رأىسلايدر

أيها الدبلوماسي العربي جاء دورك..

استمع

بقلم: سلامة عطالة

صديقي الدبلوماسي، لقد هزم الفلسطيني الذكاء الصناعي، وجاء دورك، في معركة الكل.

اتحدث مع رموز الدبلوماسية المصنفة ضمن دائرة الاعتدال، أو “المطبعين“.

يعايرك البعض او الأغلب بأنك “مطبع“، لكنني لست منهم، ولست معك، فأنا صحفي ألتقيك في دوائر صنع القرار الاوروبي، وشاء الله في ظروف مختلفة، أن يجمعنا الحديث ورأسك يغلي، فور انتهاء ساعات من اجتماعك بالمسؤولين الاوروبيين، وأنت تتحرر من ربطة العنق، ويتدفق الكلام من القلب، فتشتكي حال العرب، وتتحسر على أمة، تتقاذفها مؤامرات عالمية ماكرة، سخيفة ولعوبة ومتلوية، ثم وما أن تقف امام الكاميرا، تتحول الى ميزان، يقيس كل كلمة بتردد، فتتحول لغتك الى خشب.

أيها الدبلوماسي العربي، علمتني المشاهدات، أن أشفق عليك احيانا، وأقدرك أحيانا، وانت تحاول قدر ما تستطيع، ان تدافع عن مكتسبات شعبك، وحقوق أمتك، أما الان فانت موضع اختبار جديد.

لقد تغير العالم، وصار الكل ضعيف، فلم تعد وحدك، ثم جاء الفتح الاستراتيجي الكبير، بعد خمسين عام من آخر نصر عربي، فتفوق المقاوم المحاصر، على مصنع الذكاء المخابراتي، وأخرج الجندي من عنق الدبابة مذهولا.

دورك الان ان توقف الحرب في اللحظة المناسبة كما فعل السادات حينها، فتحفظ هذا النصر، وتمنع المحرقة الكبرى في غزة.

لا لست اريدك ان تقول لهم، احترموا حياة المدنيين الفلسطينيين، بل أخفهم على حياة المدنيين الاسرائيليين، واذا تعجرفوا، فشد وترك، وحرضهم على ضرب غزة بقنبلة نووية، ثم تنهد، وابتسم بثقة القادر، وتساءل: ماذا ستفعلون مع أمة مليارية؟!

ذكرهم بأن عباقرتهم الراحلين، وصلوا الى نتيجة تلخيصها سؤال : ماذا يمكن أن نفعل مع شاب يريد ان يموت؟

ارفع صوتك، واسأل في وجههم، متى سوف ستتعلمون من التاريخ؟ متى سوف تفهموننا؟

حاول أن ترفق بغبائهم، ولا تخجل من سرد ما يعايروننا به، من أسر الاطفال والنساء والمسنين من داخل المستوطنات الاسرائيلية المحاذية لغزة، أو التنكيل بجثث الجنود الاسرائيليين، وأخبرهم بأن: ما من أحد أحب حدوث ذلك، وما من أحد استنكر ذلك، لأن سجل الاحتلال في قتل الاطفال، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، وتهجير الناس من موطنها، جعل العربي في هذا المكان من الشعور.

أنتم السبب، كررها عليهم مرات ومرات، ثم تساءل: وماذا بعد!!.

صديقي الدبلوماسي، لا تلتفت للشعبويين منا، الذين يريدون إفشالك وإفشالنا، فمهمة السياسي المقدسة، منع الحرب، وإن وقعت، فمهمته المقدسة، تقليل الخسائر، ومحاولة ايقافها، والذكي منكم، من يقطفها وقت نضجها.

مشكلة الفلسطينيين هي مع الاسرائيليين، ومشكلة الاسرائيليين أنهم متعجرفين، لكنهم الان في مواجهة عجزهم، ولعل ذلك، يدفعهم كي يعيشوا الواقعية، ويستوعبوا الدرس.

صديقي الدبلوماسي، تذكر جيدا جيدا، أن من صنع النصر في الميدان، لن يستطيع ترجمة ذلك انجازا سياسيا، فهي مهمتك أنت، انت وحدك، لتثبت لنا، بأن نهج الاعتدال، له دور مكمل.

ستلتقي مع الدبلوماسي الغربي الذي انشغل الايام الماضية في تأمين خروج مواطنيه من إسرائيل، وستلتقي مع الاسرائيلي، الذي لم يستفق من سكرة يوم الغفران، أما أنت، فعشت نصر اكتوبر مرتين، فكان لنا سادات، فاجعلهم اثنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى