رأى

ايران لن تتراجع عن حقوقها

استمع

بقلم: حميد حلمي البغدادي

عاد الى طهران الوفد الايراني المفاوض في الموضوع النووي كما عادت وفود اطراف مجموعة (4+1) والمفوضية الاوروبية ومنظمة الطاقة الذرية الدولية الى عواصمها للتشاور وتقييم نتائج محادثات فيينا.

ومع هذه الاجواء تبقى كل الاحتمالات مفتوحة فيما اذا كانت هذه المفاوضات ستؤول الى احياء الاتفاق النووي والقبول بعودة اميركا اليه بعد انسحابها منه في ايار 2018، أم لا ؟

وفد الجمهورية الاسلامية اهدافه كانت ولازالت محددة وهي الغاء الحظر والعقوبات الاقتصادية كافة والتثبت منها عمليا مقابل تراجع ايران عن تلك الخطوات التي اتخذتها ردا على تنصل الاميركيين والاوروبيين من التزاماتهم.

ومع ذلك تبدو المفاوضات مشوبة بالمفاجئات التي لايمكن حسبانها او التنبؤ بها على مستوى ما حصل في عمليات التخريب التي لحقت بمنشأة نطنز يوم 11 نيسان 2021 والتي اريد منها اضعاف موقف المفاوض الايراني. الا ان ايران فوّتت على المتربصين فرصة الابتزاز عندما عملت على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة وسط تحذير الجمهورية الاسلامية بان التخصيب قابل للارتفاع اذا ما واصل الاوروبيون سياسة تضييع الوقت ومحاولة استحداث اتفاق جديد يؤدي الى نسف كل الجهود التي بذلت خلال عشر سنوات للحصول على الاتفاق النووي الموقع في 14 تموز 2015.

وامام هذا المشهد نسجل للوفد الايراني نجاحه في وضع الاميركيين خلف الابواب الموصدة ومنعهم من المشاركة في المفاوضات الاخيرة.

كما نثمن دورهم في التصريح بان طهران نجحت في اقناع مجموعة (4+1) باعتناق عقيدة الجمهورية الاسلامية التفاوضية لان المجموعة هي المتضررة من تجميد الاتفاق النووي نتيجة لتمرد اميركا على قرار مجلس الامن الدولي 2231، ولان ايران لن توقف مسيرتها ابدا وهي عازمة على تأمين متطلباتها النووية التنموية مادام الاميركيون والاروروبيون يستنكفون عن الوفاء بتعهداتهم.

المؤكد ان الجمهورية الاسلامية متمسكة بتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم الامام الخامنئي على مستوى الموضوع النووي والقاضية بالغاء الحظر الاميركي الغربي والتثبت من ذلك وعودة الدورة الاقتصادية والمالية الى سيرتها الطبيعية اضافة الى استئناف صادراتها من النفط الى الدول الراغبة فيها ، الى جانب تعويض ايران عن الخسائر التي لحقت بها جراء تعرضها للضغوط الاميركية القصوى والتي مازالت متواصلة على عهد جو بايدن رغم مرور اكثر من 100 يوم على رئاسته. واذا ما شعرت طهران بأن المفاوضات تسير نحو الاستنزاف فأنها ستنسحب غير آسفة على ذلك.

على صعيد متصل فان الجمهورية الاسلامية جادة ومصممة على معاقبة المستكبرين الذين يستهدفون تدمير المنشآت النووية ومطاردتهم الى عقر دارهم حتى يعلموا بان جرائمهم لن تمر دون ردّ وان على الاعداء ان يدفعوا ثمن خياناتهم ومؤامراتهم عقابا مدمرا لكيلا تسوّل لهم انفسهم التعرض لمصالح ايران الاستراتيجية بشكل او باخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى