سلايدر

العربي يفتتح أعمال المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية

استمع

images (7)

أشرف أبو عريف 

افتتح صباح اليوم أمين عام جامعة الدول العربية د. أمين العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية وجاءت كلمته علي النحو التالي :

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــ

أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات العربية، الضيوف الكرام
أصحاب السعادة السيدات والسادة،
يسرني ويشرفنى الترحيب بأصحاب المعالى والسعادة جميعاً في مقر جامعة الدول العربية “بيت العرب” بمناسبة المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية وأتوجه بالشكر إلى معالي السيد مرزوق على الغانم رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس الأمة الكويتي، وإلى معالي السيد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي على المبادرة الكريمة في الدعوة لعقد هذا المؤتمر الهام، وفى هذا التوقيت بالذات، للبحث في التحديات الراهنة التى تواجه الأمة العربية ومناقشة السبل الكفيلة لمواجهة هذه التحديات من خلال رؤية برلمانية عربية شاملة نأمل أن تسهم في بلورة سياسات ومواقف وخطوات عملية للخروج من التحديات والأزمات الحادة التى تكاد تعصف بعدد من الدول العربية وتهدد الأمن الاقليمى العربى وتهدد الاستقرار في المنطقة بمجملها.
السيد الرئيس،
إن البرلمانات والمجالس التشريعية العربية تتحمل مسئوليات تاريخية في هذه المرحلة العصيبة، لكونها الهيئات المعنية بالتعبير عن إرادة الشعوب العربية وطموحاتها في ترسيخ أسس بنيان الدولة الوطنية العربية الحديثة والعمل العربي المشترك، كما أنها الهيئات المعنية بإصدار التشريعات والقوانين الموجهة لسياسات الحكومات العربية.
لذلك يكتسب مؤتمر اليوم أهمية خاصة لكونه أول مؤتمر لرؤساء البرلمانات العربية يكرس أعماله لبلورة رؤية برلمانية عربية مشتركة للتعامل مع التحديات المطروحة.
التحديات كثيرة والأزمات كثيرة ولكن يجب الا ننسى ان القضية الاولى والمركزية هى القضية الفلسطينية واحتلالها الأولوية القصوى في التحديات التى تواجهها الأمة العربية ذلك أن جانباً كبيراً من التحديات والأزمات التى تعصف بالمنطقة كانت نتاجاً مباشراً لعدم قدرة المجتمع الدولي على إيجاد حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية طبقاً لقواعد الشرعية الدولية.
ومع انسداد أفق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بل عدم جدواه نظرا للتعنت الاسرائيلى فإنه يتحتم على الجانب العربي أن يبلور موقفاً واضحاً ويطلق تحركاً جدياً باتجاه المجتمع الدولي والأمم المتحدة لطرح قرار مجلس الأمن 242 الذي صدر في 22/11/1967 والذي يقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، والعمل على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يقوم على أساس المرجعيات الدولية التى تم التوافق عليها، وعلينا ان نتأكد أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد، وهذا تحد كبير علينا أن نواجهه كمجموعة عربية قبل أن نطرحه على الآخرين، وهذا التحدي يستدعي توظيف كافة الإمكانيات العربية للقيام بهذا التحرك الدبلوماسي العربي المشترك، ويتطلب نجاح هذا المسعى أن يكون الهدف واضحاً للجميع بما في ذلك الدول المؤثرة ومن ضمنها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية التى تتغاضى عن سياسات إسرائيل العنصرية التى أصبحت آخر معاقل الابارتايد والتمييز العنصري في العالم المعاصر.
وفى هذا الصدد، فإن البرلمانات العربية مدعوة إلى التحرك مع مثيلاتها من البرلمانات الدولية من أجل دعم حركات المقاطعة BDS التى سيكون لها تأثير فعال على وقف الأعمال الاستيطانية التى تشكل الخطر الأكبر على خيار حل الدولتين وما تبقى من أمل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
السيد الرئيس،
إن الأزمات الكثيرة المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا وأماكن أخرى، ولا تمتد في تداعياتها لتهدد فقط بنيان الدولة الوطنية المستقلة في تلك الدول وإنما تمتد أيضاً لتهدد مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، الأمر الذى يستدعى التحرك السريع لبلورة رؤية عربية مشتركة إزاء التعامل مع تلك الأزمات وتداعياتها، وإنني لعلى ثقة بأن مؤتمر اليوم وبهذا الحضور المميز من القيادات البرلمانية العربية سيكون له إسهامه الكبير في تشكيل مثل هذه الرؤية المشتركة التى نؤمن في جامعة الدول العربية أنه لا يمكن بدونها الخروج من هذا المأزق الكبير الذى تواجهه الأمة العربية.
وفى هذا السياق أود أن أؤكد على أن ظاهرة الإرهاب التى نشهدها الآن تتغذى وتتفشى مخاطرها مع استمرار نيران الأزمات المشتعلة وحالة الانقسامات التى تشهدها العديد من دول المنطقة،ولا يجب ان ننسى ان الارهاب جاء إلى المنطقة مع نشأة إسرائيل، فالتفجير العشوائى الذى اقدمت عليه العصابات اليهودية عام 1946 وأدى إلى مقتل اكثر من 90 نزيلاً فى فندق الملك داوود فى القدس كان بلا شك بداية آفة الارهاب العشوائى فى المنطقة، وهذا أمر يتطلب التفكير العميق والمراجعة المتأنية لجملة المواقف والسياسات العربية ولآليات العمل العربي المشترك المعتمدة للتصدي لمثل هذه الظاهرة، وفى هذا الصدد، فإن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري كان قد اتخذ قراراً هاماً بتاريخ 7/9/2014 أكد فيه على الموقف العربي الحازم باتخاذ التدابير الجماعية اللازمة لصيانة الأمن القومي العربي والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة، كما أكد القرار على أن المواجهة مع الإرهاب هى مواجهة شاملة تقتضى التعاون العربي الجماعي عسكرياً وأمنياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً وإعلاميا وقانونياً لدحر الإرهاب وإلحاق الهزيمة بمشروعه التدميري للأمن والاستقرار في المنطقة. أصحاب المعالى أرجو مخلصا ان يتم تنفيذ ما جاء فى هذا القرار الهام من خطوات لصيانة الأمن القومى العربى.
وختاماً، أكرر الترحيب بكم جميعاً متمنياً لمؤتمركم النجاح في أعماله والتوفيق في التوصل إلى النتائج المرجوة منه لحاجة الامة العربية اليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى