رأى

وللمقاطعة وجوه أخري

استمع

بقلم: محمد محسوب السنباطي

هي ليست المرة الأولي التي تتزايد فيها المطالبات والدعوات إلى تفعيل المقاطعة والابتعاد بشكل أو آخر عن تقديم الدعم المادي لاقتصاد الدول الداعمة لحملة الإبادة الشاملة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في، فمع كل حدث جلل يواجهنا كأمة عربية بشكل عام و شعب مصري بشكل خاص تظهر المطالبات بمقاطعة منتجات تلك الدول، ولما لا؟! فالمقاطعة هي الامتناع الاختياري والمتعمد عن استخدام أو شراء أو التعامل مع منتج أو شركة أو بلد كتعبير عن رفض ممارسات صادرة من جانبهم وأيضا كمحاولة لاجبارهم على تغيير ذلك السلوك المرفوض، والمقاطعة تكون لأسباب دينية أو سياسية أو اجتماعية

وفي ضوء الأحداث الأخيرة، ومع انتشار دعوات المقاطعة، ظهرت أمامي بعض الوجوه الأخري للمقاطعة، منها الإيجابي وللأسف بعض منها سلبي، أرتأيت أن أطرحها مجمعة تاركا حرية التعقيب والرد والايضاح لك عزيزي القارئ مستعينا بقول الله تعالي ” بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ” – سورة القيامة – الآية 14

• الوجه الأول – المقاطعة بين المنفعة والضرر: هل حقا المقاطعة هل الحل؟ هل يمكننا كدولة تحمل خسائر المقاطعة المادية وتحمل أعبائها؟

1. قد يجيب البعض بأن المقاطعة نوع من أنواع الجهاد وهو أضعف مايمكن تقديمه لنصرة القضية؟ ولكن سؤالي عزيزي القارئ هل يستطيع اقتصادنا تحمل تبعيات تلك الدعوات أم أن المقاطعة ستصبح سلاحا موجها نحو اقتصادنا؟

*** من وجهة نظرى الموضوع عبارة عن مثلث: مستثمر “صاحب علامة تجارية” – موظفين وعمال – المستهلك

أ‌. مستثمر: اعتقد ده الضلع الأصعب في المثلث لأنه هياكون أمامه اختيار من 3 (الانكماش – البحث عن علامة تجارية أخري – إنشاء علامة محلية) .. الوضع مش مريح أوي ولكن تم تطبيقه في روسيا والأردن وتم استغال حالة الوعي والصحوة.

ب‌. موظف/ عامل: اعتقد إنهم مطالبين بالبحث الفورى عن الفرصة البديلة أو إننا هانواجه مشكلة من اتنين يا زيادة في أعداد البطالة أو زيادة التضخم وبالتالي العودة لشراء المنتجات اللى كنا مقاطعنها.

ت‌. المستهلك: اشترى المنتج المحلي بشرطين: الجودة والسعر، جودة المنتج المحلي لازم الشركات تشتغل عليها وتعمل على زيادتها، والسعر لازم يكون في المتناول بعيد عن استغلال الأزمة

• الوجه الثاني – حب بلدك الأول: مع تصاعد الأحداث وتفعيل المقاطعة من جانب الشعب المصري، وقفت طويلا أمام نقطتين أرى أنهما على قدر كبير من الأهمية:

1. على الرغم من قدرة الشعب البعد والابتعاد عن تلك المنتجات لمناصرة القضية إلا أنه لم يتمكن من تفعيلها من أجل بلدنا مصر، ولعل ذلك ظهر جليا بعد كلمة السيد الرئيس “الحاجة اللى تلاقوها غالية ما تشتروهاش” وانتشار التعليقات والمنشورات التي تسخر من تلك المقولة، ويشاء الله أن تأتي الفرصة لفضح جشع التجار الذي ظهر واضحا مع حملات العروض التروجية وتخفيضات الأسعار بغرض محاولة إعادة استقطاب العملاء “لا يوجد تاجر يقوم ببيع بضاعته بالخسارة ولكن تم تخفيض هامش الربح” فزيادة الأسعار مقرونة بمبدأ العرض والطلب ومدى قبول واستعداد المستهلك لدفع المقابل.

2. المنتجات المحلية أمام فرصة على طبق من ألماس لتحقيق إعادة التواجد والانتشار في بلدنا الحبيبة، ولكن بدلا من تشجيعها وابداء الرأي بصورة ايجابية في المنتج تم بدء حملات تشويه وسخرية من جانب المستهلك متناسيا توقف تلك الشركات عن الانتاج لفترات واحتياجها لبعض الوقت للعودة واثبات جدارتها من جانب وقيام بعض الشركات باستغلال الأزمة ورفع أسعار منتجاتها من جانب آخر وكأنها مصرة على الفناء وعدم البقاء في السوق.

• الوجه الثالث – المزايدة والمتاجرة: سأكتفي بذكر: أحد إعلانات الوجبات السريعة المستفزة والتي يتم ذكر المقاطعة بشكل دائم مستمر طوال الإعلان .. الإعلانات الممولة على صفحات الفيس بك لمنتج جديد من أحد المشروبات الغازية واستخدامها لرموز القضية فيالدعاية – تقديم بعض المنتجات (أكواب – ملابس – قلادات) وكأن المقاطعة والأزمة هي فرصة لتحقيق مكسب مادي وتعليت الريتش دون النظر لجوهر الأمر وهو أن المساندة الحقيقة ليست بشعار في إعلان أو رسمة على العبوة أو …. حتي في إعلانات تجميع المعونات أصبحت أرى الكثير من المتجارة باسم القضية واستغلال المقاطعة.

• الوجة الرابع – الاستمرارية: هل حقا نستطيع الاستمرار في المقاطعة؟ أم سننسي ونتناسي كعادتنا ونرجع كما كنا فور هدوء الأمور؟

• الوجه الخامس – الانتقائية في المقاطعة: امتدت دعوات المقاطعة لتشمل جميع السلع التابعة لشركات عالمية كالمشروبات الغازية والوجبات السريعة، وتم إسقاط والتغافل عن وسائل السوشيال ميديا وتحديدا التطبيقات الأكثر انتشارا واستخداما في يومنا هذا مثل “Facebook – What’s App – Instagram” بل أيضا تم غض النظر عن الرفاهيات كبعض تطبيقات الموبيل – ألعاب الفيديو جيم – الدوريات الرياضية على سبيل المثال وليس الحصر.

*** في ناس بتطالب مقاطعة شركة زي المراعي بدعوى إنها شريكة مع بيبسي على الرغم إنها اشترت حصة بيبسي في شركة بيتي و رجعت شركة بيتي تاني، على سبيل المثال فكرة أنا باقاطع ليه ومين مهمة جدا.

والسؤال: هل ما يحركنا حقا هي دوافعنا النبيلة وإيماننا بالقضية وسموها؟ أم نحن أسري في حرب الوعى والمعرفة يتم اقتيادنا حيث يشاء العدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى