رئيس التحريرسلايدرسياسة

‘الأتراك فى مصر’ لشاهد على العصر.. البروفيسور إكمل إحسان أوغلو

استمع

أشرف أبو عريف

كل الشكر والتقدير للسفارة التركية وفريق العمل بقيادة الدبلوماسى المخضرم السفير صالح موتلو شن لميلاد الفكرة وعودة عقارب الساعة للوراء للننعم بماض نستقى منه الحاضر ونستشرق به المستقبل. فبين صمت وإجلال، أبحرَ السياسى والدبلوماسى والعالم والكاتب العالمى البروفيسور الدكتور إكمل إحسان أوغلو بالحضور – ساسة..دبلوماسيين.. أكاديميين .. إعلاميين – من نيل مصر العظيم نقطة الإنطلاق إلى بحر الفسفور نقطة الوصول أو العكس ليحكى بعضاً من صفحات كتابه ” الأتراك في مصر” منذ 1516 وحتى 1914 حافلة بالسياسة والأدب والعلوم عبر روادها مصطفى كمال أتاتورك والأميرة قدرية حسين كامل ومحمد عاكف أرصوي.. وحتى الراوى نفسه إبن الأديب إحسان أوغلو ومدرس اللغة التركية فى جامعات مصر السيد/ إكمل إحسان أوغلو كأحد إفرازات هؤلاء ليقف شاهد على العصر.

ولتناغم النيل والبسفور معا رغم هذا عذبٌ وذاك مِلحٌ، إلا أنهما يجريان فى شريايين المصريين والأتراك بفعل التناوب وحُسن الإيقاع لتتجلى أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين حتى اليوم ومنذ الخليقة وليس كما يقال منذ الفتح العثماني فحسب لكنها بلغت أوج النماء طيلة حوالى أربعة قرون وحكاية إمبراطورية الأقاليم السبعة التى لم تغرب عنها الشمس يوماً.

فالكتاب، الذي نشره أ.د. إكمل الدين إحسان أوغلو عام 2006 تحت عنوان الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي، من ثلاثة أقسام رئيسية: الأتراك في مصر وثقافتهم، ونشر الكتب التركية في مصر، وببليوغرافيا الثقافة التركية المطبوعة في مصر.

ولد البروفيسور في مصر وعاش في مصر حتى أنهى تعليمه الجامعي. بدأ إحسان أوغلو عمله الأول في أوائل الستينيات وتمكن من إكمال كتابه نتيجة لأبحاثه في بلدان مختلفة على مدى 40 عامًا.

يجذب كتاب إحسان أوغلو الانتباه من خلال توفير مصدر مباشر للذين يجرون أبحاثًا حول التاريخ التركي والأدب واللغة والموسيقى والكتب والطباعة والصحافة والخدمة العسكرية والثقافة والسياسة وتاريخ الترجمة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ومن المواضيع الملفتة في الجزء الأول من الكتاب، في المقام الأول قسم الشاعرات والكاتبات اللاتي نشأن في القصر ومحيطه. وهكذا فقد لفت انتباه مؤرخي الأدب والباحثين إلى الشاعرات والكاتبات اللاتي عشن في مصر، والذي يتم مناقشته بالتفصيل لأول مرة. أما الجزء الثاني فهو رسم الإطار التاريخي للمكانة التركية في مجال التعليم والخدمة العسكرية، وهو مفتاح محاولات محمد علي باشا الحداثية، وشرح بدايتها وتطورها ونهايتها، الكتب المدرسية التركية التي تدرس باللغة المصرية المدارس، التعليم التركي في السودان، الأدب العسكري التركي، المصري حركة الترجمة في تركيا، مكانة اللغة التركية وأهميتها في هذه الحركة، وتقييم الترجمات من اللغات الشرقية والغربية.

العنوان الثالث الهام هو التقييم العام للكتب التركية المطبوعة في مصر، أولاً، دار طباعة بولاق وطباعة الكتب التركية لدار طباعة بولاق في فترة محمد علي باشا وفي الفترة التي تلت السلطان الثاني مباشرة. ويتضمن الكتب التي صدرت في مصر في عهد عبد الحميد (1876-1909)، ومنشورات الأتراك الشباب وغيرهم من المعارضين السياسيين، ولمحة عامة عن الكتب التي صدرت في القرن العشرين.

يتناول الجزء الثاني من الكتاب الذي يحمل عنوان طباعة الكتب التركية في مصر الموضوع الذي يشكل نقطة الانطلاق لهذا الكتاب، أي دار طباعة بولاق (التي أنشئت بأمر من محمد علي باشا)، والتي يمكن مشاهدتها باعتبارها حجر الزاوية الثاني في تاريخ الطباعة التركية غير المكتوب بعد بعد دار طباعة موتيفريكا (1729. 1822) وطباعة الكتب التركية التي بدأت معها.

إن إدراج العناوين في مصادر إحسان أوغلو يوفر أريحية كبيرة للباحثين. تم في هذه الدراسة إنتاج دراسة ببليوغرافية شبه كاملة من خلال مراجعة ومقارنة فهارس المكتبة والببليوغرافيات المتعلقة بالكتب، فضلا عن الاطلاع على غالبية الكتب.

تم إجراء مثل هذه الدراسة بدقة من قبل البروفيسور. لقد مهدت الطريق لتقييمات إحسان أوغلو في الفصلين الأولين من كتابه لتكون دقيقة وكاملة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى