رأىسلايدر

ترامب وحكاية العداء لإيران

استمع

د. عمرو عبدالسميع

نقلاً عن الأهرام

على الرغم من إقرارى بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هى عنصر لعدم استقرار المنطقة، فإننى لست مقتنعا بالأسباب التى يسوقها الرئيس دونالد ترامب لتبرير عدائه المطلق لإيران ومحاولاته استثمار «فوبيا طهران» المستشرية فى بعض بلاد المنطقة.

فالرئيس الأمريكى مثله كأى رئيس سابق يعلم أن «الخطر» أو الشعور بالخوف هو الذى يوحد شعبه وأى شعب آخر، مثلما أراد بوش أن يوحد الأمريكيين ويجر العالم كله وراءه فى حرب غزو العراق، فأشعر الجميع ـ عبر استخدام آلة دعائية جبارة ـ أن صدام خطر مرعب وأن العراق كيان مخيف فوحد الشعب الأمريكي.. أما ترامب فهو يواجه ذات الوضع إذ عبر طروحه الموغلة ـ أيضا ـ فى يمينتيها انقسم المجتمع الأمريكي، ووجد ترامب أنه حتى لن يستطيع إنجاح هجومه على إرث سابقة «باراك أوباما» إلا بإشعار الناس بالخطر والخوف، كما لن يستطيع الحصول على أموال دول الخليج وإبرام صفقة معهم لصالح الولايات المتحدة إلا بإثارة هذا الرعب ضد إيران وجعله مسيطرا على المنطقة، ولن يحقق له الأمرين «ضرب إرث أوباما + الحصول على أموال الخليج سوى تخويف دول المنطقة من طهران» وبالذات بإعلانه أن اتفاق 5+1 عام 2015 مع إيران هو «كارثة» ويجب التخلص من قيوده، وإعادة تفعيل العقوبات ضد إيران .

هناك صراع أجنحة فى الولايات المتحدة، وهناك أذرع فى داخل الإدارة «أجهزة الأمن بالذات» تود تكرار سيناريو نيكسون وسيناريو كلينتون ، ويمكن تلخيصها فى هيئة التحقيقات الفيدرالية والمخابرات المركزية الأمريكية، واللتين استعداهما ترامب فى أثناء حملته حين قال إنه «لا يثق بهما» ولذلك يعمل الرجل على خلق «العدو» أو «الخطر» والتخويف منه ليوحد الأمريكيين خلفه.

وهذا الخطر هو ـ ببساطة ـ إيران، وهو يطرح من جديد نفس السؤال الأزلى تجاهها وهو إيران كيان معزول أو شريك مندمج فى النظام الدولى ، وطبعا سيسعى إلى تأكيد كونها طرفا معزولا واستمرار الخوف منها عبر المبالغة فى رسم صورة التشدد والعزلة والمساس بالحريات من جانب رعاة التطرف المرشد «ولى الفقيه» + الحرس الثورى + أجهزة المخابرات ولا تفتأ أجهزة إعلامه تشير إلى أن روحانى «المعتدل» هو مسئول أمنى سابق لمدة 16عاما وأنه هدف يستحق نشأة «ناتو إسلامى».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى