رأى

الطفل وتحصينه ضد الامراض

استمع

أميرة عبد الحكيم

رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار

تتعدد الايام الدولية التى تم تخصيصها لحماية الاطفال ورعايتهم وتحصينهم، كان أخرهم الاحتفال فى الرابع من يونيو من كل عام باليوم الدولى لضحايا العدوان من الاطفال الابرياء، ذلك اليوم الذى حددته الجمعية العامة للامم المتحدة بقرارها فى 19 اغسطس 1982، وذلك على إثر العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء ضحايا أعمال العدوان التي ارتكبها إسرائيل فى الرابع من يونيو ولا تزال، حيث حددت الجمعية العامة الهدف من هذا اليوم هو الاعتراف بمعاناة الأطفال – من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية – في جميع أنحاء العالم، وهو ما يؤكد على التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال.

وقد تزامن مع احتفال هذا العام مع عقد القمة العالمية للقاحات، والتي استضافتها المملكة المتحدة، والتى عقدت بغرض حشد الموارد المالية اللازمة لتوفير اللقاحات للدول النامية وإعادة بناء مخزون التحالف العالمي للقاحات والتطعيمات للسنوات الخمس القادمة، بما يسهم بدوره في الحفاظ على صحة ۸۰۰ مليون طفل حول العالم، وذلك من خلال دعوة المانحين لحشد الأموال لمساعدة التحالف على الوفاء بالتزاماته عبر تمويل شركات إنتاج الأمصال لضمان استمرار برامج تحصين الأطفال في الدول النامية على وجه الخصوص.

ومما يفلت الانتباه فى هذه القمة، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المشاركة فى فعاليتها من خلال كلمة حملت ابعاد متعددة هدفت كلها لحماية الطفل من الامراض والاصابات المزمنة، وقد انصبت الكلمة على ثلاثة محاور مهمة: الاول، أهمية توقيت هذه القمة، إذ جاءت فى توقيت حيوي في ظل انتشار وباء فيروس كورونا، والذي أثبت حاجة العالم إلى التضامن والعمل بسرعة للحد من انتشار المرض والبحث عن تطعيمات فعالة. الثانى، أهمية ألا تشغلنا مواجهة جائحة كورونا عن الاهتمام بباقي الأمراض المعدية التي سعى العالم مسبقاً للحيلولة دون انتشارها، مع أهمية العمل على بذل جهود مشتركة لتقديم اللقاحات الروتينية واستئناف حملات التحصين ضد الأمراض الفتاكة التي يمكن منعها باللقاحات. الثالث، الاستعداد المصري لنقل تجربتها الناجحة في تطبيق برامج التطعيمات الإجبارية والتي ساهمت في الحد من أمراض ووفيات الأطفال، فضلا عن استعدادها للمساهمة في أبحاث وتصنيع اللقاحات، وتدريب الكوادر الطبية، وإجراء التجارب السريرية الاكلينيكية للقاحات والتحصينات الجديدة.

ملخص القول إن قضية الطفل وحمايته سواء من التداعيات السلبية للصراعات والحروب والنزاعات، او تحصينه من الامراض والاوبئة إنما هى قضية تصب فى كيفية بناء ليس فقط مستقبل الدول وإنما مستقبل العالم بأسره، فهل تعى الدول الداعمة للإرهاب بكافة أشكاله والممولة لأنشطته بكافة صورها خطر ما تقوم به على مستقبل الانسانية جمعاء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى