رأى

العرب والترشح للمناصب الدولية

استمع

أسامة زايد

كتبت منذ أكثر من عام على أن العرب لن يستطيعوا الفوز بمنصب مدير عام اليونيسكو ” ياليت قومي يعلمون”
كلمات هادفة بقلم أسامة زايد نشرت في الجمهورية ٨/٩/٢٠١٦
لايلدغ مؤمن من جحر مرتين” تقريبا العرب يلدغون عشرات المرات يوميا. ولاحياة لمن تنادي . السوابق التاريخية في ترشح العرب للمناصب الدولية تبرهن علي حالة الانقسام والتشرذم . التي وصل إليها الحال. اتحدث بهذه المرارة بعد أن أعلنت ثلاث دول عربية پ¢مصر. لبنان. قطر ¢بأسماء مرشحيها لخوض المنافسة علي مقعد مديرعام منظمة اليونسكو.
و لا أعترض علي الأسماء المرشحة سواء كانت السفيرة المصرية مشيرة خطاب أو القطري حمد الكواري أو اللبنانية فيرا الخوري فكلهم أصحاب قامات وتاريخ مشرف ولهم اهتمامات واسعة في مجال الثقافة والعلوم . ولكن أخشي عليهم جميعا من السقوط المدوي الذي لا ينسب لهم. ولكن يكشف عن عورات الأمة العربية في تفككها وعدم ترابطها.
الشواهد السابقة تؤكد انه اذ لم يتحد العرب هذه المرة. فسوف يفقدوا المنصب وهم في أشد الحاجة إليه. لتصحيح الصورة السيئة التي لصقت بالعرب فيپأذهان الغرب علي أنهم إرهابيين وأن دينهم الإسلامي يحرض علي العنف. و لا يرون انهم يحملو ن تراثا إنسانيا. حمل مشاعل التنوير في كافة أرجاء المعمورة. حينما كان الغرب يسبحون في بحور من الظلمات والجهل والتخلف والرجعية.
منظمة اليونسكو أنشئت عام 1946بعد أن وقعت37 دولة عليه. وصدقت علي ميثاقه 20دولة. ومن أوائل الدول العربية التي إنضمت إليها مصر ولبنان والسعودية. وتتخذ المنظمة مقرا رئيسيا لها في العاصمة الفرنسية باريس. وتضم في عضويتها الأن 192دولة. تهدف المنظمة إلي رفع مستوي التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة. لاحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
وعلي الزعم من أن العرب لهم اسهامات واضحة فيپ تأسيس وعمل المنظمة ولكنهم للاسف الشديد لم يستطعيوا أن يصلوا لمنصب مديرعام اليونسكو بسبب عدم وضوح الرؤية والحالة الضبابية التي يعيشون فيها وعدم الاتفاق علي مرشح واحد.
ففي انتخابات 1999. رشحت مصر الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. ورشحت السعودية الأديب الدبلوماسي غازي القصيبي. اللذان فتتا الأصوات وكان الفوز حليفا للياباني كوشيرو ماتسورا. وكذلك الحال في انتخابات عام 2009. حيث رشحت مصر فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق. الذي إصطدم بالمرشح الجزائري محمد بيجاوي . مما أتاح الفرصة للبلغارية إيرينا بوكوفا . والتي وظفت الصراع العربي في فوزها للمرة الثانية في عام 2013 علي المرشحين العربيين. رشاد فارح الجيبوتي . واللبناني جوزيف مايلا.
فضلا عما شهدناه بالأمس القريب في المنافسة الحامية علي منصب رئيس الإتحاد العالمي لكرة القدم ¢الفيفا¢. والذي تجلي بصورة واضحة وفاضحة للعرب. بعد أن إستمرت المفاوضات وقتا طويلا. لإقناع أحد المرشحين العربيين الأردني الأمير علي بن الحسين . والبحريني سلمان آل خليفة. ان يتنازل أحدهما للأخر ولكن لم يستجيبا وفسحا المجال أمام السويسري جاني انفانتينو للفوز باللقب.
الوضع العربي أصبح علي المحك وهذا أول إختبار حقيقي للجامعة العربية في بدء إنعقاد دورتها العادية. للتأكيد علي ضرورة تضافر وتكاتف الجهود من أجل پالإتفاق علي مرشح واحد لخوض المنافسة علي منصب مدير عام اليونسكو. لأنناپإذا لم نتفق فسوف يكون الفشل حليفا ولانلوم إلا أنفسنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى