رأى

قد يتحول تنظيم الدولة الاسلامية الى تهديد حقيقي على اسرائيل اذا انتصر وأصبح موجودا على الحدود الشمالية والجنوبية

استمع

DAWLAH-AILAMIEH555-400x280

بقلم: د. افرايم هراره

العمليات الانتحارية لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية داعش تحولت الى ظاهرة دولية. وحساب سريع يشير الى أكثر من 100 انتحاري منذ بداية 2015. مثلا اثناء احتلال مدينة الرمادي العراقية تم استخدام 27 انتحاريا خلال ثلاثة ايام.

التنظيم بغض النظر عن امكانياته ومستوى تطرفه وحجمه، لا يستطيع تجنيد هذا العدد من الانتحاريين، وكان يفترض أن تنتهي هذه الظاهرة بسرعة، إلا أن الواقع يثبت العكس: المفاجيء في الامر أن هناك قائمة انتظار طويلة من اجل الحصول على هذه المهمة السامية (كما أعلن الرئيس المعزول مرسي: الجهاد هو طريقنا، الموت في سبيل الله هو طموحنا”). قناة الـ بي.بي.سي تحدثت عن شكاوى من الانتحاريين الذين ينتظرون دورهم حيث أن أقرباء القادة من أصل سعودي في التنظيم هم الذين يحظون بأفضلية أن يكونوا انتحاريين.

أوجد تنظيم الدولة الاسلامية حل خلاق لنقص الانتحاريين: افتتح معسكرات تدريب للاولاد الذين يمرون بتدريبات صعبة الى جانب الدروس الدينية التي تشجع على “الموت في سبيل الله”. وحسب التقدير فان التنظيم يُدير حياة 10 ملايين شخص: اذا كان جيل التجنيد حسب الشريعة الاسلامية 15 سنة، فان مئات الآلاف من الشهداء الشباب سيكونون جاهزين للسنوات القادمة. اضافة الى ذلك التنظيم يجدد التقليد القديم (خطف مئات آلاف الاولاد المسيحيين والعمل على تغيير دينهم وتحويلهم الى جنود الخلافة العثمانية). وحسب تقرير شهر حزيران من هذا العام تم خطف أكثر من ألف ولد في الموصل وتم ارسالهم مباشرة الى معسكرات التدريب. وهؤلاء سيشكلون القوة الساحقة للمنتحرين في السنوات القادمة. كما قيل في أحد الافلام عن التنظيم: “باذن الله هم الجيل الجديد؛ هم الذين سيهزون الارض وينشرون الدين في جميع ارجاء العالم”.

في مواجهة هؤلاء يكتفي الغرب بالقصف الجوي ومساعدة الجنود الاكراد والعراقيين وغيرهم ممن يقاتلون على الارض ولا ينجحون في التغلب على جيش تنظيم الدولة الاسلامية.

حينما نتذكر أن التنظيم سيطر على مناطق تبعد أقل من 100 كم عن حدودنا في الجولان، وفي سيناء المصرية يجدون صعوبة في القضاء على سيطرة أنصار بيت المقدس التابع لداعش، وأن هناك اسرائيليين قد انضموا الى صفوف التنظيم في سوريا، فان تهديد الانتحاريين يتصل بنا ايضا. لقد كانت سياسة اسرائيل حتى الآن هي ترك الجيران يحاربون بعضهم البعض، إلا أن التاريخ يُعلمنا أن الصراعات الداخلية في الاسلام تنتهي بالانتصار الساحق لأحد الطرفين الذين يقوم بفرض سيطرته. واذا كان تنظيم الدولة الاسلامية هو المنتصر فقد نجده على حدودنا مع ذئاب وحيدة في داخلنا. لهذا يجب على اسرائيل زيادة اليقظة ودراسة طرق عمل جديدة في مواجهة المنتحرين الذين يزرعون الموت والرعب.

اسرائيل اليوم   29/7/2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى