رأى

ثقافة التكفير.. وكورونا

استمع

بقلم: د. حذامى محجوب

كنت كتبت منذ أيام تغريدة على صفحتي على الفايسبوك ملخصها أن أنظار الشرق كلها ترنو اليوم الى أحفاد باستور وفليمنغ وجاك مونو وسلفادور لوريا وروجيه ستانييه محفزة اياهم للاسراع بصنع لقاح يخلص العالم من وباء الكورونا covid 19،بعد خلاء ساحاتنا من أحفاد جابر ابن حيان وابن الهيثم وابن سينا والرازي بعد أن قضينا على نسلهم بتكفيرهم أو تهجيرهم ، ولعل آخر كروموزماتهم توجد في بلاد “الكفار” وتعمل في مخابر “الكفار ” وتحسب عليهم.

ونشرت صورة معبرة عن ذلك .فانهالت علي الشتائم من المغرب والمشرق وكأني خرجت عن الملة ومحوت كل المقدسات.
هذه هي ثقافتنا ، اما أن تؤمن إيمان العوام أو أن يقع تكفيرك بكل بساطة …ثقافة ‏يغيب عنها التروي والتحليل العقلي ، تقوم على التسرع والحكم على النوايا وتعتمد على بديهيات لا أساس لها من الصحة كالتسليم بأن من يمجد العلم وينتظر الحلول منه يقضي على الايمان.

أقول لكل الذين قالوا في ما قاله الإمام مالك في الخمرة:

– ان الايمان بالعلم في حد ذاته يستند وسيستند الى أسس روحية وميتافيزيقية.
– ان الايمان بالعلم لايصادر حق الناس في الايمان والدعاء والتضرع الى الاله.
– ان الايمان بالله يمنحنا الطمأنينة ويضفي على حياتنا معنى لذلك فحرية المعتقد هي حق انساني..
-أما قولنا بأن أنظار الناس قد توجهت كلها الى المخابر فهذا نابع عن وعي تاريخي عميق يتمثل في أنه لا الأنبياء ولاالقديسون قد استطاعوا دفع المرض والوباء عن أنفسهم وكانوا يلجؤون الى الأطباء ويتداوون كما يتداوى سائر البشر .
-لا شك أن العلم يرقى بالإنسان ويسهل حياته ويحل مشاكله المادية ويساعده على التطور والنمو ولكنه لايستطيع وحده تنظيم حياته الخاصة والاجتماعية ، اذ لابد من قيم تكبح نزعة الانسان في السيطرة والطغيان والاعتداء ، لقد كان قارون على سبيل المثال أعلم أهل زمانه وطغى وكذلك فرعون والنمرود وأمثلة التاريخ كثيرة ، ومنها ماهو قائم الى يومنا هذا …
-كما أن بيوت الله لم تكن أبدًا للشفاء من أمراض الجسد ، فذلك له الاطباء، بل للشفاء من أمراض النفس وعللها ، فالتواضع والتسامح والمحبة والتضامن بين الناس ورعاية الأيتام والأرامل وغيرها الكثير من علاجات النفوس وراحتها لايقدمها العلم ولاالمختبرات بل الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى