إقتصاد

عُمان تُفنِّدْ وثيقة ويكيليكس.. “الحكومة العُمانية تحتفظ باتصالات منتظمة غير معلنة مع إسرائيل”

استمع

Untitled

إبراهيم عوف

تفنيدا لوثيقة ويكيليكس رقم 09MUSCAT1063 والتى وُصفت بــ ( سري, مسقط 001063 ) فى تاريخ 2009-12-02 وخرجت للنور فى 25 سبتمبر 2011 بعنوان “غضب انترنت عماني, المناقشات العمانية الإسرائيلية تثير ضجة إليكترونية”، جاء التقرير التالى “منذ سنوات وعقود عديدة حرصت السلطنة بوجه عام، والدبلوماسية العمانية بوجه خاص، على دعم وتأييد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل الى تسوية شاملة وعادلة ودائمة، يتم في اطارها حل مختلف قضايا الوضع النهائي، بما يتفق مع القرارات والشرعية الدولية، بما فيها العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والعديد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، كاليونيسكو وغيرها.

وبينما تنوعت وتعددت صور الدعم والمساندة العمانية للأشقاء الفلسطينيين، وفي العديد من المجالات، بما في ذلك القيام بكل ما يمكن من جهد لتخفيف معاناة الأشقاء، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، والحد ولو جزئيا من الآثار وأعمال التخريب والدمار التي سببتها اسرائيل في حروبها المتكررة ضد قطاع غزة، وانتهاكاتها الإجرامية ضد الضفة الغربية المحتلة ، فإن المساندة العمانية للأشقاء الفلسطينيين، امتدت إلى كل المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية، بمجالاتها وأنشطتها المختلفة، وذلك انطلاقا من موقف مبدئي وايمان عميق بأهمية وضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية، وإنهاء جريمة الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية ولقطاع غزة، وكذلك للأراضي السورية واللبنانية المحتلة – هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية.

وفي هذا الإطار فإن كلمة السلطنة في الدورة التاسعة والعشرين للمجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي عقدت في جنيف مؤخرا حول« حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي المحتلة الأخرى « تتسم في الواقع بالكثير من الأهمية لأنها ببساطة وضعت كثيرا من النقاط على الحروف، خاصة فيما يتصل بموقف المجتمع الدولي من الاحتلال الإجرامي لإسرائيل  للضفة الغربية ولقطاع غزة.

ومما له دلالة عميقة أن السلطنة حذرت من أن غياب عدد من الدول الفاعلة عن مناقشة هذا الموضوع، والدفاع غير المبرر عن إسرائيل من جانب بعض الدول الأعضاء في المجلس لن يؤدي إلا إلى فقدان الثقة بالمجلس الدولي لحقوق الإنسان من ناحية، والى تمادي دولة الاحتلال في ارتكاب مزيد من العدوان والانتهاكات في الأراضي المحتلة، بكل ما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج، بما فيها سد آفاق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وفتح المجال لمضاعفات عديدة، تتزايد مؤشراتها باستمرار.attachment_1419263774908_السلطان  قابوس  بن سعيد

وفي حين أكدت السلطنة دعمها لبيان المفوض السامي لحقوق الإنسان، والذي عبر فيه عن قلقه إزاء أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه من المعروف أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة العام الماضي، قد أدانت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، كما دفع مئات الأطفال الفلسطينيين حياتهم بسبب أعمال العدوان والقصف الإسرائيلي، الذي احدث دمارا غير مسبوق في منازل قطاع غزة وبنيته الأساسية وحتى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبرغم ذلك فان إسرائيل تحتمي وراء من يدافعون عن سياساتها وممارساتها الإجرامية، وهو ما يعرض هذه المنطقة للمزيد من المخاطر، ويفقد الثقة في الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة.. إلى هنا ينتهى تقرير السلطنة.

* أما فحوى الوثيقة السرية لــ “ويكيليكس”، فقد جاء على النحو التالى:

1. موجز: في أثناء وبعد الاجتماع نصف الثانوي لمركز أبحاث تحلية المياه لمنطقة الشرق الأوسط (MEDRC) في مسقط, ذكرت وكالات الأنباء في اسرائيل ووكالات الأنباء العالمية أن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية بمن فيهم المدير العام “يوسي غال” ومدير منطقة الشرق الأوسط “ياكوف هاداس” اجتمعوا بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة العمانية بمن فيهم الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية “يوسف بن علوي”, والأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية السيد “بدر بن حمد البوسعيدي”. التقارير استشهدت بمسؤولين عمانيين واسرائيليين غير مسمين كتأكيد أن القاءات جرت مع بعض الاعتبارات المشيرة إلى الدعم العماني لاستئناف محادثات السلام. حتى الآن فإنه لم يكن هناك أي تقرير رسمي من أي من وسائل الاعلام التقليدية في سلطنة عمان بشأن الاجتماعات أو الإقرار بمشاركة وفد اسرائيلي في اجتماع MEDRC.

2. بينما لم يتمكن العمانيين من معرفة ما حول هذه الزيارة والمحادثات المحتملة من أي من وسائل الإعلام المطبوعة أو الإليكترونية المحلية التقليدية فإن هذا الموضوع كان الأكثر شعبية على منتدى الانترنت “السبلة”, فموضوع بعنوان “زيارة الوفد الإسرائيلي إلى عمان” ولّد 167 رداً و5025 مشاهدة مما جعله بسهولة البند الأكثر مشاهدة ومناقشة على منتدى “السبلة”.

3. الأغلبية الساحقة من الردود على الموضوع عكست الرفض العميق والعداء لهذه الزيارة بالإضافة إلى رفض الفكرة القائلة بأن عمان تستقبل الإسرائيليين. واعربت مشاركات على المنتدى عن عدم ثقتها بمصادر الأخبار, وطلبت تأكيداً مباشراً من وسائل الإعلام العمانية, ووصفت بعض التعليقات الاجتماع “بالخيانة”, وأعلنت كراهية عمانية “لإسرائيل” و”الصهاينة” وطالبت من وسائل الإعلام الحكومية الحديث عن هذه القضية. وقد كان من الواضح من سمة التعليقات أن “السبلة” يستعمل كخط اتصال مباشر بين الشعب والحكومة.

4. تعليق: بالرغم من انتظام الاتصالات بين عمان واسرائيل والرغبة في مواصلة تمييز علاقاتهما الثنائية, فإن هذه القضية حساسة للغاية, ولم يعلن عنها من قبل الحكومة, وفي حين أن هذا النهج قد يرغب في منع التنبه واعاقة الجدال العام, فإن قلة النقاش المفتوح, مصحوباً بسهولة الوصول إلى مصادر المعلومات الخارجية, أدى إلى تضخيم الأصوات المعرضة في الفضاء الإليكتروني, ومن الواضح أن الصفة المجهولة للمنتديات على شبكة الإنترنت تجذب في أغلب الأحيان وجهات النظر المتطرفة, و يتضح أيضاً في هذه الحالة أن سياسة الحكومة العمانية تجاه إسرائيل لا تبدو مدعومة من قبل جزء هام من الجمهور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى