إقتصاد

ضمن الاستراتيجية العُمانية للتكنولوجيا والمياه الحفر الدولي في صخور أفيولايت عُمان يبدأ منتصف الشهر الحالي

استمع

824055-730x500

أشرف أبوعريف

تخطو سلطنة عُمان خطوات ثابتة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني بعيداً عن النفط وذلك من خلال تطبيق بنود الخطة الخمسية التاسعة التي ترتكز على تطوير خمسة قطاعات استراتيجية تدعم بها الاقتصاد الوطني ويأتي قطاع الزراعة والأسماك من القطاعات المحورية في هذا السياق.ومن أجل توفير المياه اللازمة للزراعة والتخطيط للاستثمار السياحي وبميزانية تصل إلى 4 ملايين دولار، يبدأ في منتصف نوفمبر الجاري مشروع الحفر الدولي في صخور افيولايت عُمان، وتقوم جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز أبحاث علوم الأرض وبالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية والموارد المائية بالإشراف على حفر 13 بئراً تتراوح أعماقها بين 300 الى 600 متر في ولايتي سمائل وإبراء.ويعد هذا البرنامج مشروعا متعدد التخصصات والهويات والجنسيات حيث يشارك فيه باحثون من مراكز أبحاث علوم الأرض، والدراسات المائية والنفط والغاز بالجامعة وكلية العلوم والهندسة بالإضافة الى حوالي 40 باحثا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد.وتم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي.ويشكل هذا البرنامج أهمية كبيرة لسلطنة عُمان حيث ستقوم المراكز البحثية بالمشاركة الفعالة وهي (علوم الأرض، المياه، البيئة، الغاز والنفط، رصد الزلازل، والاستشعار) بالإضافة الى أقسام الكيمياء، الجيولوجيا والهندسة الكيميائية والبيولوجيا من خلال أعضاء هيئة التدريس وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا، حيث سيتم تدريب الطلبة من خلال حلقات عمل ورحلات حقلية وفي مختبرات الدول المشاركة، وسيتم إرسال 10 طلاب الى أمريكا سنويا حتى 40 طالبا.كما سيتم تقديم منح وتمويل لطلبة الدكتوراه والماجستير من السلطنة وتدريب الطلبة على طرق وصف اللب الصخري في الحقل وعلى متن سفينة الأبحاث والتعامل مع علماء معروفين عالميا من أوروبا وأمريكا، كذلك سيتم عقد حلقات عمل ومحاضرات في المدارس والمجتمع المحلي للتوعية بالمشروع وعلم الجيولوجيا مع التواصل مع الصحافة والإعلام بشكل دوري خلال مراحل المشروع لتسويق صخور عمان إلى جانب تزويد السلطنة بقطاع صخري معياري للأفيولايت يستخدم في الدراسات المستقبلية وكمرجع عالمي والاحتفاظ بجميع الأجهزة والمعدات التي يتم شراؤها واستخدامها من خلال المشروع مع كسب السمعة العالمية للجامعة والسلطنة والترويج السياحي للسلطنة وتشغيل للأيدي العاملة العمانية ولشركات الحفر العمانية.وأصبحت تقنية امتصاص وتسييل غاز ثاني اكسيد الكربون ثم حقنة في الصخور العمانية أحد أهم الاستراتيجيات المطروحة كحل للتخلص من غاز ثاني اكسيد الكربون ولذلك يقوم فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس في عمان بتطوير طريقة غير مكلفة عن طريق تحفيز التجوية الطبيعية لصخور البريدوتيت والمنتشرة بكميات كبيرة في السلطنة. وتعتمد الطريقة على تفتيت الصخور الى أحجام صغيرة ونثرها على المناطق الساحلية للتفاعل مع مياه البحر بشكل طبيعي حيث يتم امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون عن طريق التفاعل مع مياه البحر وتحول هذه الرمال الى صخور كربوناتية على مدى يتراوح بين 3 الى 5 سنوات. ويؤكد العلماء أن كمية الصخور المتوفرة في سلطنة عُمان كافية لامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي لألف سنة قادمة وقد تستطيع حل مشاكل العالم والاحتباس الحراري العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى