مهند أبو عريف
أعرب سفير جورجيا بالقاهرة عن خالص حبه وتقديره لجمهورية مصر العربية، شعبا وحكومة، لما أنعم به عبر سنوات من مشاعر نبيلة وتعاون بنَّاء من قِبل الشعب المصرى.. جاء ذلك عبر حفل وداع أقامته السفارة الجورجية فى أحد فنادق القاهرة الفاخرة ليقول سعادته للمصريين “لا أقول وداعاََ.. بل إلى لقاء”.. وجاءت كلمات سعادته على النحو التالى:
السادة الوزراء
السادة المحافظين
الزملاء السفراء
الاصدقاء الاعزاء
السادة والسَيِدَات
أهلا بِكم ويسرني أن أكون معكم اليوم .. اليوم هو يوم مهم بالنسبة لي ولا استطيع أن أقول كم هو صعب إني أُغادر.
أخَذَني عملي كَدِبلوماسي الى أماكن عديدة حول العالم ، وكان دائما يجب المغادرة وكانت دائما صعبة لكن مغادرة مصر أصعب بكثير . عندما وصلت منذ عدة سنوات لم أتخيل اني سأكون مرتبط هكذا بهذا المجتمع الدافئ وكثير من المرات كنت مُتَأَثر بِقلوبِكم الطيبة .
ونحن نقول في جورجيا انه من الصعب ان تَمْلُك صديقاً مخلصا لكن الاصعب هو ان تنفصل عن هذا الصديق . خلال 5 سنوات حاولت كثيرا زيارة العديد من الاماكن في مصر وأي مكان ذهبت إليه كنت اُعْجَب بِضِيافَتِكم العظيمة لي .
إن الدفء الذي شعرت به معكم سوف يبقى معي دائما . انا اعتبر الخمس سنوات التي أمضيت في مصر هي 
سنوات تاريخية والاكثر تحدياً والاكثر روْعَة في حياتي. نحن عشنا خلال أوقات صعبة وأحيانا حتى دراماتيكية وانتم ساعدتوني كثيرا أن أفهم مصر والشعب المصري . التاريخ يعلمنا أن مايحدث في مصر له تأثير عميق ومستمر . إما ان نتقدم معا او نفشل معا .. نجاح مصر هو نجاحنا . اليوم انا فخور ان مصر لديها رغبة قوية للتقدم الى الامام ، وطموح المصريين لبناء دولة اكثر استقراراً ، اكثر ازدهاراً ، اكثر ديمقراطية وكان بلدي دائما يؤيد مصر .
نحن نَفهم ان الديمقراطية لا تَسْتَطيع ان تَحِل كل المشاكل انها وسيلة للتعامل مع المشاكل والتوصل الى حل .
وبمساعدتكم الكريمة انا حاولت الدفع بالعلاقات الثنائية الى الاماك واليوم أنا فخور بالانجازات الثنائية ففي 5 سنوات كان هناك تقدم في العلاقات وتطور مستقر لتلك العلاقات بين بلدينا .
وكان لاول مرة في تاريخ علاقاتنا خط طيران مباشر بين جورجيا ومنتجعات البحر الاحمر المصرية ، وقد وقعنا عدة مذكرات توأمة بين المدن وبين المحافظات مثل:
القاهرة – تبيليسي
شرم الشيخ – باتومي
الاقصر – كاخيتي
الاسكندرية – ادجارا
بدأنا اول تعاون فعال في مجال المتاحف . واقمنا معارض مشتركة في مجال الخط والمخطوطات وفي كل هذه السنوات كنا نشارك في مهرجانات واحتفالات اخرى وأخِرُهَا كان في سانت كاترين وشرم الشيخ تحت شعار ملتقى الاديان .
وكرمز لعلاقاتنا القوية إقامة حفل لفرقة جورجية شهيرة عند سفح الاهرامات تلك المنطقة الفريدة في العالم لنحتفل بصداقتنا المستمرة وعيد استقلال جورجيا . في هذا المكان الرائع أخَذَت جورجيا فرصة فريدة لتعرض تراثها الثقافي .
أقدم شكر خاص لكل واحد قدم لي المساعدة القوية للوصول الى الانجازات العظيمة .
أنا لا استطيع أن اعبر بالكلام عن شكري المخلص لكل الزملاء والاصدقاء المصريين .
وايضا في 31 يناير 2016 ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب عرضنا ملحمة الشاعر الجورجي المشهور شوتا روستافيلي والملحمة بعنوان ” الفارس في إهاب النمر ” باللغة العربية وهذا كان مشروع بين وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب وسفارة جورجيا .
القصيدة هي تحفة الادب الجورجي ويتكلم عن الصداقة والحب والمساواة والكفاح للاستقلال . ويقول روستافيلي:
نحن قد نبدو سطحيا مختلفين
لكن في العمق يوجد تشابه اساسي بيننا
ومقولة اخرى :
من لا يبحث عن شخص مقرب هو عدو نفسه
إن بعض الناس تحكم على حياتها بقدر ما فعلت والبعض يحكم على مَنْ اصبحوا ، اما انا اريد حياتي ان تُحْكَم بأصدقائي الذين احتفظ بهم.
بكرة سوف استيقظ على حياتي الجديدة وسيكون هناك فرص جديدة لكن بدونكم .
وأخيرا اريد ان أقدم كل الشكر لزوجتي التي كانت تقف معي دائما خلال مهمتي وأيضا اريد ان أقدم الشكر لزملائي بالسفارة الذين عملوا كفريق عمل واحد وبِإِخلاص للوصول إلى تلك الانجازات .
حتى ان نَلتقي في المرة القادمة يا اصدقائي الاعزاء.. وَدَاعَاً الان … والى اللقاء القريب.. شكراً جزيلاً لحُسن إسْتِمَاعِكم .
