إقتصاد

قابوس..أوباما.. روحانى.. حكاية حب!

استمع

45cee_qaboos-and-obama-700x292

تقرير: مهند أبو عريف

* مما لا شك فيه أن اخلاص النوايا والحب القائم على الاحترام المتبادل بين السلطان قابوس والرئيس الأمريكى باراك أوباما من جانب، ومن جانب آخر بين الرئيس الايرانى روحانى والسلطان قابوس كان السبب الرئيس فى استقرار المنطقة، غير أن حماقة البعض وحقد الآخرين كانت سببا مباشرا فى أزمة اليمن وغيرها بدافع “الأنا”.. ومع ذلك يتلقى السلطان قابوس يوميا مكالمات ومراسلات من رؤساء العالم لتدخل “حكيم العرب” لنزع فتيل حرب دمار شامل..

* النووى الايرانى.. حكاية حُب!

أعلنت مصادر مطلعة فى البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيا مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لاطلاعه على تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي. ونقلاً عن وكالة رويترز، قالت مصادر امريكية أن أوباما أبلغ السلطان قابوس أن الأشهر المقبلة ستستغل في وضع التفاصيل الفنية النهائية لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني وذلك قبل مهلة غايتها يونيو القادم.

* الاتفاق النووى الايرانى.. ودور السلطان!

وذكرت المصادر الامريكية أن أوباما أكد التزام الولايات المتحدة بالعمل مع سلطنة عمان وشركاء آخرين بالمنطقة. وفى سياق متصل نقل المعلقون السياسيون عن جون كيري وزير الخارجية الأميركي إشادته بموقف السلطنة بعد توقيع الاتفاق حول الملف النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، نظرًا لدورها المهم في إطلاق المحادثات منذ البداية فالإدارة الأميركية أبدت بشكل مباشر رغبتها في بدء حوار في السلطنة مع إيران منذ عام 2011.

* عواصم العالم!

وكان السلطان قابوس قد استقبل في شهر يناير الماضي جون كيري وزير الخارجية الأميركي ، وقد تابعت العواصم العربية والعالمية باهتمام بالغ ذلك اللقاء ، بينما كان كيري ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني يستعدان لجولة من المباحثات في جنيف ،تمهيدا لعقد اجتماع مهم بين ايران و الدول الكبرى، ضمن المجموعة التي باتت تعرف بمسمى (5+1).index

* السلطنة.. والدور المحورى!

لذلك أوضح المحللون السياسيون أن جهود حل قضية الملف النووي الإيراني تم طرحها في اللقاء حيث يواصل السلطان قابوس متابعة مستجدات هذه القضية خاصة وان السلطنة استضافت مرحلة مهمة من المفاوضات حولها ، وتم عقدها استمرارا لاضطلاع الدبلوماسية العمانية بدور محوري في دعم المساعى التى تستهدف التوصل الى الحل النهائى ،وذلك امتدادا لجهودها التى أدت من قبل إلى حدوث أول انفراج فى أزمة العلاقات الغربية- الإيرانية وتمثل فى الاتفاق المبدئي بشأن هذا الملف.

* حُسن الجوار.. حوار الحضارات.. محطات السلطان فى ربوع العالم!

على ضوء ذلك تواصل السلطنة القيام بأدوار مهمة تنفيذا لمبادرات السلطان قابوس التي تسهم في دعم سياسات حسن الجوار ، وإثراء حوار الحضارات ،وتعزيز التعاون الدولى بين كافة الشعوب وجميع البلدان . إن هذا الدور العماني ليس وليد هذه الأيام إنما بدأ الاضطلاع به منذ أول أعوام عقد السبعينيات ، وانطلاقا من هذه الحقائق فإن إجماع أطراف المفاوضات، وبينها دول عظمى ،على اختيار السلطنة يدل على تقدير عميق لمواقف السلطان قابوس وثقة مطلقة فى قدراته الفائقة كداعية للسلام العالمى ، لاسيما وأن سلطنة عُمان تتمكن دائما من النجاح فى جمع الفرقاء على كلمة سواء وعلى مائدة مفاوضات ، ايا كانت حدة خلافاتهم . من هنا تتنادي كل الأطراف لتستظل بمظلة الحكمة العمانية موقنة من البداية بأنها ستنجح فى إدارة دفة الأمور وتصويب المسارات خطوة خطوة ، مرتضية فى النهاية قبول التفاعل مع رؤى وجهود السلطنة ،خاصة وأنها لا تتعجل النتائج و لا تتعمد افتعالها ، إنما تترقب وتمهد بصبر وجلد يوما بعد آخر أن تجنى الشعوب ثمار الخير ولو بعد حين .

* السلطان.. وتحرير الرهائن الامريكان والبريطان والايرانيين!

فى مرحلة سابقة أخرى نجحت السلطنة فى التوصل إلى اتفاقات بين أمريكا وبريطانيا وإيران على تبادل إطلاق سراح محتجزين من رعايا الدول الثلاث ، و هو ما تم استجابة لدور السلطنة فى المجالات المتعلقة بالمشاكل العالقة خاصة ذات الطابع الإنسانى وما يرتبط منها بحقوق الإنسان.

* عالم خال من العنف والتطرف!

كما شهد شهر مارس – في 2014 – قمة عمانية إيرانية حيث عقد السلطان قابوس لقاء مهما مع رئيس إيران الدكتور حسن روحانى الذى قام بزيارة رسمية على رأس وفد كبير. ولم يكن من قبيل المصادفات أن السلطان قابوس هو أول قائد عربى وزعيم عالمى اجتمع مع الدكتور روحانى بعد توليه الرئاسة، حينما قام فى عام 2013 بزيارة لطهران . ومما يدل على التقدير المتبادل وعلى أعلى المستويات أن زيارة الرئيس روحانى للسلطنة هى أيضا الزيارة الخارجية الأولى له التى يقوم بها على المستوى الثنائى، كما أنها الأولى للدول العربية ، ولقد مهد البيان الختامى عن القمة لاستمرار المحاولات الايجابية ، إذ أكد على أهمية بذل المزيد من المساعي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم على أساس التعاون الجماعي، مع مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وصنوفه، ودعا إلى الالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بإقامة عالم خالٍ من العنف والتطرف .

فى نفس الإطار عبر البلدان عن ترحيبهما بنتائج المباحثات التي جرت بين إيران ومجموعة دول 5+1، مؤكدين على أهمية استمرارها هذه المباحثات وصولا للتوافق المنشود. أن توجهات السلطنة تعبر منذ سنة1970 عن سياسات ومبادئ ثابتة لا تتغير ولا تتبدل مع تقلبات المتغيرات والمستجدات الآنية ،وتطبيقا لذلك فقد اهتم السلطان قابوس على مدار أربعة عقود وخمسة أعوام وحتى اليوم بترسيخ أسس قوية لعلاقات وثيقة مع مختلف دول العالم، كما يقوم بجهود مكثفة وبمبادرات ايجابية تاريخية تسهم فى تحقيق الاستقرار الاقليمى وصون السلم العالمى ، مع إدانة الإرهاب والتطرف ، والعمل على مواصلة تفعيل التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجى . كما يقدم دعما غير محدود لمواقف جميع دول الوطن العربى والأمة الإسلامية .

* يوم النهضة.. فى العقل والقلب!

في ظل كل هذا يستعد الشعب الشقيق فى سلطنة عُمان لحلول مناسبة تاريخية مهمة فى الثالث والعشرين من يوليو وهى يوم النهضة ففي مثل ذلك اليوم من عام 1970تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مقاليد الحكم .

فمتى يسود الحب وصدق النوايا بيننا.. رؤساء وملوك وشعوب.. للقضاء على الفقر والجهل وانتشال ضحايا كوارث الظواهر الطبيعية فى أرجاء العالم؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى