إقتصاد

“مستقبل مصر” في عيون الإعلام السعودي

استمع

123.181205

إبراهيم عوف – مهند أبو عريف

تصدر مؤتمر “مستقبل مصر” الاقتصادي، الذي أُقيم الأسبوع الماضي في مدينة شرم الشيخ، عناوين الصحف السعودية، فقد كان حديث الساعة ومحطاً لأنظار العالم، الذي تابعه بترقب لما سيسفر عنه من نتائج، وكان للمملكة العربية السعودية حضور بارز في فعاليات المؤتمر، فقد حرص صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء – يحفظه الله – على رئاسة وفد المملكة المشارك في المؤتمر. وقد حاز المؤتمر على تغطية واسعة النطاق في الصحف والإعلام المرئي السعودي، كما اهتم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين بمشاركة اخوانهم المصريين بمتابعة فعاليات مؤتمر “مستقبل مصر”، وامتلأت تلك المواقع بالتعليقات المليئة بالتفاؤل والدعم والحب لمصر.

وكان لتوقيع العديد من الاتفاقات التجارية بين المملكة ومصر، دليل آخر للتاريخ، على عمق ومتانة العلاقات السعودية المصرية، فقد أجمع عدد من رجال الأعمال والاقتصاديين السعوديين على أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، فتح الباب أمام المستثمرين السعوديين والخليجيين للعودة بقوة لضخ استثماراتهم بمصر في مناخ من الأمن والسلام، في ظل الرغبة الصادقة التي لمسها الجميع من الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية لإزالة كل المعوقات وحل المشاكل المتعلقة بالمستثمرين، بعد أن اتفق القادة والزعماء على أن الاستثمار في مصر يمثل استثماراً في أمن واستقرار المنطقة.

 هذا، وقد قام عدد كبير من الكتاب السعوديين بالتعليق على النجاح المبهر الذي حققه المؤتمر، وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية إنه مع بدء العد التنازلي للمؤتمر الاقتصادي، توالت التأكيدات على أن التمثيل العربي الأعلى والأرفع بالمؤتمر،  وخاصة المملكة العربية السعودية، التي كانت صاحبة المبادرة لعقد مؤتمر لدعم الاقتصاد المصري، كما أوضحت “عكاظ” في تقرير آخر لها، أن المؤتمر شارك فيه 170 رجل أعمال من المملكة، ممثلين لجميع الغرف التجارية السعودية، وجميع أعضاء مجلس الأعمال السعودي المصري.

 فيما استعرضت صحيفة “الوطن” السعودية، في تقرير لها، الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية المصرية، لمنع التظاهرات التي دعت جماعة “الإخوان” إلى تنظيمها بهدف تعطيل إقامة المؤتمر، حيث أبرزت جهود القيادة المصرية في توفير أقصى درجات التأمين للوفود المشاركة، والتي تضمن الدفع بتشكيلات أمنية وضباط العمليات الخاصة والمفرقعات، لمواجهة أي محاولات تخريبية فضلاً عن نشر قوات أمنية حول المباني الشرطية والحكومية.

وتحت عنوان “ازدهار مصر أصبح مطلبا دوليا” قالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها، إن المملكة رسخت – بمواصلة دعمها المعلن لمصر – مبدأ ضروريا ذهب له كثير من الدول التي اجتمعت في شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصري.

 كما قال الكاتب “صالح الظهران” في مقال له في جريدة “عكاظ”، “لقد أثبتت المملكة أنها دولة مواقف رائدة لم يتوقف دعمها للاقتصاد المصري عند حدود الدعوة لهذا المؤتمر، وإنما كان الدعم عينيا وماليا، من خلال المشتقات النفطية

أو الودائع وغيرها، حتى بلغ الدعم الخليجي لمصر خلال العام الأخير 23 مليار دولار، أنقذت الاقتصاد المصري من الانهيار وعززت قدرته على الصمود ــ وهذا ما أكد عليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة. فقد قدمت المملكة نموذجاً رائداً لما ينبغي أن تكون عليه علاقات الأشقاء في الأزمات”.

 ومن هذا المنطلق قالت صحيفة “الشرق الأوسط”، إن مدينة شرم الشيخ المصرية ترتدي حلة “دافوس”، في إشارة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يقام في المدينة السويسرية “دافوس”. ونقلت صحيفة “الرياض” نبأ انطلاق المؤتمر الاقتصادي، ودعم المملكة العربية السعودية الاقتصاد المصري بحزمة مساعدات تبلغ 4 مليارات دولار، أعلن عنها صاحب السمو الملكي، الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، يحفظه الله، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر.

 وفي سياق متصل؛ قال الكاتب الصحفي السعودي “جاسر الجاسر” في مقالته اليومية تحت عنوان ” مخاتلة: مصر في «جنازة» الإرهاب!” بجريدة “الحياة”، أنه “في مؤتمر شرم الشيخ تحقق للمرة الأولى، تكتل عربي يستهدف التنمية ويسعى للإنعاش، ويبني وحدة عربية لا يكون مدارها الخوف والدفاع، بل البناء والاستثمار والرهان على مستقبل يجمع الأطراف العربية الناجية من تسونامي الربيع العربي، وصولاً إلى مساندة الأطراف المتضررة، ما يعني ولادة جديدة لعرب جاءت صحوتهم متأخرة قليلاً، لكنها خرجت من سكونها القديم”.

 وقال الكاتب السعودي “داود الشريان”، في مقال له بجريدة “الحياة” تحت عنوان “مصر أمام فرصه لن تتكرر”، أنه لا جدال في أن تغيير هدف المؤتمر كان مفيداً، وهو انتقل من تجمُّعٍ للمانحين إلى منافسة بين مستثمرين. كلام بعض المصريين، الغيور، عن مؤتمر شرم الشيخ، سوف يستمر، وربما، زاد خلال السنوات الثلاث المقبلة، فالنمو الاقتصادي، عادة، لا ينعكس على الطبقات الفقيرة والمتوسطة بسرعة إنجاز المشروعات، ناهيك عن أن الفساد يمنع استفادة هذه الطبقات من الإنجازات. وهو ما حدث خلال حكم الرئيس حسني مبارك، والمتابع للنمو الاقتصادي في السنوات الثلاث الأخيرة لحكمه، سيجد أن الاقتصاد المصري حقّق نسب نمو عالية، لكنها لم تحقق ما كان يتوقعه بعضهم بسبب طبيعة وصول النتائج والفساد”.

 هذه كانت مقتطفات فقط مما نشرته أهم الصحف السعودية حول مؤتمر “مصر المستقبل”، الذي دعا إليه المغفور له بإذن الله، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في مبادرة تاريخية، ليظهر المعدن الحقيقي للأشقاء الذين ظهروا في صورة أبهرت العالم وأرهبت المتآمرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى