سياسة

تناغم الرؤى والاستراتيجيات المصرية والعُمانية في تأهيل الشباب للقيادة

استمع

c75ca69d62

أشرف أبوعريف

ستظل قضايا تأهيل الشباب للقيادة ومشاركتها في بناء مسيرة الأوطان من القضايا الاستراتيجية المهمة، في إطار التحولات التي تشهدها التركيبة السكانية والمجتمعية ليس فقط في الدول العربية وإنما في مختلف دول العالم.وإذا كان بناء المواطن المصري وتعميق المواطنة من أولويات وفكر القيادة السياسية، وهو ما تجسد في البرنامج الرئاسي لإعداد القادة والذي حظي باهتمام شخصي من الرئيس السيسي، فإن إطلاق أوْلَى جلسات البرنامج الوطني للقيادة والتنافسية في سلطنة عُمان بمُباركة من السلطان قابوس بن سعيد  سلطان عُمان، يؤكد على التناغم الواضح في الرؤي والاستراتيجيات المصرية والعُمانية لإعداد الشباب لتولي المسئولية والقيادة في المستقبل.وإذا كانت قضية الشباب قد احتلت أولوية في برامج القيادة المصرية على مدار التاريخ وهو ما تمثل في خطط وبرامج التنمية، فإن السياسة العامة لسلطنة عُمان في إطار رؤيتها للشباب ارتكزت على عدة مبادئ أهمها: تعميق فكرة المواطنة باعتبارها المحرك الأساسي لاستمرار عملية التنمية الشاملة. وتحفيز الشباب على الانخراط في كافة مؤسسات الدولة على أساس أن القانون أو النظام الأساسي للدولة يكفل لكل المواطنين ذلك الحق بدون تمييز. وأن التنمية ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي من أجل بناء الإنسان الذي هو أداتها وصانعها، ومن ثم ينبغي ألا تتوقف التنمية عند مفهوم تحقيق الثروة وبناء الاقتصاد، بل عليها أن تتعدى ذلك إلى تحقيق تقدم الإنسان، وإيجاد المواطن القادر على الإسهام بجدارة ووعى في تشييد صرح الوطن.وقد ترجمت القيادة المصرية اهتمامها بالشباب في تدشين البرنامج الرئاسي لإعداد القادة ويهدف البرنامج إلى تأهيل الشباب للقيادة، بإنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي، والإداري، والمجتمعي بالدولة، وذلك من خلال اطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية، وهو عبارة عن كيان مستقل تابع لرئاسة الجمهورية، ويُدار من خلال إدارة متخصصة محترفة ويتعاون في تنفيذه عدد من هيئات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني.ومن جانبها أطلقت سلطنة عُمان وبمباركة من السلطان قابوس بن سعيد، أولى جلسات “البرنامج الوطني للقيادة والتنافسية” والذي يأتي كإحدى مبادرات فريق العمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، والذي تمّ تصميمه بالتعاون مع شركاء البرنامج من المؤسسات الدولية الرائدة في مجال القيادة والتنافسية، ومن خلال التركيز على موضوعات تُعنَى بآليات العمل المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص، ودور القطاع الحكومي في تعزيز بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار في السلطنة، وبما يؤدي إلى تعزيز التنافسية في السلطنة.كما أن هذا البرنامج يأتي مكملاً للبرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين الموجه لتطوير القيادات في القطاع الخاص، ومعزِّزاً لمحور بناء الكفاءات الوطنية في سلطنة عُمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى