ثقافةسلايدر

“شيماء التيكتوكر” قصة حقيقية لـ دراما مصرية تعالج الإتجار بالبشر

استمع

بقلم: أحمد مصطفى

لم يكن الإنتاج الدرامي لهذا المسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) كبيرا أو تاريخيا، أو عمل يضم أبطال الصف الأول من ممثلات وممثلي مصر، كما نرى في باقي الدراما المصرية، خصوصا في شهر رمضان، بسبب التنافس على نسب المشاهدة العالية. هو عمل بدأ عرضه بليلة واحدة قبل بداية شهر رمضان الكريم، على شاشة إم بي سي الفضائية.

جذب المسلسل الملايين من المشاهدين في مصر والعالم العربي فهو اسم على مسمى (أعلى نسبة مشاهدة)، بالرغم من ميعاد عرضه المتأخر 3:30 ص وبساطة انتاجه، وعليه أدخلوا قبله مباشرة برنامج الإعلامي عمرو (بيج تايم) ليحصل أيضا على نسب مشاهدة عالية.

أثار المسلسل جدلا وتعاطفا كبيرا مع بطلاته وأبطاله وقت عرضه، وعلى المنصات التي عرض عليها ومنها “شاهد”، للبساطة والواقعية الشديدة في تنفيذ مشروع المنتج المؤلفة والمخرجة، ربما العمل يطلق عليه (عمل نسوي) لأنه تكلم أو يدخل ضمن أدب المرأة، فحتى لو طبع هذا السيناريو في شكل قصة أو كتاب للقراءة، سيحصد نسب مبيعات كبيرة.

وعليه تعالوا نتعرف سويا وبنظرة تحليلية على هذا العمل الرائع، وأهم القضايا التي يناقشها بشكل غير مباشر، وبعيدا عن الصدام السياسي من خلال العناصر أدناه.

أبطال العمل

ويتكون فريق التمثيل بـ مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» من مجموعة من النجوم وهم: سلمى أبوضيف (شيماء)، ليلى أحمد زاهر، أحمد فهيم، إسلام إبراهيم، محمد محمود، والعمل من تأليف/ سمر طاهر، وإخراج/ ياسمين أحمد كامل، وإنتاج: عبد الله أبو الفتوح.

ولكن خالص تحياتنا للفنانة التي أثرت فينا، وابكتنا بعفويتها الشديدة، سلمى أبو ضيف / شيماء، خريجة الإعلام وعارضة الأزياء السابقة، والتي بدأت مسيرتها الفنية منذ سبع سنوات، وأصبحت نجمة مهمة في الدراما والسينما. حيث عرض لها فيلم سينمائي هام قبل رمضان عن قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس “انف وثلاث عيون” وكانت ضمن بطلات الفيلم، وقدمت شخصية قدمتها الفنانة الكبيرة (ميرفت أمين) “رحاب” في نسخة الفيلم الأولى عام 1972، وهي شخصية مفترض انها جريئة ومنطلقة عكس شخصية (شيماء) في المسلسل تماما، وهذا يضعنا أمام مشروع ممثلة كبيرة حقا تتشكل مثل الماء في أي إناء/دور توضع فيه.

موضوع الدراما الأساسي

الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا عن قضية فتيات تيك توك في 2022. وكيف تم اصطياد هذه الفتيات الصغيرات عديمات الخبرة والمعرفة، والراغبات في تحسين مستوى حياتهن الاجتماعية، في بعض شبكات التعارف الإلكتروني بشكل غير قانوني. واستغلالهن جنسيا من خلال نشر مقاطع فاضحة لهن، أو رقص مثير، أو ما شابه مقابل أموال تدفع بالعملات المحلية والأجنبية.

وهذا ما استطاعت هذه الفتاة (سلمى أبو ضيف أو شيماء) تجسيده لنا ببساطة وعفوية شديدة. لدرجة أننا تعاطفنا جميعا معها وكنا ضد الحكم عليها بالحبس، لإحساسنا أنها كانت مهمشة، ومظلومة، وقليلة الحظ، ويساء فهمها طوال الوقت. واستطاعت في المشهد النهائي أن توجعنا معنويا، عندما طلب منه القاضي أن تضيف أي إفادة من جانبها، فقالت: “يا باشا أنا لم أكن أعرف أنني سأشتهر يوما ما من خلال تيك توك (أقسم بالله – تلك القسم الذي يستخدمه غالبية الشباب)، فكان غاية حلمي فقط أن أساعد أهلي لأنهم أناس مساكين – وأن نقوم بدهان جدران البيت”. فهذا الكلام في باطنه ايضا إتهام لكافة الشركاء الاجتماعيين بالتقصير. لغياب العدالة والإنصاف الاجتماعي للطبقات الفقيرة، وحتى المتوسطة، التي باتت تتآكل مع استشراء آليات السوق الحر والليبرالية الاقتصادية الشديدة في المجتمع المصري.

من جانب آخر إذا نتذكر فيلم وقصة كاتبنا الكبير العالمي، الحاصل على نوبل في الآداب، أ/ نجيب محفوظ “بداية ونهاية”، وبطلتها الأساسية “نفيسة” التي جسدتها باقتدار في خمسينيات القرن الماضي إحدى كبريات الفنانات المصريات، “السيدة/ سناء جميل” – تلك الفتاة المنكسرة في ذلك الوقت، بحكم الوقت والفقر وغياب التعليم والمعرفة، التي خدعت في الشخص الذي أحبته، وتركها بعد أنا نال منها، وتركها ليتزوج بأخرى.

الأمر الذي دفعها للتعرف على رجال آخرين أسوأ من هذا الشخص المخادع الذي احبته، بدافع ربما الحب والزواج. إلا انهم استغلوها جنسيا، بمقابل مادي بخس، هذا الثمن الذي كانت تساعد به أسرتها الفقيرة وإخوتها. ومنهم من كانت تنفق عليه هذه الأموال، والذي التحق بمدرسة الشرطة وقتها (جسده الفنان العالمي/ عمر الشريف).

وعندما تخرج من مدرسة الشرطة وأصبح ضابط شرطة، تم القبض على أخته “نفيسة” في أحد البيوت المشبوهة، فكان أول من جلدها، وطلب منها الانتحار، بأن ترمي نفسها في النيل، للتخلص من العار. ونسي أنها هي من كانت للأسف شمعة تحترق من أجله طوال سنوات دراسته، فتعامل معها بمنتهى الخسة.

فـ قصة “شيماء/ الفنانة الصاعدة: سلمى أبو ضيف”؛ هذا الوجه المصري والعربي البسيط والبريء والذي تعاطفنا معه، في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” موضوع المقال، والذي تم إنتاجه في (16) حلقة فقط؛ تشبه تماما قصة “نفيسة/ السيدة: سناء جميل” في فيلم “بداية ونهاية”، ولكن بمفهوم عصري وآني يتفق و2024.

وقد دخلت فيها تعقيدات وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف، التي يوميا تتطور بشكل متسارع. وخصوصا مع سطوع نجم “الذكاء الصناعي” والذي يسير بوتيرة كبيرة جدا، ولا يمكن ملاحقتها.

وهذا سيضع كلا من “سلمي أبو ضيف، وليلى أحمد زاهر” بطلتا المسلسل، مسئولية كبيرة جدا، لأنهما تخطيا الكثيرات من نجمات الصف الأول في العالم العربي من خلال هذه العمل الرائع، السهل الممتنع، في اختياراتهما المقبلة. لأنه دائما الاستمرار على القمة أو في المقدمة شيء صعب جدا لسببين، السيناريوهات الجيدة مثل هذا المسلسل، والانتاج المناسب.

المسلسل تجنب الأزمة الدائمة في سباق الدراما العربية الرمضاني

وفي حوار للمخرجة المصرية المتميزة السيدة/ كاملة أبو ذكري، على أحد البرامج التي بثت مؤخرا على أحد الفضائيات المصرية، عندما سئلت عن سباق مسلسلات رمضان، وهل ستشارك هي فيه؟ فأجابت ساخرة: “أنه دائما ما يكون لدينا كـ مخرجين عقبتين مهمتين، الإنتاج وكأن المنتج ينسى أنه يوجد 11 شهر ما قبل شهر رمضان للتحضير الجيد للعمل، والتعاقد مع الفنانين المناسبين للأدوار، وكذلك مع المؤلف المناسب. وكذلك الكتابة/السيناريوهات الجيدة، لأنه أحيانا تصلنا الحلقات المكتوبة متأخرة وداخل شهر رمضان نفسه، ونقوم بتنفيذها دون التخطيط المناسب. لذلك قد نستمر في التصوير لحوالي 72 ساعة متصلة لنصل لرؤية مقبولة يمكن أن يقبلها المشاهد. وهذا عمل مرهق لنا كـ مخرجين. وعليه عندما يجد المشاهدين بعض التنفيذ للمشاهد المصورة غير جيد أو غير منطقي من جانبنا، فيكون لهذه الأسباب عاليه. وعليه هذه السنة فـ أنا خارج السباق الرمضاني على الدراما التلفزيونية”.

إلا أن عمل مثل “أعلى نسبة مشاهدة” موضوع المقال، كان تقريبا شبه مكتمل العناصر قبل شهر رمضان، وربما كان مخصصا للعرض على أحد المنصات على ما نعتقد، ولا يتطلب إنتاج كبير لأنه اعتمد على نجوم ليسوا من نجوم الصف الأول، ولكن ما قدموه تفوقوا به على نجوم الصف الأول. ولأن غالبية الأبطال في المرحلة السنية الشابة وتحدثوا بطريقة حكيهم وحوارتهم ومصطلحاتهم، مع الحفاظ على هذا الخيط الرفيع من عدم استخدام ألفاظ جارحة. وكان هنا توفيقا كبيرا للمؤلفة صاحبة الرواية.

قصة المسلسل تعالج قضية الاتجار بالبشر

في 2021 طرحت (د/ نهال فهمي – باحثة وأكاديمية وسوسيولج مصرية) كتابها “الإتجار بالبشر في المنطقة العربية”، وتناول الكتاب كيف يتم اصطياد الفرائس سواء من الفتيات او الفتيان لهذه الشبكات، والتي تدار من قبل كيانات وشبكات عالمية نافذة اقتصاديا وسياسيا على مستوى العالم؛ حيث مثل هذه الفئة من رجل الأعمال/ التي مثلها (زوج شيماء في المسلسل) الذي استغلها واستغل نسب متابعة صفحتها على تيك توك بالملايين؛ وتدخل حسابات هذه الشبكات في شبكة معقدة تدار من محترفين موازية للنظام البنكي المتعارف عليه، أو باستخدام عملات مشفرة وما شابه. بحيث لا يمكن أو يصعب الكشف عن مساراتها، وتدخل ضمن إحدى أساسيات اقتصاد الظل مع تجارة “السلاح، والمخدرات، والإرهاب، والمرتزقة”.

ووقتها أكدت د/ نهال فهمي أن المنطقة العربية والإسلامية لا زالت أفضل مناطق العالم تعرضا لهذه الظاهرة. ولكن هذا لا ينفي عنا المسئولية الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية الكبيرة لحماية شبابنا من هذه الظاهرة في منطقتنا. وذلك لأنه مع الفقر والبطالة وغياب التمكين الاقتصادي والاجتماعي والتهميش وانخفاض مستوى الوعي لفئات كبيرة في مجتمعاتنا كـ مصر، على سبيل المثال، والتي تتمتع بقوة سكانية هائلة، مقارنة بباقي الدول العربية، يمكن أن تزداد نسب تعرض شبابنا وفتياتنا لهذه الظواهر الغير شرعية.

وفي تقرير استقصائي نشرته صحيفة فوربس الاقتصادية الامريكية في فبراير 2020 عن “حجم تجارة الاتجار بالبشر في العالم”، يتضح لنا أن الرقم ضخم للغاية. حيث وصل وقتها الى (150 مليار دولار امريكي). قسمت ما بين (أولا) الاستغلال الجنسي، (ثانيا) العمل القسري تحت التهديد، أو من خلال السلطات، أو السجون، أو في مستعمرات، أو ما شابه، كما يحدث مع إخواننا في فلسطين وحتى وقتنا هذا من قبل سلطات الكيان الصهيوني.

قضية أخرى أبرزها المسلسل مثل استخدام الهاتف الذكي واحترام الخصوصية والحريات الشخصية

حيث كنا نتابع مداخلات المحامية المصرية والناشطة النسوية والبرلمانية (استاذة/ نهاد أبو القمصان) فيما يخص الفيديو الخاص بـ رقص صديقة مجاملة لـ صديقتها في حفل زفاف الأخيرة، المشكلة لم تكن هنا. بل أن أحد الحضور في هذا العرس قام بتصوير هذه الفتاة وهي ترقص، وانتهك الحرية الشخصية لها، وقام أحد الحضور بنشره دون إذن هذه الفتاة على تيك توك ووسائل تواصل اجتماعية أخرى، لزيادة نسبة المشاهدات على صفحته أو صفحتها.

وعلقت أستاذة/ أبو القمصان: أن هذا عمل مجرم قانونا، وفيه انتهاك للحريات الخاصة للأفراد، لأن القيام بنشر فيديوهات عن أشخاص أو أفراد، ومن دون إذن مسبق منهم، عمل مجرم قانونا، حتى ولو كان الغرض غير مجرم قانونا. وللأسف هذا ما يقوم به الكثيرون هذه الأيام، وتاخذنا شهوة التصوير عن إنقاذ شخص في مشكلة ما أمامنا، لزيادة نسبة المشاهدة وركوب أعلى ترند.

الشيء الآخر الأكثر أهمية، أصبح الهاتف الذكي، ذو إمكانيات تصوير ومونتاج عالية، بمثابة أداة تهديد للأخرين. فكثيرا ما يتم تصوير أشخاص سواء شخصيات عامة، أو غيرهم من الأشخاص العاديين، في أوضاع غير لائقة، أو على الشاطئ بملابس البحر، إما لتهديدهم، أو الضغط عليهم أو ابتذاذهم – حيث تذكرنا هذه الواقعة بـ “صحفيي البابارتسي” وتسببهم في مصرع “الأميرة/ ديانا” أميرة ويلز في أغسطس 1997، بسبب وجودها مع (دودي الفايد) في سيارته بباريس، وذلك لتحقيق نسب متابعة ومبيعات صحف أعلى.

وهذا ما أبرزه المسلسل بشكل غير مباشر من تواجد “شيماء” في أحد الأعراس، وقيامها بالرقص مع فتيات أخريات، وعليه قامت منافسة لها تحقد عليها كـ تيك توكر، بتصويرها وكانها ترقص بشكل منفرد. وكأنها هي الوحيدة التي ترقص دون البنات الأخريات، مما أضر بسمعتها.

أيضا كانت مشكلة شيماء، مع عدم تفهم أهلها لهذه التطبيقات، ونسب المشاهدة، وكيف أن هذه النسب تدر عليها المال والمعلنين والعارضين، فكانت مضطرة للكذب على أهلها، لإحساسها أنها تقوم بشيء لا يتناسب مع الثقافة الأسرية المحيطة البسيطة والمحافظة.

فكانت (شيماء) دائما ما تجلد ذاتها، وتتحمل الإذلال والتهديدات والابتزاز من زوج اختها الكبرى (إسلام)، واختها الصغرى (ليلي احمد زاهر)، الأخيرة التي شعرت بالغيرة القاتلة منها، بسبب انها اشتهرت أكثر منها بكثير على تيك توك لعفويتها. وأنها أيضا أخذت منها الشخص الذي كانت تحبه، مما جعل الأخت الصغرى دائما ما تشوه سمعة اختها (شيماء) بالكذب لدى أسرتها خصوصا الأب والأم.

المعرفة ورفع الوعي يحدان من تفشي ظاهرة الإتجار بالبشر

هذا المسلسل يجعلنا نترحم على الزعيم المصري/ جمال عبد الناصر، وعندما ذكر في أحد خطاباته أنه يدعم تعليم المرأة، لكي تتسلح بالعلم والمعرفة في يدها، وتتمكن من العمل حتى تعول نفسها. وحتى لا تضل الطريق السليم، وكان تعبيره في منتهى الرقي في وجه دعوات الانغلاق وعودة المراة للمنزل بشكل تام، وكان يدعم عمل المرأة واستقلال ذمتها المالية، لكي يكون لها دور اجتماعي أكبر من دور الأم فقط.

يعد عرض المسلسل في حد ذاته كدراما مصرية صرفة، وأحد أدوات القوة الناعمة الكبيرة التي تتمتع بها مصر في العالم العربي والإسلامي، إنذارا كبيرا يوجه للأباء والشركاء في المجتمع على سبيل المثال المدارس والجامعات والمجتمع المدني والإعلام والحكومة، للحث على محاولة إستيعاب الأبناء، والإصغاء لهم ومشاكلهم الآنية، وتغليب مبدأ المصارحة بين الآباء والأبناء.

مع محاولة عدم قهر الآباء للأبناء، والإصغاء لهم، ومحاولة متابعة التغيرات التي تحدث داخليا وخارجيا، وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف. لأن العولمة الرقمية أصبحت شديدة الشراسة، وهي أحد أدوات بعض الأجندات (الغربية) التي تحاول من خلالها تغيير مفاهيم عن الأسرة الطبيعية.

وكذلك تشويه الأدوار الاجتماعية الأساسية الفطرية التي خلق الله عليها الناس، وخصوصا في منطقتنا العربية والإسلامية، تحت مفاهيم الحريات الشخصية، والفردانية، وحقوق الإنسان، تلك المفاهيم التي تبدو براقة، ولكنها ستدمر الغرب في المستقبل القريب. لأنها خروج عن الطبيعة الكونية، لأنه لا يوجد ما يسمى “حرية مطلقة”، وكأننا نعيش في جزر منعزلة داخل المجتمع.

حتمية إنشاء مناهج تعريفية تدرس منذ المراحل الأساسية في منطقتنا تناقش هذه القضايا مثل الرقمنة، وما هو السن المناسب لاستخدام الهواتف الذكية متعددة المهام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتشارك في وضع المناهج شركات الاتصالات والتطبيقات العالمية، وعلى العكس ربما محاولة استخدام الهاتف في السن الأصغر في المسابقات التي ترفع نسب الذكاء والمهارات في علوم مثل الرياضيات والهندسة والفيزياء.

حيث لفت نظرنا مع أزمة الطاقة العالمية، وبالتالي أزمة انقطاع الكهرباء، فيديوهات على تيك توك فيزيائية، تعلم الناس بأبسط الطرق، كيفية الحصول على وسائل إضاءة مستدامة الطاقة من مواد مهملة موجودة في بيوتنا. 

هناك دور مهم على عاتق الحكومات، والأكاديميات، ومراكز الفكر، ورجال الأعمال يتمثل في حس هذه المنصات الكبيرة أمثال “تيك توك، وميتا، وجوجل/يوتيوب” على إنشاء شراكات أكاديمية كـ أكاديميات محلية في مجال إعلام المستقبل، والتطبيقات المفيدة، وأخلاقيات الإعلام التي تيسر حياة البشر. وكذلك محاولة عقد مشاريع إعلامية وعلمية مشتركة. وكذلك مسابقات تخدم مجتمعاتنا في العالم العربي والإسلامي في الجنوب، وترفع جودة الإعلام لدينا بما يوازي نظرائه في الدول المتقدمة إعلاميا شرقا وغربا.

وفي النهاية، الدراما شيء شيق وسلاح يمكن من خلاله تسليط الضوء على ظواهر اجتماعية سلبية يمكن علاجها، وأنه لا زالت الدراما المصرية الأقوى في العالم العربي إذا احسن اختيار الموضوع، وكتب بشكل مدروس وواقعي. ومع ترجمة وتسويق هذه الأعمال المميزة مثل هذا المسلسل إلى عدة لغات (الإنجليزية – التركية – الفارسية – الروسية) يمكن تسويقها لدول عدة ويكون لها مردود اقتصادي كبير بالعملات الصعبة نحتاجه في دعم الفن المصري بشكل عام وانتاج أعمال أخرى أقوى وأكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى