شهداء الحرم المكي

د. أحمد تركى

من أمس وأنا أريد الكتابة عن شهداء الحرم المكي !! ،. ولم أستطع !!! مشاعري متلاطمة تلاطم الأمواج في البحر . شهداء في الحرم طائفين عاكفين ، وشهداء علي الجبهة مجاهدين مرابطين !!!! هؤلاء الذين أتو. ضيوفاً للرحمن شعثاً غبراً. ملبيين قَانِتِين ركعاً ساجدين خاشعين لربهم خاضعين .

ينالو الشهادة في هذا المكان ؟!!! علي غير توقع البشر !! بيت الله الحرام من دخله كان آمناً !! ليس مكاناً للشهادة فيما يبدو للناس . سبحانك ربي ما أعظمك ؟!! كلما فكرت في آلائك وقدرتك خشع قلبي ودمعت عيناي وسجدت واقتربت. فعلاً. الشهادة في سبيل الله وحسن الخاتمة رزق!!! في أي مكان وفي أي زمان !! محكومة بسنة الله في الأرزاق . ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) .

كما انتابني حالة حزن علي نقل صور الشهداء أشلاءً ودماءً بهذه البشاعة !!! لماذا تعودنا علي تداول صور الموتي في الكوارث والحروب بهذه الطريقة ؟!! ألا تفكرون ؟ وتعتبرون؟. وتتذكرون ؟ أن للميت حُرمة!! وتداول الصور البشعة انتهاكٌ لهذه الحرمة؟!! ألا تخشون علي أطفالكم من الاعتياد علي هذه المناظر فينعكس ذلك في تربيتهم سوءاً لا يعرف حجم خطره إلا الله؟!! رحم الله شهداء الحرم الركع السجود ، وشهداءنا الأبطال علي جبهة حرب الإرهاب والاستخراب العالمي الذين استشهدو لتحيا أُمتهم. ياااااارب : أنت تعلم حوائجي عندك ، يااااااااارب: أرجوك ولا أرجو سواك.