رأىرئيس التحرير

.. بل الفأل “الإيرانى – التركى” الحسن.. واعتذار واجب!

استمع

أشرف أبو عريفأشرف أبو عريف رئيس تحرير الدبلوماسى

على ما يبدو أن التزييف والتضليل الإعلامى لبعض الأقلام التى وُلدت بلا ظل فى عالم الصحافة، وفجأة وجدت نفسها لا تخضع لكل علامات الإعراب لأنها دائما “شاذة”.. فحسب إتجاه “الريح” وليس “الرياح” تكون منصوبة أو مضمومة أو مكسورة، وغالبا ما تكون منكسرة وبالتالى لا اصل لها من الإعراب.

فليس غريبا أن تتجاوز هذه الأقلام مراحل النفاق وتستعين بآليات “الشعوذة” والسحر وقراة الكف والفنجان وتتخذ من “النحس” مسلكا لتعليق عليه كافة ألوان الفشل وخيبة الأمل بدلا من الإعتراف باللأخطاء والخطايا المتتالية إما لسؤ النوايا أو فقدان البصر والبصيرة وهذا بلا شك أحد الحيل الدفاعية المريضة فى علم النفس والمعروفة بــ “الإسقاط”.. أى أن يسقط المخطىء أسباب فشله على الآخر والآخر والآخر دون أدنى حُمرة خجل، ومن قبل كانوا سحرة فرعون!

وبالرغم من أن الأحداث المؤسفة التى وقعت بمشعر “مِنىَ” منذ أيام ومن قبل سقوط الرافعة وكلاهما أودى بحياة ما يزيد على الأربعة آلاف حتى الآن، إلا أن هذا ما يتمناه المرأ الحاج أو المعتمر أن ينال حُسنْ الختام سواء فى الزمان أو المكان وبالتالى هذا “فأل حسن”.. لكن علينا أن نضع فى اعتبارنا أن هناك لكل حاج أو معتمر أهل وأصدقاء يتلهفون عودته..

لذا كان يتوجب على النظام السعودى تقديم “الإعتذار” لذوى ضحايا كلا من مِنى والرافعة”، بغض النظر عن الحوادث وقعت عن قصد أو دون قصد حسبما يُقال فى الشارع العربى والإسلامى الآن، غير ان عدم تقديم إعتذار المملكة العربية السعودية حتى الآن ربما يُجذِّر الشك عند المسلمين عموما وذوى الضحايا خصوصا بالشبهة الجنائية بسبب ما يجرى من صراعات فى سوريا واليمن والعراق وليبيا بين التيارات الإسلامية وبخاصة السُّنة والشيعة.. وربما هناك عمل مخابراتى صهيونى مثلا يهدف إلى توسيع هُوَّات الخلاف بين السعودية وحلفاءها السُنيين وبين إيران وأتباعها من الشيعة وبالتالى تكون إسرائيل هى الرابح الوحيد لكل ما يجرى من اقتتال بين المسلمين فى كل مواقع النزاع المصطنعة على يد الصهاينة وأعوانهم.. وربما الشك يصل إلى أفراد الأسرة المالكة نفسها فى ظل الإنقسامات الحاصلة بين معارض ومؤيد للملك سلمان وباقى عناصر نظامه، خاصة بعد استقالة ولىّْ العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز والمتوفى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق.. ناهيك عن التأييد والإعتراض على حرب السعودية وحلفائها لليمن والتدخل فى شؤن الغير.

وأعتقد أنه يُحسب لإيران وتركيا، بالرغم من الإختلاف حول ملف سوريا، أن العلاقات البينية تجاوزت الــ  30 مليار دولار مؤخرا وهناك مطلب شعبى لكلا البلدين بزيادة التعاون التركى الإيرانى فى كل المجالات. وهذا إن دل يدل على حلاوة ثقافة الإختلاف فى الرأى الذى لا ولن يُفسد للود وحُسن الجُوار قضية.. وللأسف نحن الشعوب العربية لم وربما لن نألف هذا الرُقى فى بلادنا، بل اعتادنا كالسنة وأقلام إعلامية على خلط الحابل بالنابل بحكم مرض “العشى الليلى” وتعذر التمييز بين الأبيض والأسود والأحمر والأزرق وسائر ألوان الطيف وبالتالى تاهت الحقيقة ودفع الشعب العربى أثمان باهظة على مدار عقود بل قرون عديدة!

فعندما يخلو المقال من إسم الكاتب أو إسناد الأمر إلى أحد مواقع التواصل الإجتماعى، فذا هو الخُبث بعينه والهروب الكبير من جانب الكاتب.. وهذا يدل على الإيمان التام بالكذب على القارىء شكلا ومضمونا وحتى لا يصبح كاتب المقال فى مرمى النقد المبرح وإسقاط ورق التوت عن سؤاته سواء لسبب إرضاء الخبيث المستفيد من هذا التزييف أو بدافع الإبتزاز.

وكون العالم الإسلامى معنى بنُصرة وحماية بيت الله الحرام ومسجد الرسول الأعظم محمد (ص) والإنفاق على المقدسات الحجازية كما كانت تفعل مصر إذبان نظام محمد على وقبل اكتشاف النفط ويُقر بهذا التاريخ، فما الضير أن تطلب، ليس فقط تركيا وإيران، بل سائر دول العالم الإسلامى المشاركة فى تنظيم موسم الحج فى مكة والمدينة المنورة وإن شاء الله قريبا الأقصى “أولى القبلتين”؟!

كنت أود من هؤلاء أن يسلكوا مسلك التقريب بين الفُرقاء وهم من صنعوا الفُرقة والفجوات بين الأمم .. فالدبلوماسية الراقية لا تعرف الخصام أو النفاق أو الابتزاز أو السُكر الإعلامى. وأعتقد أن فزاعة “السُّنة والسيعة” باتت مفضوحة وبات الشعب العربى اليوم يدرك كم إلى كم تلاعب به مروجو هذ الأكذوبة ليس إلا للبقاء فى سُدة الحكم والتربع على صدور الشعوب دون رحمة.. فهؤلاء ما هم إلا مصاصى دماء للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية.. فيا هذا، بل ذالك، كان من الأحرى بك أن تكتب أسمك على المقال، لكن لا غرابة فى ذلك.. فللنخوة رجال كما للجُبن والكذب ثعالب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى