سياسة

آفاق واعدة لتطوير الصناعات الوطنية في سلطنة عُمان

استمع

630

مهند أبوعريف

يعتبر تشجيع الصناعات الوطنية في سلطنة عُمان من أولويات التنويع الاقتصادي والنهوض بقطاع الصناعة بما يجعله يساهم بدرجة أوضح في الناتج القومي، ويشكل قيمةً مضافةً لجملة حراك البدائل، التي تساند عملية تشكيل الضمانات الأفضل للمستقبل في ظل الاتجاه الحكومي الملموس نحو تمكين بدائل النفط في الخطط المقبلة للتنمية، وهذه الاستراتيجية أرسى مبادئها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وتتبناها السلطنة منذ السبعينيات من القرن الماضي وعلى مدار 45 عاماً وفي وقت تشهد فيه السلطنة الاستعداد للاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين.

وفي هذا الإطار تكتسب مسابقة كأس السلطان قابوس لأفضل خمسة مصانع، والتي أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن بدء تقديم طلبات الاشتراك لها فيما سيتم توزيع الجوائز في شهر فبراير من العام المقبل، أهمية كبيرة في ضوء الاعتبارات التالية: أولاً: أن هذه المنافسة تعمل على تشجيع الصناعة الوطنية نحو تحقيق المزيد من الكفاءة في الإنتاج وتعزيز الجودة وتطوير الصناعات بشكل عام بما يجعلها تؤدي دورها المنوط بها.

ثانياً: يتمثل الهدف من المسابقة في تكريم الصناعات المتميزة في الأداء وتحفيزها من أجل الاستدامة في تحسين أدائها وإيجاد منافسة بين الشركات الصناعية والمصانع العمانية، ما يجعلها شريكًا حيويًا وفاعلاً في التنمية الوطنية المستدامة وذات دور لا يتوقف عند مجرد الربحية بل يسعى إلى جملة من الأهداف ومن ضمنها مفهوم المسؤولية الاجتماعية التي باتت إحدى سمات قطاعات الشركات والمصانع في عالم اليوم وفي السلطنة كذلك، حيث أن هناك العديد من المؤسسات والشركات التي بدأت تلعب هذا الدور وتقوم به على أفضل وجه، لكنه يتطلب بذل المزيد من الجهود في سبيل الأفضل.

ثالثاً: إن ما وراء هذه المسابقة من الأفكار يصب في جملة من الأهداف غير المرئية أو الملموسة بالشكل المباشر، فالإنتاج المميز يقود إلى التفكير في التدريب الجيد للعاملين في الحقل المعين، كما يؤكد على أهمية الاهتمام بالكوادر الوطنية وحفزها نحو المشاركة الإيجابية في بناء الوطن، وتقديم أنفسهم بالصورة المطلوبة، ليكونوا قادة المستقبل في هذه القطاعات.

رابعاً: تفتح هذه المبادرات الأفق نحو ما يتعلق بطبيعة هذا العصر الذي نعيش فيه، من حيث البحث المستمر عن تعزيز المعرفة والابتكار والاهتمام الكبير بحفز الجيل الشاب ليقدم ما عنده من مواهب وإمكانيات في هذا الباب الحيوي والمستقبلي.

وأخيرًا إن مثل هذه المسابقات لها مزايا أخرى تتعلق بمعرفة نقاط القوة والضعف في المصانع، وفق ما أشارت وزارة التجارة والصناعة، وهذا ضروري للنهضة بقطاع الصناعة إذ أنه لا يمكن تطوير أي صناعة ما لم يتم التعرف على نقاط القوة التي يجب تعزيزها والسلبيات التي يجب تلافيها.

ولا شك أن ذلك كله يصب في البحث عن استراتيجيات أكثر اتساعًا في الرؤية والمدى ما يساهم في ارتياد الآفاق ومواجهة التحديات للمضي نحو الغد الزاهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى