رأى

إيران مرة أخري !

استمع
أسامة عجاج13072015091528
usama.agag@yahoo.com
رغم أن مقالي الثلاثاء الماضي، يمثل قناعتي ووجهة نظري، ولكني كاحترام للرأي والرأي الآخر، انشر الرد الذي وصلني، من المستشار الإعلامي للسفارة الإيرانية بالقاهرة محسن راوندييقول المستشار الإعلامي الإيراني تعليقا علي مقالي الأسبوع الماضي وكان بعنوان (خرائط الدم)….


إن إیران كانت أكبر ضحایا الإرهاب خلال العقود الثلاثة الماضیة… حيث راح 17 ألف مواطن إيراني ضحية العمليات الإرهابية. كما أنها من تحملت العبء الأكبر في مواجهة الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، كما أن تنظيم داعش وبوكو حرام وجهان لعملة واحدة، ويتبنيان فكرا تكفيريا متطرفا وأجهزة استخبارات غربية متورطة بالوقوف وراء صناعة تنظيم داعش لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والبلدان الكبري مثل إيران ومصر. وليس خافيا علي أحد أن الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من تنظيم داعش في العراق وسوريا وكل بلدان المنطقة، وهو من يقوم بدعم هذا التنظيم الإرهابي بشكل سري وعلني.

ولولا الجهود الايرانية في مساندة بلدان المنطقة مثل سوريا والعراق، اليوم كنا نری أن جماعة شيطانية داعش تهدد العالم بأسره. رغم أن بعض الدول الغربية وبدعم من دول في المنطقة، تبادر إلي تجهيز وتدريب وإرسال الجماعات الإرهابية إلي سوريا والعراق ولبنان ومصر وتونس والكويت لقتل الناس وتدمير البني التحتية وتنفيذ مخططات مثيرة للتفرقة، وأن هذه الجماعات الإرهابية تشكل خطرا علي من قام بتأسيسها.. والإرهاب هو ضد الشيعة والسنة والمسيحيين والمسلمين فعلی الجميع أن يتوحدوا كما أن مجرد عدم تعرض بلد لعمليات إرهابية من قبل الجماعات الإرهابية ليس دليلا منطقيا علي دعم ذلك البلد لتلك الجماعات. وإذا أردنا أن نعتمد هذا المنطق فيمكن القول إن كثير من الحكومات في المنطقة تدعم الجماعات الإرهابية.

وخلال الأعوام الأخيرة ـــ كما يقول المستشار الإعلامي الإيراني ــ قام عدد من الجماعات الإرهابية وتحت أسماء مختلفة بتنفيذ عمليات إرهابية متعددة داخل إيران خاصة في بعض المناطق الشرقية والغربية وبالتحديد في محافظة سيستان وبلوشستان (شرقي إيران) ومحافظة كردستان (غربي إيران). وفي يونيو عام 2009 قامت زمرة إرهابية بتفجير مسجد الإمام علي عليه السلام في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان. وفي شهر أكتوبر من نفس العام نفذت زمرة إرهابية تدعي – جند الله- عملية انتحارية في جنوب محافظة سيستان وبلوشستان والتي راح ضحيتها عدد من قادة الحرس الثوري وكذلك عشرة من زعماء القبائل وهم مجتمعون لبحث سبل ترسيخ الوحدة بين الشيعة والسنة فيها.

وبين فترة وأخري تعلن الأجهزة الأمنية والمخابراتية الإيرانية عن اكتشاف خلايا إرهابية أو اعتقال عناصر من زمر إرهابية كما تشتبك قوات الدرك وحرس الحدود الإيراني يوميا مع العناصر الإرهابية في المناطق الشرقية. ولم تقتصر مساعي الحكومة الإيرانية علي صعيد محاربة الجماعات الإرهابية علي المناطق الإيرانية بل وواجهت هذه الجماعات خارج البلاد وتصدت لتمددها في عدد من الدول في المنطقة من بينها العراق. وحسب تصريحات السلطات العراقية وتقارير العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية لعبت إيران دورا ايجابيا مهما في التصدي للجماعات الإرهابية وعلي رأسها داعش في العراق. ونكتفي هنا بقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه لولا دعم إيران للقوات العراقية لاحتلت داعش بغداد وتشكلت الحكومة العراقية في المنفي.

لكي نكتشف من يدعم الإرهابيين والجماعات الإرهابية يجب أن ندقق في جنسيات منفذي العمليات الإرهابية وخلفيتهم الفكرية وكذلك في مصادر تمويلهم كما يجب أن نفكر في هذا السؤال من ينتفع بتنفيذ العمليات الإرهابية في المنطقة عندئذ نصل إلي أسماء بعض الدول الإقليمية والغربية ليست من بينها إيران علي الاطلاق.

ولنا تعليق علي الرد : لقد حرصت علي نشر الرد كاملا، رغم تكرار الأفكار الرئيسية فيه، وهناك العديد من الملاحظات حوله، إن إيران أصبحت في وارد الفخر، بإعلان التدخل في الشئون العراقية، والأزمة السورية، علي الرغم من كارثية نتائجه، وأهدافه في الحفاظ علي أنظمة، وليس مقاومة داعش، فقد ارتضت إيران بتقاسم النفوذ مع واشنطن في العراق منذ العام 2003، واستفردت به بعد ذلك، وكان همها الأكبر دعم حكومة المالكي، التي قبلت بسيطرة طهران علي مفاصل الدولة، كما أن سياساته هي من مهدت الطريق، وخلقت الظروف المناسبة لظهور داعش، بعد تهميش السنة رغم دورهم البطولي من خلال «الصحوات « في طرد تنظيم القاعدة من العراق، أما التورط الإيراني في دعم بشار الأسد، ضد تطلعات شعبه، هي محاولة لمنعه من السقوط، وليس أبدا مقاومة داعش. والمساحة فقط هي من منعتني من الاستمرار في الرد علي المستشار الإعلامي الإيراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى