إقتصاد

استاذ جامعي: آل سعود في مسار حرب الـ 51 يوما !

استمع

13940201000534_PhotoI 

تحليل: د. رضا سراج

استاذ جامعي وخبير في الشؤون الاستراتيجية

يسعى آل سعود في المرحلة الجديدة من الحرب ومن خلال المجازر الانسانية، ان تحشر “انصار الله” واللاعبين المؤثرين في اليمن في زاوية الآلام الروحية – النفسية، لتضطرهم للرضوخ الى أدنى المطالب السعودية.

بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار من جانب واحد من قبل آل سعود، مازلنا نشهد استمرار الهجمات الوحشية الجنونية من آل سعود والتحالف المستأجر ضد الشعب اليمني المضطهد.

وتثير هذه الهجمات العديد من الاسئلة في اذهان المخاطبين والمتابعين للشأن اليمني، ولابد من القول في الرد عليها، ان استمرار هجمات آل سعود على اليمن، وبعد اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد، هو في الحقيقة جزء من المرحلة الجديدة من الحرب على اليمن، حيث نتناولها بالتحليل بشكل مختصر في هذا المقال.

 * لماذا بدأت المرحلة الجديدة من الحرب (المسماة إعادة الامل) في اليمن؟

بعد ان اعلن آل سعود وقف اطلاق النار من جانب واحد، تعرضوا لموجة مكثفة من الانتقادات والضغوط والتي كانت تتساءل كلها عن ماذا حقق التحالف المستأجر في الحرب على اليمن؟

وفضلا عن هذه الانتقادات والضغوط الناجمة عن الفشل في حرب الـ27 يوما على اليمن، فإن نشوء الثورة في اليمن وبدء مرحلة جديدة في هذا البلد، لم يكن امرا يمكن لآل سعود ان يقفوا منه موقف المتفرج. ويبدو ان النظام السعودي بدء مرحلة جديدة من الحرب على اليمن والتي اطلق عليها اسم (إعادة الامل في اليمن) لتحقيق الاهداف التالية:

* سحب زمام المبادرة من يد انصار الله بعد النصر في حرب الـ27 يوما.

* السيطرة على الثورة اليمنية ومنع تكامل الثورة (الحيلولة دون استتباب الامن وبناء الدولة في اليمن) من خلال استمرار زعزعة الاستقرار في هذا البلد.

* الاستفادة من الضوط الداخلية والخارجية لإنهاء هذه المرحلة من الحرب مع تحقيق الحد الأدنى من مطالب النظام السعودي (انهاء الحرب بأدنى الاهداف عبر اللاعبين الدوليين.

* إجبار “انصار الله” عبر ارتكاب المجازر ضد المدنيين، على العودة الى طاولة التفاوض مع الحكومة المستقيلة والرئيس الهارب عبدربه منصور هادي.

وبناء عليه يمكن القول ان القادة المتهورين قليلي التجربة في السعودية ومن اجل التخلص من ركام الهزيمة الاستراتيجية في اليمن، والتئام الجراح العميقة الناجمة عن هذه الهزيمة، بدأوا هذه المرحلة الجديدة من الحرب، ليديروا الهزيمة في اليمن لتتأثر بمضي الزمن فضلا عن تحقيق الاهداف المذكورة آنفا.

 * ماهية المرحلة الجديدة من الحرب على اليمن.. تتمثل المرحلة الجديدة من الحرب على اليمن في:

 1- المجازر الانسانية واثارة الآلام الروحية – النفسية.

2- دفع اللاعبين والاوساط الدولية الى انهاء الحرب.

3- تحقيق الاهداف أو الحد الادنى من الاهداف السعودية.

4- منح مظهر المنتصر للنظام السعودي.

 وفي الواقع استلهمت هذه المرحلة من الحرب والتي يمكن تسميتها بـ“حرب المجازر” من “استراتيجية الرعب” التي طبقها الكيان الصهيوني منتصف حرب الـ51 يوما على غزة، عندما رأى انه من غير الممكن ان يحقق الحد الاقصى من اهدافه في نزع سلاح المقاومة وطردها من غزة، ومن اجل التخلص من ركام الهزيمة والعثور على نتيجة تضمد جراحه، فاعتمد المجازر الانسانية ومنع وصول المساعدات الانسانية، متصورا انه يمكنه ان يجبر المقاومة الاسلامية عبر مجازره الانسانية و”استراتيجية الرعب” على القبول بالحد الادنى من مطالبه.

وبناء عليه، يبدو ان آل سعود ومن خلال استمرار هجماتهم الوحشية ضد الشعب اليمني، يطبقون عمليا استراتيجية حرب الـ51 يوما. ففي هذه المرحلة من الحرب، وفضلا عن رغبة السعودية بالحيلولة دون تكامل الثورة اليمنية، فإنها تسعى ومن خلال المجازر الانسانية ومنع وصول المساعدات، الى احراج “انصار الله” واللاعبين المؤثرين في اليمن، في زاوية الآلام الروحية – النفسية لتجبرهم على الرضوخ للحد الأدنى من مطالبها.

وفي هذا الاطار، يعد بدء الحوار السياسي بين “انصار الله” والرئيس الهارب عبدربه منصور هادي، هو الهدف الادنى لنظام آل سعود.

 * خطأ حسابات نظام آل سعود!

ارتكب نظام آل سعود وتحالفه المستأجَر الذي لم يتمكن من تحقيق اهدافه عبر الحرب الجوية، وظهر عجزه في شن عمليات برية، خطأ استراتيجي تمثل في تصورهم “الصبر الاستراتيجي” لـ”انصار الله” على انه عجز من هذه الحركة على الرد بالمثل، لذلك توصلوا في حساباتهم انهم يمكنهم من خلال ارتكاب المجازر الانسانية وإنهاء الحرب عبر الاوساط الدولية انهم سيجدون مخرجا من هذا المأزق الاستراتيجي.

وفي هذه المرحلة قد يترك الرد من قبل “انصار الله” والذي تم التصريح به، مفاجأة من العيار الثقيل لنظام آل سعود، قد يكون من الصعب لهذا النظام السفاح ان يتخلص من آثارها وتبعاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى