ثقافة

احتفالا بالعيد الوطنى.. سفير كوريا الجنوبية للحضور: مرحبا بكم فى البيت الأبيض

استمع

أشرف أبو عريف

احتفالا بالعيد الوطني لسفارة كوريا الجنوبية.. القى سعادة السفير كيم يونج هيون الكلمة الافتتاحية والتى جاءت على النحو التالى:

بالفعل، إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم بمنزلي والذي يدعوه العديد من المصريين بالـ”البيت الأبيض في المعادي”. شكرًا لكم جميعًا لتشريفكم حفل العيد الوطني لهذا العام بحضوركم.
نحن الكوريين ندعوهذا اليوم بالـ”جيه تشون جول ” والذي يعني “احتفال اليوم الذي فتحت فيه أبواب السماء”. تم تأسيس الدولة الكورية الأولى في هذا اليوم قبل حوالي 4,356 سنة. لذلك، اليوم نحتفل بالذكرى الـ 4,356 لتأسيس وطننا. وهذا يمنحنا نحن الكوريين إحساسُا بالهوية الوطنية كشعب متميز ومصدر فخر كبير.
كما نحتفل اليوم أيضًا بيوم القوات المسلحة والذي يوافق الأول من أكتوبر. أرحب بجميع أفراد قواتنا المسلحة والضيوف الذين يرتدون الزي العسكري والذين شرفونا بحضورهم هنا معنا الليلة. شكرًا لكم على تفانيكم وخدمتكم !
وبالنسبة لي، تعد هذه الأمسية هي أول حفل عيد وطني أقوم باستضافته بالقاهرة. مرت أربعة أشهر منذ وصولي إلى هذا البلد الرائع؛ لذا دعوني أستغل هذه الفرصة لأعبرعن امتناني الشديد وشعوري بالتواضع والامتنان لكل ما حظيت عليه من ترحيب حار وصداقة وإرشاد ثمين من الحكومة والشعب المصري والجالية الكورية بمصر وزملائي السفراء.
السيدات والسادة،
كما تعلمون جميعا، فقد نهضت كوريا من تحت أنقاض الحرب الكورية قبل 70 عاما، لتصبح قوة اقتصادية وديمقراطية رائدة ومحددة للاتجاه الثقافي. أصبحت كوريا الآن في المركز الثاني عشر بين أكبر الاقتصادات والمرتبة السابعة تجاريًا في العالم، وتعد إحدى الدول الأكثر ابتكارًا، وهي في مقدمة الدول في مجال التكنولوجيا المتطورة.
تعد كوريا واحدة من أكبر مصنعي السيارات، وبناء السفن، و منتجي الصلب، ومصنعي بطاريات السيارات الكهربائية على مستوى العالم. وتتجاوز حصة كوريا في السوق العالمية لأشباه الموصلات (شرائح الذاكرة) 70%. تبلغ الحصة السوقية العالمية للهواتف الذكية Samsung Galaxy أكثر من 20%، متجاوزة حصة Apple البالغة 17%. وفي هذا العام أصبحت كوريا الدولة السابعة في العالم التي تنجح في إطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار باستخدام صاروخ فضائي محلي الصنع. أكثر من أي شيء آخر، كوريا هي الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث للعالم التي تحولت من دولة متلقية للمساعدات الدولية إلى دولة مانحة للمساعدة الإنمائية الرسمية.
وفي هذه الرحلة الرائعة من التحول والإنجازات، ندين نحن الكوريين بالكثير لمساعدة المجتمع الدولي، فضلا عن مثابرة الشعب الكوري وعمله الجاد. الآن نود أن نرد الجميل للمجتمع الدولي.
ونود أن نتحمل المزيد من المسؤوليات والأدوار في المجتمع الدولي. ومع الرؤية والاستراتيجية الجديدتين لـ “الدولة المحورية العالمية”، والتي تسمى بإختصار GPS، ترغب حكومتنا في المساهمة بشكل أكبر في الحرية والسلام والرخاء في العالم، على أساس القيم المشتركة والتضامن.
ومؤخرا، في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد رئيسي مجددا إرادتنا القوية لزيادة جهودنا في هذا الصدد. وفي التغلب على التحديات العالمية مثل فجوة التنمية، والفجوة المناخية، والفجوة الرقمية، فإن كوريا على استعداد للعب أدوار أكبر ومشاركة ما حققته.
وكجزء من هذه المساعي، ترغب كوريا في استضافة معرض بوسان العالمي لعام 2030. بوسان، البوابة التي تربط قارة أوراسيا والمحيط الهادئ، ومركز الخدمات اللوجستية في المناطق الاقتصادية الكبرى، نحن واثقون أن بوسان لديها الكثير لتقدمه للسلام والازدهار العالميين. بوسان مستعدة!
وبالإضافة إلى ذلك ومن خلال مبادرة الدولة المحورية العالمية (GPS)، ترغب كوريا في التواصل بقوة مع هذه المنطقة. كما نخطط لاستضافة المؤتمر الافتتاحي لزعماء كوريا وأفريقيا في كوريا في يونيو من العام المقبل وذلك بحضور الـ54 قائد لدول القارة الإفريقية.
ولا شك أن مصر تبرز كواحدة من أهم شركاء كوريا في هذه المنطقة.
أصدقائي الأعزاء،
الليلة، السيدتان الجميلتان داليا فريد وهنا لي غنيا النشيد الوطني الكوري والمصري بشكل جميل، لمس قلوبنا.
علمت أن كلمات النشيد الوطني المصري “بلادي، بلادي، بلادي” مقتبسة من الخطاب الشهير للزعيم القومي الأسطوري مصطفى كامل.
قال “لو لم أكن مصريًا، لوددت أن أكون مصريًا”
بكل تواضع، هل لي أن أقول “أنا مصري. كلنا مصريون!”
خلال الأشهر 4 الماضية، جئت لأتعلم مدى حب الشعب المصري لبلده، ومدى فخره بتاريخه وثقافته. مصر، مهد الحضارة الإنسانية، أسرت العالم بتراثها الثقافي الرائع منذ آلاف السنين، وستظل مصدر إلهام للعالم.
في الواقع، مصر هي أم الدنيا.
خلال الأشهر الأربعة الماضية، كان لي شرف زيارة العديد من الأماكن، وحضور العديد من الأحداث، والتقيت بالعديد من الأشخاص من كافة المجالات. قابلت مواطنين عاديين في مترو القاهرة، في الشوارع، في الأسواق أيضًا. ومن خلال كل هذه اللقاءات، لقد اكتسبت تقديرًا متجددًا لقيمة وعمق التعاون بين مصر وكوريا.
منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكوريا في عام 2016، والتي نشطت الشراكة التعاونية الشاملة، تم تطوير العلاقات الكورية المصرية بشكل هائل ومستمر.
ومصر من أكبر شركائنا في التصدير في القارة الأفريقية. ارتفع حجم التجارة ثنائي الاتجاه إلى 3.2 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. وسعيًا إلى تحقيق إمكانات تجارية هائلة، ستبدأ قريبا دراسة مشتركة للخبراء لمناقشة الأفكار الملموسة لإنشاء نظام تجاري ثنائي مفيد للطرفين.
مصر هي أيضًا واحدة من الوجهات الاستثمارية المهمة لكوريا في إفريقيا، وقد وصل الاستثمار الكوري في مصر الآن إلى 800 مليون دولار أمريكي مع 34 شركة كبرى تعمل في مصر، يصنعون الآلاف من فرص العمل القيمة للمصريين.
تعد سامسونج للإلكترونيات وإل جي للإلكترونيات أمثلة ساطعة. يتم تصدير منتجاتهم «المصنوعة في مصر» إلى عشرات الدول، مما يساعد على تحقيق تطلع مصر إلى أن تصبح محركًا اقتصاديًا في هذه المنطقة، مدعومًا بقواعد التصنيع والتصدير.
تشارك شركات كورية مثل KHNP (كوريا للطاقة المائية والنووية) و دوسان إينربيليتي في بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة.
ستقوم شركة هيونداي روتيم، التي تزود مترو القاهرة بقطارات عالية الجودة منذ عام 2012، و ستقوم بتوفير 40 قطار مترو إضافي. الجميل في هذا التعاون هو أن القطارات سيتم تصنيعها هنا في مصر بأيدي عمالة مصرية بالشراكة مع شركة مصرية. ويتم بناء المصنع في المنطقة الاقتصادية بشرق بورسعيد، التي زرتها بالشهر الماضي.
بلدينا يتعاونان في التحول الأخضر أيضًا. نحن نعمل على «مشروع القناة الخضراء» لقناة السويس حيث سيتم استبدال قوارب السحب التي تعمل بالديزل في قناة السويس بقوارب وعبارات سحب الغاز الطبيعي المسال الصديقة للبيئة.
تعمل الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) على تعزيز أنشطتها بما يتماشى مع تعيين الحكومة الكورية لمصر كشريك تعاون ذي أولوية في عام 2021.
نفذت KOICA، التي تأسست في عام 1991، العديد من المشاريع بنجاح في مصر. استفاد أكثر من 1800 مصري من برامج KOICA لتنمية الموارد البشرية المختلفة قصيرة وطويلة الأجل في كوريا إلى جانب برامج المنح الدراسية العامة والخاصة الأخرى.
وفي مجال التعليم، ولا سيما في مجال التكنولوجيا، تعد الجامعة التكنولوجية الكورية – المصرية في بني سويف مثالًا جيدًا على ذلك. تعد رمزَا للتعاون الممتاز في مجال التدريب التقني للتعليم العالي والتعاون بين الجامعات والصناعة. وبسبب التنفيذ الناجح للمرحلة الأولى من المشروع من عام 2016 إلى 2022، ستساهم كويكا بمبلغ إضافي قدره 8 ملايين دولار أمريكي لجامعة بني سويف التكنولوجية للمرحلة الثانية من المشروع على مدى السنوات الست المقبلة.
أعلن الرئيس السيسي الأسبوع الماضي عن خطة الحكومة لزيادة عدد هذا النوع الجديد المبتكر من الجامعات التكنولوجية إلى 17 بالإضافة إلى الجامعات 10 الحالية.
سيداتي وسادتي،
وأخيرًا وليس آخراً، أعتقد أن التواصل بين شعبينا وتبادل الثقافات هو عامل بالغ الأهمية لمستقبل العلاقات بين كوريا ومصر.
لاحظت بسرور كبير أن هناك تقاربًا حقيقيًا بين بلدينا يتجاوز المسافات الجغرافية والتراث الثقافي المختلف.
أصبح العديد من الشباب المصريين يحبون الكي-بوب، والدراما الكورية، والأفلام الكورية، والطعام الكوري. يبدو أنهم يحبون كل ما يبدأ بحرف الـ”K”. أدى الانتشار الكبير للموجة الكورية في زيادة الاهتمام بدراسة اللغة الكورية. أنا ممتن جدًا للمصريين على حبهم لكوريا.
وفي نفس الوقت يزداد انجذاب المزيد والمزيد من الكوريين أيضًا إلى مدى عمق الثقافة المصرية وجمال طبيعتها. ويتعافى عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعشرات الآلاف. ومع ذلك، يظل هذا العدد دون الإمكانيات التي يمكن الوصول إليها؛ خاصةً وأن 30 مليون كوري من أصل 55 مليون نسمة يسافرون إلى الخارج سنوياً. أتمنى من كل قلبي أن يحصل زملائي الكوريين على المزيد من الفرص لرؤية التراث الثقافي والتاريخي الرائع لمصر وأريدهم أن يقابلوا المصريين الودودين ومشاركة ما يتميز به كل شعب مع بعضهم البعض.
اليوم يسعدني كثيرًا وجود العديد من الإخوة الكوريين هنا معنا الذين يحبون مصر حتى قبل ذلك وأكثر مني. واسمحوا لي أن أشكر الجالية الكورية في مصر ليس فقط على تقديم مساهمات لا تقدر بثمن في تعميق العلاقات الودية بين بلدينا، ولكن أيضًا على لعب دور لا غنى عنه في تعزيز التعاون الاقتصادي والتفاهم الثقافي بين القاهرة وسيول، الإسكندرية وإنتشون؛ الأقصر وكيونج جو؛ وشرم الشيخ وجيجو ؛ وأسوان وغوانغجو. وهذه مدن شقيقة بين بلدينا.
وأتمنى أن تظل الجالية الكورية أساسًا ملهمًا للعلاقات الوثيقة والمتقاربة، والروابط المتينة وجسر الصداقة بين الشعبين.
أصدقائي الأعزاء،
الليلة، اجتمعنا هنا للاحتفال بعيد ميلاد كوريا والتأمل في الرحلة الرائعة التي قمنا بها.
وعلى مدى السنوات الـ 28 الماضية من علاقاتنا الدبلوماسية، حققنا تعاونًا كبيرًا على الصعيدين الحكومي والخاص. لقد تم تعزيز وتعميق الروابط بين شعبينا بشكل مستمر. ونحن نفخر كثيرا بإنجازاتنا. كما أننا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل كبير. إنني أتطلع إلى حدث مهم آخر في المستقبل حيث سنحتفل بالذكرى الثلاثين لعلاقاتنا الدبلوماسية في 2025.
أود أن أختتم كلمتي بالقول إنني أشعر بأشد التواضع والالتزام بالعمل عن كثب مع الأصدقاء المصريين نحو هدفنا المشترك. كوريا، شريككم الموثوق به، ستواصل الوقوف إلى جانبكم وستبقى كوريا صديقكم الحقيقي. بالتأكيد، سنبذل كل جهد لاستكشاف طرقًا جديدة للتعاون في السنوات والعقود القادمة. دعونا نعمل معا.
أيضا، أشكركم جميعًا بصدق على حضوركم الكريم، وصداقتكم. آمل أن تستمتعوا جميعا بأمسية رائعة! شكرا على حسن انتباهكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى