رأى

تحليلات روبرت فيسك .. ومبادرة مراكز الأبحاث الأوروبية.. شكر الله سعيكم !

استمع

سهير يونسسهير حسين يونس

 

صدر منذ يومين تقريراعن أحد مراكز الأبحاث الممولة من الإتحادالأوروبي (  European Council for Foreign Affairs)   ECFRفى بريطانيا، بتبنى مبادرة  جماعية لمساعدة مصر، بدعوى إقالتها من عثرتها  وتعديل مسارها لترقى إلى مستوى المعايير الأوروبية! ولتنال رضاء صناع القرار فى الإتحاد الإوروبى ! ولمساعدتها على تحقيق الإستقرار والنمو لشعبها!! وذلك  من خلال تشكيل مجموعة عمل اطلق عليها     The European Working Group on Egypt (EWGE) مكونة من عدد من الباحثين والمحللين الإسترتيجين، والسياسيين،  والبرلمانيين أقل ما يوصفون به أنهم من أكثر منتقدى مصر، ورئيسها، وسياساتها منذ إزاحة حكم الإخوان المسلمين حتى الآن ،  ينتمى غالبيتهم  إلى العديد من مراكز الأبحاث الأوروبية والأمريكية، المتعاونة بشكل وثيق مع مراكز الأبحاث الإسرائيلية  ، الذين روجوا من قبل للإخوان المسلمين بإعتبارهم الفصيل المؤهل للحكم، وهم أنفسهم من طالبوا من خلال  توصياتهم وتقاريرهم المضلله بتمكينهم من السلطة فى مصر، وغيرها من دول  الشرق الأوسط قبل وبعد الموجات الثورية التى شهدتها المنطقة عام 2011، وهم ايضا الذين دافعوا عنهم بإستماته،  وشوهوا صورة مصربتحليلاتهم وتقاريرهم الملتوية بعد السقوط المدوى للإخوان فى 30 يونية 2013.

والغريب حقا أن هذه المراكزالبحثية ومموليها لم يبتلعوا مرارتهم بعد، ويعترفوا بفشل أبحاثهم وتقاريرهم حول نتائج التجربة المصرية على وجه الخصوص بعد عام كامل من حكم الإخوان،  ولم يكتفوا بهذا الدور الخبيث لفرض نظام راديكالي بالى موالي  للغرب ثبت إخفاقه  وفشله على أرض الواقع ، بل إستمروا فى نشر تقاريرهم الداعمة لأكاذيب الإخوان، ومحاولة تبرئتهم من ممارسة الإرهاب ومساعدتهم فى تنظيم الندوات، وجلسات الإستماع، وتسهيل لقاءاتهم فى برلمانات، ووزارات الخارجية فى دول الإتحاد الأوروبى، وأمريكا، بعد ان وفرت أوروبا وأمريكا المأوى الآمن والإقامة لهم ، ومحاولة إحراج مصر وقياداتها دوليا على أمل عودتهم للحكم، ودخلوا فى رهان خاسر على قوة إحتمال وصبرالشعب المصرى وصموده أمام كل هذه الضغوط .

شكرا جزيلا لهذه المبادرات.. شكر الله سعيكم … نقولها لسلسلة المراكز البحثية الأوروبية على شاكلة مركز أبحاث المجلس الأوربى للعلاقات الخارجية ECFR ومبادرتهم المرفوضة لترويض مصر، والتى يمكن الرد عليها بالمثل الشعبى المصرى ” الحداية  ما تحدفش كتاكيت”، فقد أورد التقرير بالتفصيل اسماء هذه المراكز البحثية المشاركة فى الدنمارك، وألمانيا، وبولندا وإيطاليا، واسبانيا، إضافة إلى معهد كارنيجى، وقد حجب التقرير أسماء الشخصيات الرفيعة ؟ ! المشاركه فى تلك المبادرة الذين أحيطت اسماءهم بالسريه التامه حسبما ورد فى التقرير !!!!

وليس من باب المصادفة ايضا أن ينشر الصحفى البريطانى روبرت فيسك فى صحيفة الإندبندنت مقالا تحليليا فى نفس اليوم تقريبا 21يولية 2015 بعنوان ” مصر بين مطرقة جنون عظمة «السيسي» وسندان «الدولة الإسلامية» لا يخرج مضمون مقالتة كثيرا عما ورد فى هذه المبادرة الميمونة لمراكز الأبحاث الأوروبية ليؤكد لنا مدى الإرتباط الوثيق والتنوع فى توزيع الأدوار بين أجهزة الإعلام الدولية، ومراكز الأبحاث لترويج نفس الأفكار فى إطار خطط لشركات العلاقات العامة التى تمولها قوى إقليمية ودولية معلومة للضغط على مصر بعد ظهور بوادر ونوايا أوروبية لتعزيز العلاقات والتعاون معها.

فقد هاجم فيسك  كعادته النهج الذي يسلكه الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في مواجهة شعبه، مؤكدا أن استمراره في تعذيب وقهر شعبه سوف يجعل «داعش» تنتعش في مصر والمنطقة، وحذر الغرب من الصمت على هذا قائلا أن «مصر تسلك ذات الطريق الذي اتبعته العديد من الدول الممزقة الأخرى،  وقام بتسفيه كل المشاريع القوميه لتشييد عاصمة إدارية جديدة، مع التاكيد على سيطرة داعش على سيناء، وإخفاق الجيش فى المواجه ، كما لم تخل مقالته من التعجب من  هروله الغرب وأمريكا حاليا لإعادة مستوى علاقاتهما مع مصر، مستنكرا قيام رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير بتقديم مشورات للنظام المصرى بتمويل من دولة الإمارات من خلال شركة للعلاقات العامة.

ولمن لا يعرف روبرت فيسك وتوجهاته فهو أمضى 30 عاما مراسلا مقيما فى بيروت لصحيفة الإندبنتدت فى منطقة الشرق الأوسط ، لم يكلف فيها نفسه  مشقه معرفة أي شيء يتعلق بالحركات الليبرالية والديمقراطية في العالم العربي، بل إكتفى بنقل أخبار إنتقائية حسب اهواؤه وقناعاته ومزاجه الشخصى، كتبه حول الصراعات فى المنطقة مليئة بالأخطاء فى الأسماء والجغرافيا، مصادره مجهلة، يقول الشئ ونقيضه مستخدما ألفاظا جارحة …ويعتبرها جزء من مهاراتة الصحفية ! ويكفى أنه يصف نفسه “بالكلب العنيد” ، رأيه فى العرب الذى يدعى كذبا التعاطف معهم : ” أنهم  لا يمتلكون أي تصور عن الديمقراطية وهم غير مستعدين بأي شكل من الأشكال ليدخلوا العالم الحديث. لذلك فإن أفضل طريقة بالنسبة لنا هي «تركهم يطهون أنفسهم ببطء بعصيرهم الخاص بهم». يحب فيسك ثلاثة شخصيات عربية: أسامة بن لادن، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ورئيس «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله بعد أن نجح فى نشرلقاءات صحفية معهم.

هناك مرارة وحقد واضحين فى لغة الخطاب حول الوضع فى مصر من بعض محررى شئؤن الشرق الأوسط امثال روبرت فيسك، وباتريك كوكبيرن من الإندبندنت،وجاك شينكر المراسل الأسبق للجارديان، وديفيد كيرك باتريك من نيويورك تايمز، وبورزو دراجاهى مراسل الفاينانشيال تايمز ، وعدد من صغارالمراسلين الذين غطوا أحداث ثورتى 25 يناير 2011 ، 30 يونية 2015 من القاهرة ونقلوا لصحفهم تقاريرتفتقد للدقة والموضوعية عن مجريات الأحداث.

كذلك هو الحال بالنسبة لمراكز الأبحاث الأوروبية والأمريكية التى يسيطر على أقسام دراسات الشرق الأوسط فيها بالتحديد باحثين يهود أو عرب راديكاليين – ( مثل المعهد الملكى للدراسات فى لندن تشاتام هاوس) – تربطهم علاقات وطيدة وتعاون وثيق مع مراكز الأبحاث الإسرائلية يتبادلون معهم المعلومات والتوصيات، ويذكرنى هنا إستضافة مركز ليجاتوم للدراسات والأبحاث فى لندن للسيد مروان المعشر رئيس الوزراء الأردنى الأسبق الذى يشغل حاليا منصب نائب رئيس معهد كارنيجى لتدشين أحدث كتبه فى23 إبريل2014 ، وانتهز الفرصه فى إطار حملات العلاقات العامة الموجهة ضد مصر للهجوم على موقفها من الإخوان، وإنتقاد ما اسماه إنتهاكات لحقوق الإنسان وحرية التعبير فيها! علاوة على تكرار إستضافة مراكز الأبحاث البريطانية للباحث شادى حميد الزميل بمركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز بالدوحة لإستعراض تقاريره الهجومية على مصر.

ردد القادة والبرلمانيون الأوروبيون بعد 30 يونية 2013 عبارات شهيرة خلف الأبواب المغلقة مثل :” لن نعرب عن تاييدنا الصريح لما حدث فى مصر ، سننتظر لنرى …. الشعب سينتصرلاحقا للإخوان ؟ ” كل شئ قابل للتغيير والشعب المصرى يمر بحاله ثورية لم تنته بعد! وظلوا فى حالة الإنتظار لمدة عامين كاملين ، لكن يبدو انهم بدأوا يستشعرون مؤخرا أهمية الحفاظ على علاقات متوازنة مع مصر وقيادتها ،وتعزيز الصلات معها بعد أن اثبت شعبها أنه قادر على فرض إختياراته وإرادته الحرة، وأن مصر ترحب بمن يعترف بأنه لا غنى عنها كقوة إقليمية لا يستهان بها فى المنطقه فى إطار من الإحترام المتبادل ، والإعتراف بمكانتها وقدرها، وهذا ما يتم التلميح إليه الآن بمرارة شديدة وبشكل غير مباشر من أقلام معادية واخرى صديقة نكن لها كل التقدير والإحترام على مصداقيتها وحيادها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى