إقتصاد

عبدالعاطى: كتاب أسباني يربط فكر الإخوان بالعنف والإرهاب

استمع

IMG_20150303_094005

ابراهيم عوف

أفاد المتحدث الرسمى لوزارة الخارجيةالسفير د. بدر عبدالعاطى بأن إحدى دور النشر بأسبانيا قامت بإصدار كتاب باللغة الأسبانية تحت عنوان “الإخوان المسلمون” من تأليف الكاتب الأسباني سيرخيو كاستانيو ريانيو، حيث عرض المؤلف في كتابه الذي يقع في ستة فصول عدد من الموضوعات المتعلقة بالإسلام والتيارات الإسلامية/ الحركة الفكرية للإخوان المسلمين/ عملية إنتشار الحركة دولياً/ موقف الاخوان المسلمين من العنف/ المشاركة السياسية للإخوان المسلمين/ نفوذ الإخوان المسلمين في أوروبا.

واستعرض المؤلف في كتابه تحليل تطور الحركة الدولية للإخوان المسلمين وتاريخ عدد من المنظمات المرتبطة بفكر المؤسس حسن البنا وعلاقتهم بالإرهاب الجهادي، فضلاً عن الخلط بين الإسلام وشموله وبين تلك التيارات وتأثيرها السلبي نتيجة لأعمال العنف التي ارتكبها الإرهابيين، حيث يقول إنه لا يمكن إنكار أن التنظيم السري للإخوان قام بمارسة أعمال إرهابية. وتناول الكاتب ظهور جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 بزعامة مؤسسها حسن البنا والهدف من وراء تلك الجماعة من أجل إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية المنشودة تسعى من خلالها القضاء على النظم السياسية والسماح للجماعات الإسلامية للوصول للحكم ثم تهيئة الأجواء للسيطرة على مؤسسات الدولة، وفي مفهوم تلك الجماعة لا تكون السيادة للشعب وبالتالي رفض كل أشكال الديمقراطية.

كما أوضح “ريانيو” أن التاريخ يكشف العديد من أحداث العنف التي تورطت فيه جماعة الأخوان والأفكار المتشددة التي تبنتها تلك الجماعة ومن ضمنها وجوب المواجهة المسلحة مع الحكومات التي تعتير في وجهة نظرهم كافرة، فضلاً عن القيام بسلسلة من الإغتيالات وفي مقدمتها اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء والقاضي أحمد الخازندار، ومحاولة إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954، فضلاً عن القيام بعدد من أعمال العنف المسلح في سوريا من خلال تكوين جماعات مسلحة صغيرة تقوم بالإعتداء بشكل مباشر على كبار المسئولين بالحكومة. ووفقاً للمؤلف فإن الكثيرون يرون أن حماس صنيعة الإخوان المسلمين.

ويتحدث الكاتب عن الدور السياسي للإخوان ويقول إنه بمجرد تحليل تطور المشاركة السياسية للإخوان في الشرق الأوسط، يمكن إثبات انه بالرغم من وجود نفس المبادئ الفكرية، إلا أن كل فرع من فروع الاخوان كان يوائم نشاطه السياسي بالمحيط الذي يعيش فيه. 

واستعرض الكاتب الأسباني تطور جماعة الإخوان في الشرق الأوسط تم تطور فكرهم ليصل إلى الدول الغربية، حيث كانوا ينظرون إلى الغرب على إنه سبب كل المصائب والشرور التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي وأن الغرب “دار حرب” ثم تحول الغرب فجأة إلى “دار دعوة” لنشر الإسلام وتخلي جماعة الاخوان عن بعض مبادئهم للوصول إلى أهدافهم.

ووفقاً لسيد قطب الذي يعد المنظر الأساسي لفكر الجماعات الإسلامية المتشددة فانه كان يهدف إلى قتال كل من في العالم الغربي والمجتمعات العلمانية والحكومات الكافرة التي تسيطر على العالم الإسلامي. وعندما انتشرالعمل الدعوي في ألمانيا، فقد أدى فكر جماعة الاخوان في عدد من القضايا إلى تفسيرات متطرفة، وقد استغلت بعض الجماعات الجهادية المساجد في ألمانيا لنشر فكرها، ومن هنا برزت الجهود التي بذلتها المنظمات الإسلامية المعتدلة لتوضيح موقفها والابتعاد عن التطرف والتعصب. ثم استعرض الكاتب بشكل مفصل تطور دور جماعة الاخوان في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا واسبانيا. كما يؤكد الكاتب أن الإلتزام الذي تبديه الجماعة نحو القيم الديمقراطية ونبذ العنف يتعارض مع الدعم المستمر للعمليات الإرهابية التي ترتكبها حماس وكذلك تبرير العمليات المتطرفة في العراق وأفغانستان ضد القوات الدولية.

وهنا يتسائل الكاتب هل الإخوان تخلوا عن مبادئهم من أجل تحقيق أهدافهم واتباع استراتيجة للسيطرة على اللعبة السياسية، حيث يقول إنهم وجدوا في السياسية الطريق الوحيد والسريع لتحقيق أهدافهم وقال إنها مجرد محاولة لبسط نفوذهم والتقدم بشكل تدريجي نحو تحقيق أهدافهم، وإنه لا ينبغي أن يتم النظر بأن هناك تطور إيجابي في فكر الإخوان، لأن الإخوان منذ البداية يدافعون عن فكرة استعادة الخلافة لتحل محل العلمانية والرأسمالية اللتين تحكمان العالم حالياً ويتبنون الفكر الارهابي والعنف لتنفيذ مخططاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى