رأى

رثاء.. في ذكرى استشهاد الإمام الجواد

استمع

بقلم الشاعر: حميد زادةحميد حلمي زادة         

بغدادُ تبكي والمدينةُ تنحَبُ     
فظُلامةُ السِـبطِ التقيِّ تَـغَـرُّبُ
نزلَ المُصابُ بأهلِ بيتِ المصطفى
                  فَجوادُ طـه ظامئٌ ومُـعذّبُ                
من غيلة السُـمِّ الزُّعافِ وجَمرِهِ
يغلي حميمـاً في الحَشا يتلهّبُ
فاضَتْ بــهِ رُوحُ الإمامِ وعُينُهُ
تَرنُو الى ربٍّ جلـيلٍ يرقُبُ  
أنصارُ نهجِ الطاهرينَ تقاطروا
ولِـفَقـد قائدِ أُمّـةٍ هم مَـنْـدَبُ 
صلَّى على السبطِ الشهيدِ وَريثُـهُ
هادي الخَلِـيقةِ والامامُ الطـيِّبُ
ما كانَ ذنبُ حفيدِ أحمدَ جارِعاً
سُمَّ الضغينةِ من يَـدٍ تَسـترهِبُ
غَصَبتْ مَقاليدَ الخلافةِ عُنوَةً
شُلَّـتْ يدٌ للغاصبينَ تُـعَذِّبُ 
جحدت بني خيرِ البريّةِ أحمدٍ
وتفاخرتْ بالإثمِ وهي تُكـذِّبُ 
يومُ الشجونِ بجنبِ دجلةَ مأتمٌ
 يَنعى الجـوادَ وعالِـماً يُستطلَبُ 
هو كاظمٌ للغيظِ شأنَ جُدودهِ
من بيتِ وحي اللهِ نعم المَأرَبُ 
عزِفُـوا عنِ الـدّنيا المفاتنِ كلّها 
بل طلَّقـُوها والحقائقُ تُـعرِبُ
تاريخُنا ضـاوٍ وليسَ يُغيبُهُ
                                                 
عُجْـمٌ يُـناصِبُ أحمداً أو يَعرُبُ
إنَّ الإمامةَ إمـرَةٌ جُعِلتُ لِـمنْ 
رضِيَ العليمُ وبالإمامةِ أوجَبُ
وبُنـو محمدَ هم معادنُ حكمةٍ
ووعاءُ وَحْي اللهِ بل هُـمْ أنْـجُبُ
قدْ أرخصُوا الأرواحَ يومَ ضلالةٍ
وتنكَّبـوا الأهوالَ لـمْ يسترهِبوا
تلكمْ مراقدهمُ علائمُ نهضةٍ
دامتْ تضيءُ برحمةٍ وتُهَـذِّبُ
يا ليت أدمعَ عَينِنـا تَطفي لظىً
للحاقدين وهم ضغائنُ تُـذنِبُ
لا ليس ذا دينَ الذي عَشِـقَ الورى
ودَعاهُـمُ قبلَ الوداعِ أنِ اكتُبوا
هذا عليٌّ خيرُكم وإمـامُكم
وأخو نبيِّـكـُمُ ومن لا يكْـذِبُ
وبنُـوهُ هم بيتُ المـودّةِ عِترتي
طوبى لمـنْ سمعـوا لهم وتشرَّبُوا
هم سادةُ الدنيا ولكنْ سُـؤْلُـهُم
خيرُ العبادِ وامّـةٌ هيَ أصْـوَبُ
فَهمُ كرامُ الأرضِ إنْ يُستكرَمُوا
والمُنجِحُونَ لكلِّ شأنٍ يُـطلَبُ
صلَّى الكريمُ على النبيِّ وآلِهِ
فهم شموسُ الخَلقِ بلْ نِعمَ الأبُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى