سياسة

رمضان فى ولايات عُمان.. مذاق آخر !

استمع

 wh_31601851

مهند أبو عريف

لشهر رمضان خصوصية متميزة فى سلطنة عُمان حيث يحرص الكثيرون على العودة إلى ولاياتهم بشكل يومي للمشاركة في الطقوس الرمضانية التي ما زال العمانيون يحافظون عليها بشكل جيد خاصة في القرى حيث يكون لليالي رمضان طعم ومذاق آخر.

ويعتقد الكثيرون أن تناول وجبة الإفطار وسط العائلة له بعده الروحي والحميمي ويساهم في التقريب أكثر بين أفراد الأسرة . ورغم المشقة اليومية إلا أن الكثيرين يعتقدون انها لا تعادل شيئا في مقابل تناول الإفطارمع عائلاتهم.

علاوة على ذلك لا تزال الأنشطة الثقافية والرياضية في الولايات تلاقي أقبالا كبيرا من الجميع من مختلف الأعمار. كما تحرص الأسر خلال الشهر الفضيل على تنظيم مآدب افطار جماعي يشارك فيها الجميع لتزيد الألفة والتقارب بين الأهل والأقارب.

وتشهد مختلف الولايات في السلطنة تكاتفا بين أبناء الولاية الواحدة او أبناء القرى عبر مبادرات افطار صائم فتجد على طول الشوارع إذا اتجهت شمالا أو جنوبا لافتات مكتوب عليها “افطار صائم”

واندثرت عادة إطلاق مدفع الإفطار في جميع الولايات ليكون آذان المغرب الميقات الرسمي والشعبي لانتهاء يوم من أيام الشهر .

ومساء تبدأ ليلة مليئة بالفعاليات الرمضانية والعبادات الدينية، فعقب صلاة التراويح تتبادل الأسر الزيارات حيث يحرص الجميع على الالتقاء في أحد البيوت ثم ينتقلون إلى بيت آخر، إلا أن هذه العادة أيضا تختلف من محافظة إلى أخرى، لكن تبقى صلة الأرحام حاضرة بقوة ضمن عادات وتقاليد شهر رمضان. وتنظم العائلات لقاءات موسعة تدعو لها المقربين والجيران، وربما يقطع البعض مسافات طويلة لتلبية هذه الدعوات.

وكما انقرضت ظاهرة مدفع الإفطار فإن “المسحراتي” لم يعد موجودا إلا على نطاق ضيق جدا ، اذ أن الحياة الحديثة بكل تقنياتها لم تعد تستدعي وجوده الآن فتقوم المنبهات الإلكترونية بما كان يقوم به.

وتنظم بلدية مسقط وبعض جمعيات المرأة العمانية احتفاليات القرنقشوة التي يغنيها الاطفال ، حيث تقام أيضا فى الحدائق . كما يحلو لكبار السن كثيرا استذكار رمضان في السنوات والعقود الماضية من خلال جلساتهم اليومية التي يسترجعون فيها ذكريات الماضي ويناقشون أحوالهم المعاصرة.

ورغم الرفاهية الكبيرة التي يعيشون فيها اليوم إلا أن الحنين لتك المرحلة يبدو

حاضرا بشكل كبير وهو ما يعزيه البعض ويفسره بأنه حنين إلى سنوات شبابهم .

وتبدأ في العشر الأواخر من رمضان هبطات العيد التي لا تزال الكثير من ولايات السلطنة تحافظ عليها بشكل كبير. حيث يجد فيها المتسوق كل ما يحتاجه لمستلزمات العيد وتقاليده التي يحافظ عليها العماني ويصر على التمسك بها حيث تقام على هامشها استعراضات للخيل والإبل. وتشهد الهبطات إقبالا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع وأطيافه وكذلك من مختلف الأعمار. فلا تقتصر على كبار السن فقط بل يحضرها الشباب بشكل ملفت.وإذا كانت الهبطات تحافظ على الكثير من ألقها فإن إحياء الفنون التقليدية خلال أيام عيد الفطر المبارك ما زال يحافظ على بريقه في بعض ولايات السلطنة. فيتم احياء ليالي العيد بالفنون الشعبية التي تتوج تجمعات الأسر في القرى والولايات وتأتي ضمن طقوس العيد التي لا تزال باقية ويحافظ عليها العمانيون خاصة ما كان منها متعلقا بأنواع المأكولات التقليدية مثل الشواء والمشاكيك والعرسية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى