أليست مصر أولىَ بأصحاء الشباب.. حاملى الدكتوراة والماجستير وأوائل الخريجين ولا مانع من كفالة ذوى الحاجات الخاصة ؟!

إبراهيم عوف – مهند أبو عريف

لم نعتاد تجاهل واستعلاء القائمين على الإعلام بوزارة الشباب، السيدة جهاد وبعض أعضاء الفريق، من توجيه الدعوة للـــ “الدبلوماسى” لتغطية الحدث على الأرض ومعالجة السلبيات بشكل بنَّاء وتربوى بالرغم من وداعة وبساطة الوزير خالد عبدالعزيز. هذا، بالرغم أن أية سلبيات بالمكان عند إفتتاح الوزير الشاب لها.. لا شك يتحملها الفريق المعاون من متابعات قبل الإفتتاح مثلما لم نلمس ذلك فى افتتاح تطوير مراكز الشباب فى الإسكندرية مؤخرا!

على أية حال.. لا شك أنه من المُلزم وضع ذوى الاحتياجات الخاصة فى الاعتبار، لا للتجمُّل واستجلاب عاطفة أناس ما، ولكن لحقهم فى تقرير المصير. ولكن كنت أتمنى أن ننتهى أولا من تعيين الحاصلين على رسالات الدكتوراة والماجستير وأوائل خريجى الجامعات المُعطلين مع سبق الإصرار والترصُّد منذ سنوات، ليس فقط لأحقيتهم العلمية والبدنية بل للحاجة الماسة لمصر المتردية للنهوض بها سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتحقيق أمل “مصر القوية” أم الدنيا، وهذا ما ينشده الرئيس السيسى.

وبعيداََ عن دموع التماسيح، أجد ما المانع فى أن يتقاضى ذوى الحاجات الخاصة راتبا شهريا يكفل لهم حياة كريمة ولا داعى لإذلاله بين الساخرين والساخرات فى المواصلات وميادين العمل، فكيف نستعين بشخص لا حول له ولا قوة لبناء ونهضة أمة وهناك كوادر شبابية مؤهلة علميا وبدنيا على أعلى مستوى معطلين من سنوات بحكم البطالة المقنَّعة؟!

فوسط الكاميرات وحضور الصحفيين والتقاط الصور، شهد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الإجتماعى، اطلاق المرحلة الثانية من مشروع ” قيم وحياة”، الذى يهدف الى نشر وتفعيل مجموعة من القيم الأساسية فى المجتمع ورفع الوعى القيمى والأخلاقى للمواطنين، بحضور فضيلة الدكتور على جمعة رئيس مؤسسة مصر الخير ومفتى الديار المصرية السابق، والدكتور محمد الرفاعى رئيس مؤسسة اجيال مصر.

وقد صرح المهندس خالد عبد العزيز مبادرة قيم وحياة”، ان المجتمع فى اشد الإحتياج إلى تضافر الجهود بين كافة المؤسسات، وتعاون الشباب المصرى والإعلام لإبراز هذه القيم، مشيراً إلى عدد من الأنشطة الناجحة التى قامت وزارة الشباب والرياضة بتنفيذها بالتعاون مع الوزارات المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى.
واشار عبد العزيز إلى أن دعم القيم الثقافية والانسانية والروحية، والتواصل مع الشباب من خلال المبادرة والتعاون مع تلك الفئات، يمثل خطوة جادة لضمان نشر تلك القيم ونشرها ، ونقل تلك المبادرات والأفكار والقيم لأقرانهم من الشباب على مستوى كافة المحافظات.

وعن دور مؤسسات المجتمع المدنى وتضافر الجهود، اشارت الدكتورة غادة والى ان القيم هى التى تصنع النهضة، ونموذج يعكس التعاون بين الوزارات، وجدية الحكومة فى الاستفادة والتعاون لدعم الأنشطة والبرامج التى تشجع التعاون الجماعى، وتعكس تقدير الحكومة لأهمية دور مؤسسات المجتمع المدنى.
كما اكدت والى ان القيم الانسانية هى التى تحمى المجتمع ومواطنيه، واساس فى تحقيق التقدم والنهضة فى كافة المجالات.
وقد اكد فضيلة الدكتور على جمعة، فى كلمته، ان العصر الحالى الذى انتشرت خلاله نسب استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وما نتجت عنه من تأثيرات سلبية وايجابية على الإنسان المصرى، والتى تؤدى تدريجياُ إلى ارتفاع احتمالات فقد المواطن المصرى لعدد من القيم التى طالما تحلى بها، ومواجهة القيم السلبية التى تبث من الأفكار والثقافات الخارجية، مشيراً إلى ان المصريين هم دائماً أهل حضارة.
وشدد جمعة على اهمية التعاون بين جانب المجتمع المدنى ومؤسسات الحكومة ورجال الأعمال ليقدم شيئاً متميزاً ونافعاً للمواطنين، فهو المثلث الإصلاح والبناء، لافتاً ان منظومة القيم تمثل انعكاس لديننا وحضارتنا وتاريخنا.

وخلال كلمته، أشار الدكتور محمد الرفاعى اننا فى اطار مشروع متميز، بدء منذ عام، واستطاع ان يحقق اهداف بناءة بستة محافظات، موجهاً الشكر لكل من وزير الشباب والرياضة والدكتور على جمعة والدكتورة غادة والى على الدعم المقدم لدعم المشروع، وشباب مصر متمنياً
وفى كلمة حول أهداف المشروع، اكدت ايناس وهيب مدير البرامج بمؤسسة اجيال مصر، ان المشروع بمرحلتيه يستهدف تأهيل وتدريب 780 شاب وفتاة، من النشء والشباب بواقع 60 شاب وطليع بكل محافظة من المحافظات.
واضافت وهيب انه من المقرر فى اطار فعاليات المشروع، تنفيذ الدليل التوعوى مع 130 ألف مواطن ودمجهم فى الأنشطة فى مناطق التجمعات، ومن خلال الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب وتنفيذ أنشطة التوعية مثل الندوات والأحداث الخارجية والتدريبات، فضلاً عن تنفيذ 65 مبادرة شبابية قيمية، بواقع 5 مبادرات بكل محافظة خلال مدة التنفيذ لدعم واستمرارية المشروع.
وتتضمنت فعاليات الافتتاح عرض فيلم قصير حول فعاليات المرحلة الأولى والثانية من المشروع، وتكريم المشاركين فى المرحلة الأولى من المشروع.
يذكر ان مشروع “قيم وحياة” ينفذ فى اطار الشراكة المثمرة بين مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية، حيث يتتضمن الشركاء الحاليين والمستهدفين من المشروع كل من وزارات التضامن الإجتماعى، التنمية المحلية، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التربية والتعليم، ووزارة التموين، وعدد من الجامعات المصرية والجمعيات الأهلية المحلية فى مختلف المحافظات.
وتنفذ المرحلة الثانية للمشروع بمشاركة 400 شاب وفتاة، بمحافظات الجيزة، كفر الشيخ، الاسماعيلية، دمياط، مرسى مطروح، بنى سويف، المنيا واسوان، بينما نفذت المرحلة الأولى من المشروع – والتى استفاد من خلالها 300 شاب وفتاة – محافظات ( القاهرة، والإسكندرية، الشرقية، اسيوط وقنا).