إقتصاد

قمة العرب 26 .. إلى مصالحة عربية شاملة.. أم دمار شامل؟!

استمع

Untitled-1311-960x400

شرم الشيخ – أشرف أبو عريف

بين الرفض والتأييد .. بين التحفظ والتحييد.. بين الصمت والحياد، جاءت القمة العربية السادسة والعشرين بمثابة نتيجة بركان غضب شخصى ومذهبى، حمل أحيانا العشق المباح وأحيانا أخرى العشق الممنوع. ففى الوقت الذى رفض فيه البعض تدخل قُوىَ عربية فى الشأن الداخلى، نراه اليوم يتدخل بشكل قاطع فى الشأن الداخلى للغير.. وهذا ما دفع الخبراء السياسيون لعنونة القمة بـــ “غَمِّة القِّمة” مفادها القضاء على كل ألوان المقاومة فى لبنان وفلسطين خصوصا لصالح الكيان الصهيونى الذى أضحى “الحمو الحميم”.. أما على الجانب الآخر، فيرنوا الحالمون بدوام شعار ” عودوا إلى مقاعدكم”.. أى شرق أوسط جديد بطعم ” المزاج والهوى والفسيخ والشرباط”!

على أية حال، انتصب المولد السنوى لبيت العرب، وفيه ربح الرابحون وخسر الخاسرون.. لكن تبقى حقيقة تؤكدها الأيام المقبلة وهى: من الرابح ومن الخاسر سواء، الشعوب أم الأنظمة أم المقاعد؟!

وفى ختام أعمال القمة العربية، عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ووزير الخارجية المصرى سامح شكرى مؤتمرا صحفيا مشتركا بقاعة المؤتمرات فى شرم الشيخ بعد انقضاء الجلسة الختامية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

* دمار شامل!

ودعا البيان الختامى لإنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول العربية اختياريًا لمواجهة التحديات التى تهدد أمن وسلامة أى من الدول الأعضاء بناءً على طلب من الدولة المعنية، إلا أن العراق وسلطنة عُمان رأو من الأجدر اتاحة الفرصة للحوار لتجنيب المنطقة ويلات دمار شامل.

* تنويه!

غير أن بعض وسائل الاعلام أولت تصريحات وزير الخارجية العراقى واعتبرت تصريحاته بمثابة دعم لإيران بدعمها للحوثيين والرئيس الأسبق على عبدالله صالح.. وهذا ما نفاه السيد/ إبراهيم الجعفرى جملة وتفصيلا.

* التعاون الخليجى!

ودعم البيان الختامى الإجراءات العسكرية التى يقوم بها التحالف، الذى تقوده السعودية ضمن عملية “عاصفة الحزم”، مطالبًا الحوثيين “بالانسحاب الفورى من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحهم للسلطات الشرعية”، مشددا على ضرورة الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بعقد مؤتمر فى السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجى.

* موازنة فلسطين!

ودعت القمة العربية لدعم موازنة فلسطين لمدة عام بدءأ من الأول من إبريل المقبل، ودعم قرارات المجلس المركزى الفلسطينى الداعية لإعادة النظر بالعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل، بما يجبرها على احترام الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية.

* لا للتدخل العسكرى فى الشأن الداخلى!

كما جاء فى البيان الرفض التام للعراق لأى تدخل عسكرى من أى دولة فى شئون أى دولة أخرى واعتماد الحوار سبيلًا للحل، وفى نفس السياق، يتفق لبنان مع العراق. فقد أكد الأخير على الإجماع العربى ويرفض أى خطوة لا تحظى بالإجماع أو التوافق العربى.

* شرعنة الحكومة الليبية!

ودعا البيان الختامى الدعم العسكرى والسياسى والمادى الكامل للحكومة الشرعية فى ليبيا، بما فى ذلك دعم الجيش الوطنى ورفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية باعتبارها الجهة الشرعية، وتحمل مسئولياته فى منع تدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية.

* قطر تتحفظ.. والجزائر تُسيِّس!

واشار البيان إلى تحفظ قطر على بند دعم الحكومة الليبية لضبط الحدود مع دول الجوار وشدد البيان، فيما فسرت الجزائر الفقرات المتعلقة برفع الحظر وتسليح الجيش الليبى على أنه يندرج ضمن السياق السياسى للحل.

* جنيف واحد!

وعلى صعيد مجلس الأمن، أكدت القمة ضرورة تحمل مجلس الأمن مسئولياته الكاملة إزاء التعامل مع مجريات الأزمة السورية لأجل إقرار خطة تضمن إنجاز الحل السياسى للأزمة السورية وفقًا لمؤتمر جنيف واحد.

* وداعا.. مجلس السلم والأمن!

أما التى أصابتنا بالألم والحسرة لرحيلها عن بيت العرب بعد خدمة خمس وعشرين عاما فى الشأن العربى، نظرا لتوليها مركز ” رئيس قطاع الأخبار” فى ماسبيرو.. السيدة المتألقة/ صفاء حجازى، بسؤالها لأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى ووزير الخارجية المصرى سامح شكرى: “أين مجلس السلم والأمن العربى المولود فى 2006 فى الخرطوم باتفاق عربى كامل من الاعراب؟”.. وبالطبع لم يكن غريبا أن تصيب “حجازى” الاعلامية الداهية كلا من العربى وشكرى بالارتباك، وبالتالى كان الجواب “مجلس السلم والأمن العربى. دقة قديمة“. وهذا ما فهمته أنا “وداعا .. مجلس السلم والأمن العربى”، وهنيئا لحدود الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى