سلايدر

ترامب “يتراجع في لحظة التنفيذ عن ضربات عسكرية وافق عليها ضد إيران”

استمع

بي بي سي بالعربيه – أفادت تقارير صحفية أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أقر تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية كرد على إسقاط الطائرة لكنه تراجع عن قراره فجر الجمعة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين رفيعين في البيت الأبيض قولهم أنه كان مخططا أن تشمل الضربات “بضعة” أهداف إيرانية.

وحملت إيران الإدارة الأمريكية المسؤولية عن “أي عمل استفزازي”، مؤكدة مجددا أن طائرة الاستطلاع الأمريكية التي أسقطتها صباح الخميس اخترفت المجال الجوي الإيراني.

وعرض التليفزيون الإيراني صورا لما قال إنها أجزاء من الطائرة. وقالت وسائل إعلام إيرانية “وُضعت تحت تصرف القوات المسلحة الإيرانية”.

وأشارت إلى أن دبلوماسيين ومسؤولين بارزين كانوا في انتظار الضربات قبيل الساعة السابعة مساء بتوقيت واشنطن (قبيل الفجر بتوقيت الشرق الأوسط)، بعد المشاورات المكثفة التي أجراها ترامب مع كبار مستشاريه وأعضاء بارزين في الكونغرس في البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن هذه الضربات كان من المفترض أن تستهدف بطاريات صواريخ وأجهزة رادار إيرانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة ترامب قوله إن إعداد العملية كان يسير بشكل جيد حيث أقلعت الطائرات واتخذت البوارج الحربية مواقعها عندما قرر ترامب إلغاءها قبل إطلاق أي قذيفة.

وكان أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي الأمريكي حذروا الرئيس دونالد ترامب من مخاطر “الانجرار” إلى حرب مع إيران.

وقال تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ إن “الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى الحرب، لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إلى حرب”.

وشدد شومر على الحاجة لبدء نقاش مفتوح في الكونغرس ولصدور قرار منه بشأن التمويل قبل الشروع في أي عملية عسكرية.

وقد حضر كبار أعضاء الكونغرس اجتماعا طارئا في البيت الأبيض الخميس لإيجازهم بشأن حادث اسقاط إيران طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار.

وحضت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، في أعقاب الاجتماع على خفض التصعيد مع إيران، قائلة “من المهم أن نبقى على تواصل مع حلفائنا وأن نقر بأننا لا نتعامل مع خصم مسؤول وأن نفعل كل ما بوسعنا لخفض التصعيد”.

وأضافت “هذا موقف خطير وشديد التوتر يتطلب نهجا قويا وذكيا واستراتيجيا وليس متهورا”.

وبعثت إيران باحتجاج رسمي إلى الولايات المتحدة على ما وصفته بانتهاك طائرة أمريكية بدون طيار للأجواء الايرانية.

وسلَّمت الخارجية الإيرانية الاحتجاج إلى سفير سويسرا في طهران، الذي ترعى بلاده المصالح الأمريكية في إيران. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وتقول تقارير صحفية إيرانية إن الاحتجاج “حمَّل الإدارة الأمريكية مسؤولية عواقب مثل هذه الأعمال الاستفزازية”.

وخلال اللقاء، قدمت إيران “تفاصيل حول كيفية حدوث هذا الاعتداء، بما في ذلك الإعلان عن الإحداثيات الجغرافية الدقيقة لموقع اصابة الطائرة الأمريكية في اجواء ايران”، وفق التقارير

“خطأ كبير”

وكان الرئيس ترامب قال إن إيران “ارتكبت خطأ كبيرا” في إسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فوق مضيق هرمز.

وأضاف أنه يرجح أن يكون إسقاط الطائرة نتيجة خطأ بشري، قائلا: “أجد صعوبة في تصديق أنه كان عملا مقصودا”.

وقالت إيران إن الطائرة بدون طيار انتهكت المجال الجوي الإيراني، لكن الجيش الأمريكي نفى ذلك.

ويأتي الحادث وسط تصاعد التوتر بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران ستتقدم بشكوى للأمم المتحدة، مفادها أن الولايات المتحدة “تتعدى على أراضينا”.

وقال على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “لا نسعى إلى الحرب ولكننا سندافع بحزم عن سمائنا وأرضنا ومياهنا”.

ماذا قال ترامب؟

أثناء حديثه في البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي إن إسقاط الطائرة ما هو إلا نقطة سيئة جديدة.

وأضاف أنه جرى “توثيق” أن الطائرة بدون طيار كانت فوق المياه الدولية، ولم تكن في المجال الجوي الإيراني.

وقال “أعتقد أن إيران ارتكبت خطأ، وأعتقد أنه كان جنرالا أو شخصا ما ارتكب خطأ وأطلق النار عليها”.

وأضاف “من الممكن أن يكون شخصا متسيبا وغبيا”.

تحليل جوناثان ماركس

مراسل الشؤون الدفاعية

تعليقات الرئيس ترامب التي تشير إلى أن إسقاط الإيرانيين لطائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج ربما كان خطأ، يميل إلى تأكيد تقارير سابقة من واشنطن بأن البيت الأبيض حريص على التخفيف من حدة التوتر.

ولقد حاول الإيرانيون بالفعل إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار أصغر حجما في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتعتبر الحالتان بمثابة تذكير قوي بمخاطر التصعيد، في الأماكن التي تعمل فيها القوات الأمريكية والإيرانية على مقربة.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني قد وصف الحادث في وقت سابق بأنه تحذير واضح لواشنطن.

لكن يبدو أن ترامب يراهن على احتمال ألا يتبع الجميع في طهران نفس قواعد اللعب، وربما يتركون مساحة لأصوات أكثر اعتدالا هناك، لديها نفس الرغبة الأمريكية في التخفيف من حدة التوتر.

ما ردود الفعل الأخرى؟

حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن الحرب بين الولايات المتحدة وإيران ستكون “كارثة لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها”.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.

كما قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لبي بي سي، إن بلاده تحاول إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن سلوكها “غير مقبول”.

مضيفا أن “لا أحد يريد أن يبدأ حربا، لكن لا يمكننا السماح لإيران بالاستمرار في مثل هذا السلوك العدائي، والأدلة التي تشير إلى تورط إيران قوية للغاية، سبق وأن هددت إيران بفعل كهذا واليوم فعلت ما هددت به”.

وفي الولايات المتحدة، قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إن الولايات المتحدة ليست لديها رغبة في الحرب مع إيران، في حين وصف، جو بايدن، المرشح الأساسي عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، استراتيجية ترامب في إيران بأنها “كارثية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى