لماذا زَجَّ اردوغان بقواتِه في سوريا؟

نوران عبدالمنعم 

تناولت الصحفُ الايرانيةُ في اعمدتِها الرئيسيةِ الاجواءَ والمستجداتِ التي ترتبط بالازمتين اليمنيةِ والسوريةِ بالتحليل.. وتحدَّثت صحيفةُ جمهوري اسلامي عن تصريحاتِ وزيرِ الخارجيةِ الامريكي الاخيرةِ حول اليمن في افتتاحيتِها (امريكا شريكةٌ لجرائمِ آلِ سعود في اليمن) وحول الشأنِ السوري حَمَلَ مقالٌ لصحيفةِ خراسان عنواناً يقول (لماذا زَجَّ اردوغان بقواتِه في سوريا؟) صحيفةُ رسالت انفَرَدَت بنشرِ مقالٍ حول التواجدِ العسكريِّ الامريكي في الخليجِ الفارسي في مقالِها (ردّاً على مُغامراتِ القِطَعِ البحريةِ الامريكيةِ في الخليج الفارسي).

1_ جمهورري اسلامي… 

اشارت صحيفةُ جمهوري اسلامي في افتتاحيتِها الى تفنيدِ وزيرِ الخارجيةِ الايراني محمد جواد ظريف للمزاعمِ التي طَرَحَها وزيرُ الخارجيةِ الامريكي جون كيري والتي تحدَّثَ عن ارسالِ ايرانَ اسلحةً لليمن، مشيرةً الى تأكيدِ الوزيرِ ظريف أنَّ امريكا هي شريكةٌ لالِ سعود في جرائِمِهِم في اليمن، واَنها مسؤولةٌ عن كلِ الجرائمِ الوحشيةِ التي تَرتَكِبُها السعوديةُ في اليمن.

وجاءَ في مقالِ الصحيفة (( الغريبُ في الامر اَنَّ الوزيرَ كيري بدلاً من اَنْ يَشجُبَ هذه الحربَ حاوَلَ تبريرَ الجرائمِ الوحشيةِ السعوديةِ في اليمن على الرغمِ من ادانةِ كلِّ المؤسساتِ والاوساطِ والمحافلِ الدوليةِ لهذه الجرائمِ وللحربِ التي تقودُها الرياضُ على اليمن)).

والوزيرُ كيري ادَّعى أنَّ السعوديةَ تُدافِعُ عن نفسِها.. ولكنه تَجاهَلَ حقيقةً يَعرِفُها جيدا وهي اَنَّ السعوديةَ تقودُ حرباً عدوانيةً على بلدٍ مُجاوِرٍ مُقحِمَةً نفسَها في قضاياهُ الداخيةِ التي لاترتبط بها ابداً.

وتساءَلَت الصحيفةُ اَلَم يقرأِ الوزيرُ كيري التقاريرَ العديدةَ الصادرةَ عن الامينِ العامِّ للاممِ المتحدة نفسِه بشأنِ جرائمِ السعوديةِ في اليمن؟ واَلَم يَطَّلِعْ على الانتقاداتِ اللاذعةِ التي وجَّهَها زميلُه وزيرُ الدفاعِ اشتون كارتر للسعوديةِ وللتحالُفِ الذي تقودُه على خلفيةِ استهدافِ المدنيينَ في اليمن وهو امرٌ وَضَعَ واشنطن في موقفٍ حَرِجٍ دولياً. ولماذا يُغمِضُ كيري عينيْهِ ازاءَ كلِّ تقاريرِ المنظمات ِالدوليةِ المحايِدَةِ المَعنيةِ بالدفاع ِعن حقوقِ الانسان والتي اَدانَت العدوانَ السعوديَّ بقوةٍ وصراحة؟؟

2_ جوان.. 

في الشأنِ اليمني وانعكاساتِه في الصحف ِالايرانية ايضاً تحدَّثَت صحيفةُ جوان عن المؤتمرِ الصحفيِّ المشتركِ الذي عَقَدَهُ وزيرُ الخارجيةِ الامريكي ونظيرُهُ السعوديُّ في جدة الخميس.

وتَرى الصحيفةُ اَنَّ ((مُلَخَّص ما طُرِحَ في هذا المؤتمر يَتَمَثَّلُ في اعلانِ امريكا عن دعمِها الكاملِ للعدوانِ الذي تقودُه السعوديةُ على اليمن.. وذلك خلفَ مبرِّرٍ كاذِبٍ يقولُ اِنَّ السعوديةَ تُدافِعُ عن نفسِها. كما تَضمَّنَ المؤتمرُ طَرحَ مزاعمَ لا اساسَ لها من الصحةِ تتحدَّثُ عن ارسالِ ايرانَ اسلحةً لليمن)).

واضافت الصحيفةُ أنَّ توجيهَ مثلِ هذه الاتهاماتِ الكاذبةِ لايرانَ ليس بالامرِ الجديد وما طَرَحَهُ الوزيرانِ كيري والجبير في جدة في هذا السياق يُجسِّدُ محاولةً مُتَشَبِّثَةً للتعتيمِ على جرائمِ واشنطن والرياضِ ضد الشعبِ اليمني. 

واستطردت الصحيفةُ أنَّ كيري طَرَحَ مقترحاتٍ جديدةً بشأنِ حلِّ الازمةِ اليمنيةِ تَتَمَثَّلُ في تشكيلِ حكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ في اليمن بشكلٍ يتزامَنُ مع تسليمِ حركةِ انصارِ الله والقوى الثوريةِ الاُخرى لاسلحتِها الثقيلةِ الى طرفٍ ثالث.. وهي مقترحاتٌ لاتَنطبِقُ بشكلٍ كاملٍ مع الشروطِ السعوديةِ التي تَدعو الى القاءِ حركةِ انصارِ الله السلاحَ والانسحابِ من صنعاء.. ويَبدو واضحاً أنَّ وراءَ هذا التراجعِ الامريكيِّ النسبي عواملً عديدةً ابرزُها فَشَلُ السعوديةِ ميدانياً في اليمن والمأزِقُ الحَرِجُ الذي تُواجِهُهُ الادارةُ الامريكيةُ مع تصاعدِ اجواءِ الادانةِ الدوليةِ لجرائمِ آل ِسعود في اليمن.. ويبدو واضحاً أنَّ واشنطن توصَّلت الى قناعةٍ بضرورةِ انهاءِ الحربِ على اليمن حتى اذا كان الامرُ لايَنطَبِقُ تماماً مع الاولوياتِ السعودية.

3_ خراسان.. 

في الشأنِ السوري حَمَلَت افتتاحيةُ صحيفةِ خراسان عنواناً يحمل تساؤلاً يقول (لماذا زَجَّ اردوغان بقواتِهِ في سوريا؟؟) الصحيفةُ اشارت الى العملياتِ العسكريةِ التي يقومُ بها الجيشُ التركي منذ يومِ الاربعاءِ الماضي في عمقِ الاراضي السورية والتي تَحمِلُ اسمَ (درعُ الفرات) وهي عملياتٌ ترى صحيفةُ خراسان اَنَّها اَضفَتِ المزيدَ من التعقيداتِ على الازمةِ السورية.

وترى الصحيفةُ اَنَّ هناك ثلاثةَ عواملَ رئيسيةٍ تقفُ وراءَ تدخُّلِ تركيا عسكرياً وبصورةٍ مباشِرَةٍ وعلنيةٍ في سوريا، قائلةً 

((على رأسِ هذه العوامل، رغبةُ تركيا في تعزيزِ موقفِها على صعيدِ ايةِ مفاوضاتٍ مستقبليةٍ حول سوريا، كما اَنَّ عدمَ ثقةِ تركيا باَمريكا وحلفِ شمالِ الاطلسي الناتو في دعمِها والدفاعِ عن مصالِحِها، بشكلٍ عام سببٌ اخَرُ في هذا السياق، هذا الى جانبِ عزمِ انقرةَ على الحيلولةِ دون قيامِ اكرادِ سوريا بايجادِ دولةٍ مستقلةٍ تُشكِّلُ بَعدَها تهديداً للامنِ القومي التركي نفسِه)).وخَلَصَت الصحيفةُ للقول إنَّ المسألةَ المهمةَ في هذا السياق هي اَنَّ التجاربَ التاريخيةَ اَثبَتَت دائماً انه قد يكون من السهلِ شنُّ حربٍ اِلّا َاَنَّ المشكلةَ تَكمُنُ في صعوبةِ الخروجِ منها، وهذا ما يجب انْ يُدرِكَهُ الرئيسُ التركي.

4_ رسالت…

سَلَّطت صحيفةُ رسالت الاضواءَ على تصعيدٍ جديدٍ في الاجواءِ بين ايرانَ وامريكا  الصحيفةُ اشارت في مقالِها (رداً على مُغامراتِ القِطَعِ البحريةِ الامريكيةِ في الخليج الفارسي) الى الانباءِ التي تحَدَّثَت عن اطلاقِ مُدمِّرَةٍ امريكيةٍ حاملةٍ للصواريخِ لعياراتٍ تحذيريةِ لدى اقترابِ زوارقَ حربيةٍ سريعةٍ تابعةٍ لقواتِ حرس ِالثورةِ الاسلاميةِ منها في مضيقِ هرمز في الخليجِ الفارسي. وجاء في جانبٍ من مقالِ الصحيفة 

((ينبغي القولُ هنا إنَّ ما حَدَث مؤخراً يَحمِلُ رسالةً واضحةً لامريكا بضرورة ِوضعِ حدٍّ لمغامراتِها العسكريةِ في هذه المنطقة واِلّا فاَّنها ستُواجِهُ رداً حازماً من ايران)) 

فالقواتُ البحريةُ الايرانيةُ مسؤولةٌ عن الدفاعِ عن السيادةِ الوطنيةِ وضمانِ امنِ المياهِ الاقليميةِ الايرانيةِ في الخليجِ الفارسي، وهذه المسؤوليةُ تَجعَلُها تُراقِبُ وتَرصُدُ حركةَ الملاحةِ البحريةِ وتحرُّكاتِ كلِّ القِطَعِ الحربيةِ الاجنبيةِ في المنطقةِ بكلِّ دقه. 

5_ ايران.. 

في الشأن ِالسوري ايضاً ترى صحيفةُ ايران اَنَّ موضوعَ الحربِ على داعش تَحَوَّلَ الى ذريعةٍ بيدِ بعضِ الاطرافِ الاقليميةِ والدوليةِ لتحقيقِ مآربِها الخاصة.

وجاء في الصحيفة ((هناك مَن يَسعى لاستغلالِ موضوعِ الحربِ على داعش لتحقيقِ نوايا واهدافٍ اُخرى من وراءِ التدخُّلِ في الازمةِ السورية.. فتركيا اَعلَنَت عن بَدءِ عملياتٍ عسكريةٍ واسعةٍ في عمقِ الاراضي السورية خَلفَ ذريعةِ توجيه ضرباتٍ لداعش اِلّا َاَنَّ هذا التحرُّكَ التركيَّ استهدَفَ بالدرجةِ الاولى التصدي للاكراد)). وامريكا بدورِها تَلعَبُ بورقةِ الحربِ على داعش في سوريا لتحقيقِ اهدافٍ ترتبطُ بالانتخاباتِ الرئاسيةِ الامريكيةِ القريبةِ من جانب وكذلك لتمريرِ سيناريو يَستَهدِفُ مستقبلَ سوريا والمنطقةِ بشكل عام.

6_ جام جم …

من صحيفة جام جم اخترنا هذا التقريرَ عن رئيسِ مؤسسةِ دراساتِ الخليجِ الفارسي قولَه اِنَّ قدراتِ ايرانَ البحريةَ في الخليجِ الفارسي تُمثِّلُ عاملَ ردعنقلَت الصحيفةُ عن الخبيرِ الاستراتيجي (روزبه بارسا بور) قولَه اِنَّ السعوديةَ تَلعَبُ باَوراقٍ محروقةٍ في منطقةِ الخليج الفارسي مُنوِّهاً بأنَّ الاحداثَ والتطوراتِ في منطقةِ الخليجِ الفارسي لاتَسيرُ في مسارٍ جيدٍ بل تَتَّجِهُ نحوَ تصعيدِ الاجواءِ بسبب ِالتدخلِ السعوديِ في شؤونِ اليمن والبحرين والعراق وسوريا ايضاً ولانتهاجِ الرياضِ سياسةَ بثِّ الفُرقةِ بين بلدانِ المنطقة. 

الصحيفةُ اَشارت في تقريرِها الى تأكيدِ رئيسِ مؤسسةِ دراساتِ الخليجِ الفارسي اَنَّ القدراتِ البحريةَ الايرانيةَ الضخمةَ هي قدراتُ ردعٍ تُشكِّلُ الى جانبِ قدراتِها الصاروخيةِ عاملاً رئيسياً للحفاظِ على الامنِ والاستقرارِ في المنطقة.

7_ اطلاعات… 

نشرت صحيفةُ اطلاعات تقريراً  بالخطوطِ العريضةِ في صدرِ صفحتِها الاولى يقول (تقريرُ الحكومةِ للشعب) التقريرُ نَقَلَ عن مساعدِ الرئيسِ الايراني للشؤونِ القانونية «مجيد انصاري» تصريحاتِه بشأنِ المُنجَزاتِ التي حقَّقَتْها حكومةُ الرئيس «حسن روحاني».. وجاءَ في جانبٍ من هذا التقرير: 

اكد «مجيد انصاري» أنَّ ايرانَ اجتازت المراحلَ الصعبةَ عملياً … مضيفاً اَنَّ ايرانَ ستَدخُلُ مجالَ تصديرِ البنزين ذي المعاييرِ العاليةِ قريباً.

وشدَّدَ على اَنَّ الحكومةَ ستُواصِلُ موقفَها الحازمَ على مسارِ الدفاعِ عن حقوقِ البلادِ النووية.

ونَقَلَت الصحيفةُ ايضاً عن وزراءَ ايرانيينَ بمناسبةِ اسبوعِ الحكومةِ في ايران قولَهُم اِنَّ  قيمةَ الصادراتِ غيرِ النفطيةِ تجاوَزَت قيمةَ الاستيراداتِ الايرانية. كما اَنَّ الميزانَ التجاريَّ الايرانيَّ سَجَّلَ فائضاً كبيراً خلالَ الاشهرِ الخمسةِ الماضية ولاَوَّلِ مرةٍ على مدى سنوات.هذا الى جانبِ زيادةِ انتاجِ ايرانَ من النفطِ وارتفاعِ حجمِ صادراتِها النفطيةِ الى اكثَرَ من مليونَيْ برميلٍ  في اليوم.