سلايدرسياسة

بن علوى: دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.. موقفنا ثابت لا يتزعزع قيد أُنملة

استمع

مهند أبو عريف

كشف اللقاء الذي جمع يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية العُماني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي العاشر في البحر الميت بالأردن، ثبات الموقف العُماني الداعم للفلسطينيين في تطلعاتهم لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

إذ تأتي القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، في مقدمة ثوابت السياسة العُمانية، وأكد السلطان قابوس دوماً على وقوف سلطنة عُمان الدائم والحازم مع القضايا العادلة وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني الذي يعمل من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة إيمانا بحق الشعب الفلسطيني في العيش في أمن وسلام في اطار دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقال السلطان قابوس بن سعيد: “موقفنا لن يتغير من القضية . ان الشعب الفلسطيني يجب أن يسترد حقوقه وفي مقدمتها حق تقرير مصيره على أرضه ، ونحن مع كل بادره تحقق هذا بالطرق السلمية”.

وفي الوقت الذي عملت فيه عُمان بكل السبل الممكنة من أجل دعم وتأييد جهود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، فإن الدعم العُماني لم يقتصر في الواقع على تأييد الموقف والحقوق الفلسطينية عبر المؤسسات العربية والإقليمية والدولية ولكنه امتد كذلك الى مؤازرة الجهود الفلسطينية والعمل على التخفيف مما يواجهه من محن وأزمات بأشكال مختلفة.

وثمة أشكال ومجالات للتعاون بين سلطنة عُمان والمؤسسات الفلسطينية وعلى مستويات مختلفة وعلى نحو يشمل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن التأييد العماني لكل جهد عربي أو دولي يمكن أن يسهم في التهيئة لاستعادة المناخ الضروري والملائم لاستئناف جهود السلام والتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل الى الحل العادل والشامل، خاصة وأن الشعب الفلسطيني تحمل ولايزال يتحمل الكثير من المعاناة والتضحيات من أجل نيل حقوقه المشروعة والتي أقرتها واعترفت بها كل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع الدولي.

وسلكت سلطنة عُمان كل السبل لدعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولي ومن الأمثلة على ذلك: التأكيد العُماني على أهمية وضرورة العمل من أجل استئناف الجهود الخاصة بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، خاصة وأن الفشل في تحقيق ذلك لأي سبب من الأسباب من شأنه تعزيز فرص العنف وزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية التي تواجه في السنوات الأخيرة تحديات ومخاطر عديدة.

وأعربت سلطنة عُمان عن أسفها الشديد لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول القدس ونقل سفارة بلاده إلي المدينة المقدسة، مؤكدة أن القرار لا قيمة له، وأن هذه المسائل يجب أن تترك للأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للتفاوض عليها في إطار مفاوضات الحل النهائي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل دعت السلطنة المجتمع الدولي إلى ضرورة الالتزام بأحكام القانون الدولي وعدم اتخاذ أية قرارات أو إجراءات أو تدابير تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم (242) الذي يطالب بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 5 يونيو 1967 م .

ومن خلال الإدراك العُماني لأهمية القضية الفلسطينية وسط تجاذبات المجتمع الدولي، قالت عُمان في كلمتها أمام الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر 2018 أن “السلام من وجهة نظرنا يعتبر ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمنطقة الشرق الأوسط، وأن تعاون المجتمع الدولي لإيجاد بيئة مناسبة تساعد على إنهاء الصراع أصبح ضرورة استراتيجية ملحة ويعتقد أن الظروف القائمة حاليا رغم صعوبتها وتوقف الحوار باتت مواتية لإيجاد بيئة لنقاشات إيجابية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى تسوية شاملة على أساس حل الدولتين، حيث إن عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي إلى استمرار العنف”.

وقال يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في هذه الكلمة ” إننا في السلطنة على استعداد لبذل كل جهد ممكن لإعادة بيئة التفاؤل للتوصل إلى اتفاق شامل يضع في الاعتبار مستقبل التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط لاسيما بين الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية، فتحقيق بيئة سلمية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يعد أساسا لإقامة السلام في المنطقة”.

كما دعت السلطنة دول العالم وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية التي لها دور أساسي في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق العالم، “إلى أن تنظر إلى مستقبل هذه القضية من منظور دعم توجهات السلام وتسهيل عمل المنظمات الدولية وعدم التضحية بالسلام”.

وخلال مشاركتها في القمة الإسلامية الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول والتي عُقدت في مايو 2018، أكدت سلطنة عُمان أنه سواء نقلت الإدارة الأمريكية سفارتها إلى القدس أو لم تنقلها ، تظل القدس أرض محتلة من قبل إسرائيل ، وأن الحل النهائي وفي المقدمة منه سيكون القدس وهو مكان مقدس للأديان الثلاثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى