رئيس التحرير

هل مطالبة قائد الثورة الإيرانية للسعودية بالاعتذار عن حادث مِنىَ “جريمة؟! وهل نقل الخبر كما هو تطبيل وارتزاق؟! أليس الإفتقار للقدرة على الحوار السامى سمة الرجعية العمياء؟!

استمع

أشرف أبو عريفأشرف أبو عريف رئيس تحرير الدبلوماسى

تعليقاََ على ما تفوه به أحد قراء “الدبلوماسى” من المملكة العربية السعودية الشقيقة على موقع التواصل الإجتماعى facebook وهو صديق على نفسى عزيز، أسوق له التالى: المحترم.. أبو حاتم.. وبعد.. تعلم جيداََ أن “الدبلوماسى” يقف عند نقطة المنتصف من كل المذاهب الأيدولوجية والسياسية وهذا ما تفتقر له العقلية العربية ووسائل إعلامها. وما خلف الأمة العربية وباتت تئن منها الرجعية والتخلف إلا بسبب الجهل بنظرية ” لنتفق فيما إتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه “.. وعقيدتى أنا شخصيا هى “لا للشرذمة المذهبية وضياع الأمة”.. فكما هناك اختلافات بين السنة والشيعة.. أيضا هناك خلافات جمة بين السنة أنفسهم والشيعة أنفسهم، وهذا ما أضحت الأمتين الاسلامية والعربية تتقزز منه.

حدث ما حدث فى حادث منى الذى هو قيد التحقيق مع كامل الإحترام لشعب المملكة، ولكن لا شك أن الأمر أصاب المسلمين بالمرارة.. ثم أن قائد الثورة الاسلامية كونه يطالب المملكة بالاعتذار.. هذا هو رأيه وليس هذا جريمة كى تتفوه بألفاظ قبيحة منها أنا براء وأنت تعلم ذلك جيدا..

فمتى نتوقف عن سب وقتل بعضنا بعضا ونلتفت لانتهاكات الصهاينة للأقصى ومقدساته واغتصاب النساء وقتل العجزة وتشريد الأطفال.. ليتنا نرفع عن أعيننا العصبية القبلية التى قذفت بالعرب فى مستنقع التخلف والرجعية.. ليتنا ننعم بثورة علمية كما تنعم بها الجمهورية الإسلامية وباتت على سقف الدول المتقدمة.. ليتنا نتناقش سياسة حب ورحمة ومودة من أجل عزة الاسلام والمسلمين .. ليتنا نخلع فزاعة “السنة والشيعة” المصطنعة من أعداء الاسلام لتحرير الأقصى ووقف المخطط الصهيونى “سايكس بيكو 2” لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات..

الأمانة فى نقل الخبر لايعنى التطبيل أو الإرتزاق كما تفوهت وكنت أظنك عاقلا متعقلا. وأعتقد أنك كنت مصاب بالسُكر القبلى بتفوهك بهذا الزفير.

مرة أخرى، الإعتذار عن الحادث الأليم ليس تقليل من شأن المعتذر .. وإنما هو دليل على الُرقىِّ والإرتقاء ولا يعنى بالضرورة تعليق المشنقة سواء الخطأ عن عمد أو عن غير عمد.

ما يجرى فى العراق وسوريا واليمن وليبيا ما هو إلا لإثبات الزعامة الجوفاء وصراع أنا وصدام الحركات وتصفية الحسابات لصالح “هو وهى”، فتخيل لو أطراف النزاع ألتقوا على كلمة سواء ” أعتذر عما أقترفته فى العراق وسوريا واليمن وليبيا وحتى لا تأتى البقية، أليس ذلك كفيل بوضع نهاية للتهجير القصرى للنساء والأطفال والشيوخ والشباب إلى بلاد العجم بعد أن لفظتهم عناصر الفتنة فى بلاد العرب؟!

كيف لك أن تصف الموحدين بالله والمؤمنين بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بــ “المجوس”، أليس مسلموا إيران أحفاد الصحابى سلمان الفارسى؟! وسلمان الفارسي أو سلمان المحمدي (36 هـ ـ 656م)، واسمه عندما كان ببلاد فارس روزبه وقيل “مابه بن يوذخشان” وأصله من منطقة أصبهان في إيران[1] هو صحابي دخل الإسلام بعد بحث وتقصٍّ عن الحقيقة، وكان أحد المميزين في بلاد فارس بلده الأصلي. دان بالمجوسية ولم يقتنع بها، وترك بلده فارس فرحل إلى الشام والتقى بالرهبان والقساوسة ولكن أفكارهم ودياناتهم لم تقنعه. واستمر متنقلا حتى وصل إلى الجزيرة العربية فالمدينة والتقى بالرسول محمد بن عبد الله فاعتنق الإسلام.

و هو الذي أشار على النبي محمد في غزوة الخندق أن يحفروا حول المدينة المنورة خندقا يحميهم من قريش، وذلك لما له من خبرة ومعرفة بفنون الحرب والقتال لدى الفرس. ويعتقد أنه مدفون في بلدة المدائن قرب بغداد.

لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة، وكان أبو الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار. وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا، فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي له ؟ فأجاب سلمان: إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا. صم وافطر، وصلّ ونام. فبلغ ذلك الرسول فقال: “لقد أُشْبِعَ سلمان علما”..

وأخيرا .. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم، متى ترفعين عن عينيكى العصبية الجاهلية وتستعيدين مجد الإسلام ونخوة المسلمين.. أليس الإعتذار للأمة الإسلامية عزاءاََ ومواساةََ لأهالى الحجاج المنكوبين وتخفيفاََ لأمهم؟! عفواََ أنا أخاطب جموع العرب والمسلمين ولست أنت بعينك فأنت واحد من ضحايا الأمة، عافانا الله وإياك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى