إقتصاد

قراة فى زيارة الرئيس للكويت

استمع

IMG_20150202_223810

مهند أبو عريف

أجواء دافئة حملت مشاعر فياضة من الود والاحترام المتبادل رسمياً وإعلامياً، كانت هي العنوان المعبر للحفاوة التي أحاطت بزيارة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت الشقيقة يومي 5و6 يناير 2015. التصريحات الرسمية الكويتية شديدة الإيجابية، وعبارات الود الإعلامية سبقت حرارة الاستقبال واللقاءات والوداع، أكدت بوضوح مدي عمق التفاهم البناء بين مصر والكويت في مختلف المجالات.  وبدت القمة الكويتية – المصرية بمثابة ترسيخ لعناصر التلاقي في مسيرة التعاون بين البلدين، عبرت خلالها الكويت عن الإيمان بمصر السند والمعين وأكدت استمرار دعمها لمسيرة الشعب المصري. ودعت خلالها مصر الأشقاء الكويتيين الي تكثيف استثماراتهم في بلدهم الثاني.

وفي لفتة سامية، قلد أمير الكويت الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح، أخيه الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، قلادة “مبارك الكبير” أعلى وسام فى دولة الكويت، تقديراً واعتزازاً بمواقف السيد الرئيس والمكانة التى يحظى بها فى قلوب الشعب الكويتى. وتطرقت مباحثات القائدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين. أمير الكويت أكد دعم ومساندة الكويت لمصر ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التى تمر بها ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال صندوق التنمية التابع للحكومة الكويتية أو من خلال القطاع الخاص المتطلع لزيادة استثماراته فى مصر. وأعرب سموه كذلك عن تقديره لنجاح السيد الرئيس فى إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، مشيداً بالتقدم المُحرز فى تنفيذ خارطة الطريق، ومؤكداً ثقته فى قدرة الرئيس على قيادة مصر نحو استعادة دورها الريادى على المستويين الاقليمى والدولى لما تمثله من أهمية كبيرة للأمة العربية وفى الدفاع عن قضاياها.

الرئيس السيسي، من جانبه، أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمناً المواقف الداعمة والمساندة التى أبدتها دولة الكويت، قيادة وشعباً، إزاء مصر منذ ثورة 30 يونيو، ومشيداً بالجهود المخلصة لسمو الأمير/ صباح الأحمد، والتى لن تنساها مصر. وأكد الرئيس على متانة العلاقات بين البلدين، وحرص مصر الدائم على أمن واستقرار الكويت. ووجه الدعوة إلى أمير الكويت لحضور المؤتمر الاقتصادى الذى تنظمه مصر فى شهر مارس المقبل، مؤكداً على أهمية مشاركة الكويت فى هذا المؤتمر، لما يعرضه من مشروعات واعدة تهدف إلى زيادة التعاون المشترك بين البلدين، وبما يحقق المنفعة المتبادلة. وقد قَبلَ سمو الشيخ/ صباح الأحمد الدعوة ووعد بمشاركة كبيرة من جانب دولة الكويت. وأشاد الرئيس بما حققته دولة الكويت، بقيادة سمو الأمير، خلال رئاستها الحالية للقمة العربية، لاسيما على صعيد تهدئة الأجواء وتعزيز التضامن بين الدول العربية ونبذ الانقسام فيما بينها، معرباً عن تطلعه لاستمرار تلك الجهود خلال الفترة القادمة.

المسئولون الكويتيون الذين التقاهم السيد الرئيس خلال زيارته أكدوا استعداد الجانب الكويتي الدائم للتجاوب مع كل المقترحات المصرية لتفعيل التعاون الثنائي، حيث أكد علي ذلك سمو الشيخ/ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، والشيخ/ محمد الخالد الحمد الصباح وزير الداخلية، والسيد/ مرزوق على الغانم، رئيس مجلس الأمة، ووفد من نواب المجلس، والشيخ/ على ثنيان الغانم، رئيس غرفة التجارة والصناعة وأعضاء الغرفة، 

ورئيسة وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصرى، الذين أطلعوا الرئيس على أهداف مبادرتهم فى دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفاناً وتقديراً للشعب المصرى ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتى منذ نشأة دولته، وكذا تقديراً للدور القومى الذى تلعبه مصر فى حياة الشعوب العربية.

السيد الرئيس، وفي ختام لقاءاته الرسمية، التقي وفداً من مجلس العلاقات الكويتية – المصرية برئاسة الشيخ/ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عدداً من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة فى المجالات الاقتصادية والاستثمار.

واستمراراً لحرصه المستمر علي الالتقاء بالإعلام، فقد عقد السيد الرئيس لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية وأدلى بحديث للتليفزيون الكويتى، حيث وجه سيادته التحية والتقدير للشعب الكويتى الشقيق ولقيادته الحكيمة التى تستحق بجدارة لقب “القائد الإنسان”، كما شكر الأشقاء على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين، وأكد السيد الرئيس على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، مبدياً استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج فى مواجهة أى مخاطر، مشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر.  وأجرى سيادته كذلك لقاءً مع الإعلاميين المصريين الذين يقومون بتغطية زيارته لدولة الكويت.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد بدأ ظهر الاثنين 5 يناير 2014، زيارة الي دولة الكويت الشقيقة علي رأس وفد رفيع المستوي، للالتقاء بشقيقه الكبير سمو الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت.. الدولة العربية الرائدة في التداعي لنصرة مصر وشعبها، ويظهر معدنها الأصيل في الأوقات 

الدقيقة وآخرها دعم رغبات الشعب المصري في تصحيح مساره في يونيو 2013، واستعادة دولته الوسطية القوية الحكيمة المناصرة لمحيطها العربي والإسلامي، تدفع عنه الأذي، مثلما حدث في مشاركة الجهد الدولي والعربي لتحرير الكويت عامي 91-1990.

تصريحات المسئولين الكويتيين وفي الطليعة منها مجلس الوزراء، عبرت عن الترحيب البالغ بقدوم الرئيس السيسي، وأظهرت قدراً متميزاً من التعبير عن الرغبة الجامحة في مساندة مصر الشقيقة الكبري كي تعبر بسلام وأمن تلك المرحلة الانتقالية، نحو الاستقرار، ليكون عام 2015 تأكيداً لمكانة مصر الرائدة عربياً -بحسب وزير خارجية الكويت- . الصحف الكويتية من جهتها تحدثت عن عاصفة ترحيب رسمية وإعلامية وشعبية كويتية برئيس مصر، التي رأت فيه منقذاً لمصر وأمتها العربية من مشروع استهدف تفتيتها وإضعافها. الصحف تحدثت عدة مرات عن تاريخية الزيارة. الكويت رسمياً وإعلامياً وفي إطار تفاؤلها بمستقبل قريب واعد لمصر، دعت الي دعم مصر اقتصادياً وسياسياً.

والمؤكد أن قضايا سياسية عدة ستناقش في القمة التي تجمع القائدين السيسي وصباح الأحمد، أبرزها انتشار تنظيمات العنف التكفيرية في العديد من البلدان العربية المتآخمة لحدود البلدين. قضايا الإرهاب الداخلي. تقوية التنسيق البيني في الحديث مع الآخر عالمياً. فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية، وأوضاع الجالية المصرية بالكويت. نتائج إيجابية ينتظرها أبناء الشعبين جراء هذه الزيارة، التي تشكل حلقة ضمن حلقات التواصل التي تحرص عليها القيادة السياسية المصرية للانفتاح والتنسيق في كافة المجالات عربياً ودولياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى