السنوات السابقة بل وبالاحری یمکن القول انها تتجدد وبصورة لم یکن یتوقعها الصدیق فضلا عن العدو..

ورغم مرور اکثر من 36 عاما علی انتصارها وبالکیفیة التی ابهرت به العالم آنذاک، نجد انها الیوم تضع العالم امام اعجاب اکبر واعمق ، لان الجیل الحالی الذی لم یعش احداث الثورة الا من خلال الصور والافلام فانه اخذ علی عاتقه ان یعیدها الی صورتها الاصلیة من خلال حضوره الفاعل والنشط فی الساحات والشوارع وبصورة قد لا تصدق، ولکنه فی الواقع هو یرسم الحقیقة ناصعة امام الرأی العام بحیث اصبح الجمیع ینتظر تلک الساعات التی یرون فیها الجماهیر الایرانیة وبکل اشکالها والوانها وتوجهاتها وهی تملا الشوارع لتحیی الثورة معلنة بذلک وفاءها الذی لا ینضب والوقوف وراءها لکی تبقی حیة فی النفوس کالشجرة الطیبة التی أصلها ثابت وفرعها فی السماء.

نعم ان الثورة الاسلامیة لم تبتل بالامراض التی ابتلیت الثورات الاخری ولم تتعرض لما تعرضت له تلک الثورات، لان اساسها وبناءها وصیرورتها کانت قویة وثابتة وراسخة بحیث من الصعب اقتلاعها، لانها خرجت من رحم الشعب الایرانی وهو الذی ارادها وهو الذی اوصلها الی حالة الانتصار علی الطاغیة ومن وقف معه، وکذلک بقوا محافظین علیها بأرواحهم الغالیة لذلک فان شجرتها أخذت تتسامی وتتعالی وبصورة تجعل من مقولة الامام الراحل الخمینی الکبیر (قدس سره ) ‘ان ید الاعجاز کان له الاثر الکبیر فی انتصار هذه الثورة ودیمومتها’ والذی لایمکن انکاره او التغاضی عنه.

نعم ان الشعب الایرانی اثبت ورغم کل المؤامرات التی حیکت ضد هذه الثورة المبارکة منذ ولادتها من استهداف قادتها الحقیقیین کالمطهری والبهشتی وغیرهما من الذین کانوا النواة الاساسیة لها وغیرها من الاحداث المریرة التی عاشها هذا الشعب والتی کانت مفروضة علیه من قبل اعدائه خاصة الاستکبار العالمی وعلی رأسه امیرکا وحلیفتها اسرائیل، والتی لازالت ولهذه اللحظة، الا ان حالة الوعی التی امتلکت هذا الشعب قد اخمدت بل افسدت کل هذه المؤامرات، وجعلتها فی خبر کان، مما اسقط ما فی ایدی الاعداء بحیث انهم امتلکتهم الحیرة والذهول لانهم لم یترکوا اسلوبا الا واتبعوه الا ان جهودهم باءت بالفشل الذریع، ولذلک فانهم الیوم یستجدون ویرکعون ویتوسلون وبعد فشلهم یطلبون الاقتراب من ایران الاسلام.

ومن هنا فعندما قلنا ان ثورتنا الاسلامیة المبارکة تختلف عن باقی الثورات لم نکن نغالی او نتبجح بل هی الحقیقة التی ترسمها الاحداث یوما بعد آخر وعاما بعد عام. لان الاعداء کانوا یراهنون علی استمرار بقائها مادام الامام الخمینی الکبیر حیا ، الا ان هذه المراهنة لم تستطع ان تحقق لهم ماکانوا یتصورون لان وبعد رحیل الامام ( رحمة الله علیه ) تسلم قیادها ربان اخر وهو الامام الخامنئی ( دام ظله ) تمکن وبحکمته ودرایته ان یدیر دفة سفینة الثورة وبصورة اصبحت فیها اکثر قدرة وقوة .

وفی ذکری الانتصار رأى العالم صورة جدیدة قد لم یألفها من قبل وخلال العقود الثلاثة الماضیة، اذ وخرج الملایین من ابناء الشعب الایرانی وهم یرفعون الشعارات التی رفعها الاجداد والاباء من قبل، الا انها تحمل فی طیاتها اکثر اصرارا وعزما علی الاستمرار فی تحقیق اهداف هذه الثورة العظیمة والتی کانت تقوم علی الحریة والعدالة والاستقلال ولا غیر ذلک.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى