سلايدر

كنعان: القدرات الدفاعية الإيرانية لـ “كسر” أنف قُوىَ الإستكبار ولـ”تحصين” دول الجوار

استمع

تقرير: أشرف أبو عريف

كالعادة من كل عام، يقيم مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة حفل إفطار تخليدا لذكرى الإمام الخومينى وحتى لا ننسى يوم القدس العالمى.. هذ، بحضور دبلوماسيين وممثلى وسائل الإعلام المقروأة والمرئية والمسموعة فضلا عن ممثلى القُوىَ السياسية.. واليوم الثامن من يونيو/حزيران، ألقى السفير ناصر كنعان (رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة) كلمة جاءت على النحو التالى:

الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بكم

أتقدم إليكم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة، أسأل الله تعالى أن يتقبل منكم طاعتكم وعبادتكم في شهر الطاعة والتعبد، وأشكركم من صميم قلبي لقبولكم دعوتي للمشاركة في مراسم هذا اليوم.

تحظي القدس وفلسطين بمكانة عالية وموقع متميز لدى جماهير المسلمين، فلا غرو في ذلك فهي أولى القبلتين وثاني الحرمين، تعطر ترابها بخطى النبي الرحمة في رحلته إلى السماء ، فظلت على مر الزمن محط أنظار الجميع ومأسر القلوب العاشقة لقدسية المكان الشريف، فنمت فيها الحضارات المختلفة والأديان المتعاقبة، وتلقفتها أيضًا على مر الزمن أيادي الشر ودعاة السوء، حتى ابتليت في عصرنا الحاضر بأسوء دعاة وأخطر معتدين في تلك البقعة المقدسة من العالم الإسلامي.

لقد مر على تلك الأرض سنوات عجاف ذاقت فيها فلسطين وأهلها غصة الاحتلال جراء احتلال غاشم آثم أثيم، أوقعها فيه تهور وعدوان، ووعود مِن مَن لا يملك لمن لا يستحق قديمًا وحديثًا.

إننانشهد وبوضوح أكثر من أي وقت مضى مدى أهمية مبادرة الإمام الخميني –رحمه الله تعالى عليه- في تخصيص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كيوم عالمي للقدس لدعم القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

تلك المبادرة التي كانت في الحقيقة خارطة طريق لتبقى القضية الفلسطينية دائمًا في صدارة قضايا العالم الإسلامي، وحتى لا يَمَسَّ النسيان أبدا تحرير هذه الأرض المقدسةولا حق الفلسطينين التاريخي والمشروع في تأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مع توفير حياة سلمية آمنة لكل أتباع الديانات السماوية على هذه البقعة المطهرة.

يأتي اليوم وقد مر تسعة وثلاثون عامًا على إطلاق اليوم العالمي للقدس كشاهدٍ على إعلان وحدة وتماسك المسلمين والشعوب الحرة في العالم ضد الصهيونية؛ ذات المؤامرات والنهج السيء المتزايد ضد فلسطين أرضًا وشعبًا.

ومما لا شك فيه، أن مؤامرة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، والمحاولات المستمية التي تسعى واشنطن من خلالها لمنح الشرعية للنظام الصهيوني الغير شرعي فيما يسمى بصفقة القرن هو من أخطر الاعتداءات الواقعة على بيت المقدس أولى قبلتيْ المسلمين.

إن اعتبار القدس عاصمة للنظام الصهيوني يعد نقضًا تاماً لكافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وقرارات الاتحاد الاروبي وقرارات منظمة التعاون الإسلامي بهذا الخصوص.

كذلك فإن هذه الخطوات في الذكرى السبعين للنكبة وتأسيس النظام الصهيوني هی إجراءات غير قانونية أخري قدمت علي إسرائيل في سبيل السيطرة التدريجية على المقدسات الإسلامية وحتى المسيحية في القدس الشريف.

الحضور المحترم والضيوف الكرام؛

لايوجد في أي فترة من فترات تاريخ ، شعب أو أمة أن تحملت مثل هذه الآلام والإجراءات الظالمة. نعم إنها الحقيقة المرة والمخيفة، ولكنها ليست كل الحقيقة لأن مشروع الصهيوني أوسع من السيطرة على أراضي فلسطين.

إن الصهيونية ليست فقط مشروعًا ضد فلسطين والقبلة الأولى للمسلمين ولكن المشروع الصهيوني هو مشروع متشابك لإخضاع كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعسكرية في كافة الدول الإسلامية. إن الصهيونية مشروع للهيمنة على زمام العالم العربي والاسلامي واستضعاف الأمة العربية والإسلامية وهذا هو الشئ الذي فطن إليه الإمام الخميني مؤسس الثورة الإسلامية بنظرته المستقبلية والنافذة ويسير على هذا المنوال سماحة آية الله السيد علي خامنئي القائد الأعلى للثورة الإسلامية ويحذر منها دائما.

الإخوة والأخوات الكرام

في ختام هذا الخطاب أود ان أشير إلى نقاط هامة وهي:

– إن الدول والشعوب الإسلامية وكل من أحب الوطن؛ثقافته وأصالته وجذوره وتاريخه يعلمون أن نزاع الشيعة والسنة إنما هي فتنة صهيونية لإضعاف العالم الإسلامي أكثر من أي وقت مضى وتصب في إطار تأمين وحماية النظام الصهيوني.

– إن الدول والشعوب الإسلامية والنخب الدينية والسياسية والثقافية يعلمون أن الإيرانفوبيا وخلق العداوة بين إيران والعرب والشعوب الإسلامية هي مخطط خطير لانشقاق الأمة الإسلامية الواحدة وتبديل الصديق بالعدو.

– أن السعي الحثيث للنظام الصهيوني لإيجاد محور ضد إيران في المنطقة لن يعود بالنفع على أي دولة بالمنطقة وإذا نجح فيه سيقوي شوكة النظام الصهيوني في المنطقة أكثر مما مضى.

– أن النظام الصهيوني ليس حليفا حقيقيا أوصادقا لأي دولة في العالم العربي أو الإسلامي بل هدفه الأساسي تمزيق كافة الدول الإسلامية والعربية بالتدريج.
– في هذا الإطار أؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبسط يد الصداقة والسلام لكافة الدول العربية والإسلامية، وخاصة جمهورية مصر العربية كأهم وأكثر الدول الإسلامية تأثيرًا، وأن هذه الصداقةتصب في مصلحة جميع الدول العربية والإسلامية.

– واؤكد ثانية على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورغم كل العداوات والضغوط لم ولن تتوانى ولو ذرة واحدة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقضيته المؤلمة وحقه المشروع، وتطلعاته وآماله في حياة حرة كريمة آمنة.

– إن إصرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحفاظ على قدراتها الدفاعية ليس بهدف تهديد دول المنطقة، وإنما لإتاحة المجال للدول العربية والاسلامية للحصول على حقها في الاستقلال الدفاعي والعسكري ضد توسعات النظام الصهيوني، كما أنها رصيد للعالم الإسلامي في مواجهة قوى الاستكبار. ولهذا السبب فأن أمريكا تحت تأثير النظام الصهيوني قامت بالانسحاب من الاتفاق النووي المصدق من مجلس الأمن الدولي. وأشار هذا الإجراء إلى أن أمريكا تنظر إلى قضايا المنطقة من نافذة مصالح النظام الصهيوني وفي سعيها الشامل لمحاربة ومكافحة المشروع النووي السلمي الإيراني فإنها تغمض عينها عن الصواريخ النووية للنظام الصهيوني الرافض للانضمام إلى معاهدة الحد من صناعة وانتشار الأسلحة النووية. في حين أن من حق الدول العربية والاسلامية أن تحصل على القدرة الصناعية والدفاعية والعسكرية المستقلة بها للدفاع عن نفسها ضد التوسعات المتزايدة للنظام الصهيوني.

وفي الختام يقول الله تعالى في كتابه الكريم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

“وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخیل ترهبون به عدو الله و عدوكم”
“واعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا”
“محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم”
“ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجهلم الوارثين”
صدق الله العلي العظيم

أكرر مرة أخرى شكركم على قبول الدعوة، وأتقدم إليكم بالتهنئة لقرب حلول عيد الفطر السعيد، وأشكر لكم سعة صدوركم وحسن إستماعكم.

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى