رأى

داعش وحفلات الذبح الماجنة !!!

استمع

أحمد كاطع البهادلي_________156321252

لم يهنأ شعب العراق بعيشه منذ عشرات السنين، فأبناؤه يرزحون تحت وطأة القتل والتغييب، إذ تعمد البعث منذ مجيئه للحكم في العراق إلى إخماد جميع الأصوات المطالبة بالحرية والعدل والمساواة، فسعت حكومة البعث إلى إسكاتها عبر الاعتقالات والإعدامات والمقابر الجماعية فكانت خير دليل على بطش البعث والطاغية صدام أبان حكمه للعراق، فتدلُّ وبشكل واضح على الدموية والقسوة التي مورست بحق أبناء مناطق شمال العراق وجنوبه وأجزاء كبيرة من وسط العراق، فكان البعث والقائمون على سياسة البعث في العراق يتفننون في ابتداع ألوان التعذيب، فصنعوا “المثرامات” والمقاصل ودفن الأحياء والحرق والنفي والسلب والاغتصاب وعشرات الطرق، حتى قطع الاطراف وسمل العيون وبقر البطون.. وغيرها، كلُّ ذلك كان في فترة حكم البعث الصدامي المجرم الذي راح ضحيته أكثر من سبعة ملايين وعلى مدى عشرين سنة فقط!! وآلاف المشردين والمبعدين والسجناء وغيرها من المآسي ما لو كتبت عشرات الأوراق على أن أُحصي جرائم البعث وصدام ما استطعت ولا قدرت, وأنا بهذه المقدمة أردت أن أطلعك ــ عزيزي ــ القارئ على حقيقة ما جرى بالأمس، ولعلي أوفق في ربط ما جرى بالأمس وما يجري اليوم وخصوصا أن أكثر من تسعين بالمائة من قادة “داعش” ومن قبلها القاعدة ما هم إلا ضباط جيش ومخابرات في نظام صدام المجرم، فهم الممولون والمحركون، وما هذه الأفعال الإرهابية من قتل بالذبح والتفجير ودفن الأحياء وغيرها ما هي إلا أفعال هذه المدرسة، وهذا الخط وهو خط الصهيونية ومزاوجتها مع فكر وتنظير ابن تيميه الأموي، فلو دقَّقت النظر في طريقة القتل تجدها طريقة قديمة تذكرنا بحملات الإبادة أبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991 بُعيَد غزو الكويت، وما جرى في الجنوب والوسط وفي شمال العراق من حملات مسعورة لم تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة وبين بريء أو مذنب  راح ضحيتها مئات الآلاف، ولم يقف الناس على طريقة قتلهم أبداً، واليوم كذلك لدينا أدلة منها حوادث “سبايكر” التي راح ضحيتها أكثر من(1700) متدرب شاب بعمر الزهور قتلوا بمنتهى الوحشية والخسة، ومن بعدها حادثة سجن الموصل راح ضحيتها أكثر من(600) شخص وبعدها، والقائمة تطول، فحادثتي “الصقلاوية والسجارية” وناظم الثرثار التي راح مجموع ضحاياها أكثر من(1500) شاب أيضا قُتِلوا كذلك بنفس الوحشية والخسة والدناءة  لطريقة مقتل ثوار الانتفاضة والدافع فقط في قتل أولئك وهؤلاء ليس لأنهم معارضون فقط أو لأنهم عسكريون، لكن لكونهم شيعة ومن طائفة واحدة ولون واحد فــ”داعش” اليوم تتبع نفس الأسلوب والطريقة القديمة العالقة في أذهان العراقيين من الجنوب والوسط، وهذا الحقد واضح ومعروف، وليس بخافٍ علينا بل عالق في مخيلاتنا فلم نقع لليوم على قتلة أبنائنا ولا على كثير من جثثهم، وللعلم أن كثيراً منهم قتلوا وهم أحياء!!! وأما السكين فهي لا ترحم، فلم تبقَ ليتيم شكاية ولا لأرملة حكاية ولا لأم دمعة ولا لوالد شهقة تلك سكاكين “داعش” ويد البعث ومال العراق من نفط الجنوب ومساعدات العراق للأردن وفلسطين، وهي نفسها هدية الأشقاء لنا وصلاتهم في بيت الله بهلاكنا لا لشيء سوى حبنا لآل البيت، فهو سبب ذبحنا وموتنا وقتلنا وهلاكنا، وبه سنحشر عند الله بدمائنا، والآخر سيُحشَر بسكينه وشتان بين المظلوم والظالم !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى